تصدير الطماطم المجففة.. مورد دولاري مستدام لمصر
تعد الطماطم المجففة من المنتجات الزراعية التي شهدت اهتمامًا متزايدًا في مصر خلال السنوات الأخيرة، نظرًا لقيمتها الاقتصادية العالية وإمكاناتها الكبيرة في تعزيز العائدات الدولارية للبلاد.
ويعد تصدير الطماطم المجففة موردًا دولاريًا مستدامًا لمصر، حيث تسهم هذه الصناعة في دعم الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل للمزارعين والعاملين في قطاع الزراعة.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض كيف نجحت مصر في جعل الطماطم المجففة المصدرة للخارج مصدرًا هامًا للدولار.
إنتاج الطماطم في مصر
وفقًا للبيانات المتاحة حتى عام 2024، احتلت صادرات مصر من الطماطم الطازجة المركز التاسع بين الصادرات الزراعية بإجمالي كمية بلغت 52,000 طن، حيث شهدت صادرات مصر منها 24.3 مليون دولار خلال النصف الأول من العام.
وتزرع الطماطم في مختلف أنحاء البلاد، مع تركيز خاص في مناطق الصعيد مثل الأقصر وأسوان، حيث تعتبر الظروف المناخية ملائمة لزراعة هذا المحصول.
عملية تجفيف الطماطم
وتعتبر عملية تجفيف الطماطم وسيلة فعالة لزيادة قيمة المنتج وتقليل الفاقد الناتج عن وفرة الإنتاج في مواسم الذروة، حيث يتم تجفيف الطماطم باستخدام أشعة الشمس، حيث تقطع الثمار وتعرض لأشعة الشمس المباشرة لعدة أيام حتى تفقد معظم محتواها المائي.
وإنتاج كيلوغرام واحد من الطماطم المجففة يتطلب حوالي 10 كيلوغرامات من الطماطم الطازجة.
قدرات مصر في تصدير الطماطم المجففة
وشهدت صادرات مصر من الطماطم المجففة نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة.
وفي عام 2024، حققت مشروعات الطماطم المجففة في غرب الأقصر نجاحًا كبيرًا بتصدير أكثر من 350 طنًا إلى الخارج، محققةً إيرادات تجاوزت مليون دولار.
كما ارتفع عدد شركات تجفيف الخضروات والفواكه بنسبة 60% خلال عام 2023، ليصل إنتاج مصر من الطماطم المجففة إلى 2500 طن بحلول نهاية العام، مقارنة بألف طن في عام 2022.
ووفقا لبيانات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية، فإن صادرات البلاد من الطماطم المجففة تتجاوز 100 مليون دولار سنويا، وكشفت البيانات أيضا أن الفدان الواحد ينتج 35 طنا من الطماطم المجففة، تباع بمبلغ 350 ألف جنيه مصري.
الأسواق المستوردة للطماطم المجففة المصرية
وتصدر الطماطم المجففة المصرية إلى العديد من الدول، مع تركيز خاص على الأسواق الأوروبية، حيث تعتبر إيطاليا من أبرز المستوردين للطماطم المجففة المصرية.
وبالإضافة إلى ذلك، تصدر الطماطم المجففة إلى دول مثل المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية.
كما أن هناك طلبًا متزايدًا من دول الشرق الأوسط، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، على الطماطم المجففة المصرية.
الفوائد الاقتصادية لتصدير الطماطم المجففة
ويوفر تصدير الطماطم المجففة العديد من الفوائد الاقتصادية لمصر، من بينها:
- زيادة العائدات الدولارية: يسهم تصدير الطماطم المجففة في زيادة العائدات من العملة الصعبة، مما يدعم الاحتياطي النقدي للبلاد.
- توفير فرص العمل: تساهم مشروعات تجفيف الطماطم في توفير فرص عمل للمزارعين والعاملين في قطاع الزراعة، خاصة في المناطق الريفية.
- تعزيز القيمة المضافة: من خلال تحويل الطماطم الطازجة إلى منتج مجفف ذي قيمة أعلى، يمكن تحقيق أرباح أكبر للمزارعين والمصدرين.
- تنويع الصادرات الزراعية: يساعد تصدير الطماطم المجففة في تنويع قاعدة الصادرات الزراعية المصرية، مما يقلل من الاعتماد على منتجات محددة.
الفرص المستقبلية
وعلى الرغم من النجاحات المحققة، تواجه صناعة تجفيف وتصدير الطماطم في مصر بعض التحديات، من بينها:
- ضمان الجودة: للحفاظ على سمعة المنتج المصري في الأسواق العالمية، يجب الالتزام بمعايير الجودة العالمية في جميع مراحل الإنتاج والتجفيف.
- التسويق والترويج: يتطلب تعزيز وجود الطماطم المجففة المصرية في الأسواق العالمية جهودًا تسويقية مكثفة للتعريف بالمنتج وزيادة الطلب عليه.
- التقنيات الحديثة: يمكن للاستثمار في تقنيات التجفيف الحديثة أن يزيد من كفاءة الإنتاج ويحسن جودة المنتج النهائي.
ويعتبر تصدير الطماطم المجففة موردًا دولاريًا مستدامًا لمصر، حيث يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل للمجتمعات الريفية.
ومع استمرار الجهود لتحسين جودة الإنتاج وتوسيع الأسواق المستوردة، يمكن لمصر تعزيز مكانتها كواحدة من أبرز الدول المصدرة للطماطم المجففة عالميًا.
