مصر تستثمر في المستقبل.. خطط بمليارات الدولارات نحو التحول الأخضر
في السنوات الأخيرة، اتخذت مصر خطوات استراتيجية نحو التحول إلى الاقتصاد الأخضر، مستثمرة مليارات الدولارات في مشاريع تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة ومواجهة تحديات التغير المناخي.
وتسعى هذه الجهود إلى تعزيز النمو الاقتصادي، خلق فرص عمل جديدة، وحماية البيئة للأجيال القادمة.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نسلط الضوء على الجهود المصرية في مجال التحول الأخضر.
استثمارات ضخمة في التحول الأخضر
وأعلنت مصر عن استهداف جذب استثمارات بقيمة 5 مليارات يورو في قطاعات التحول الأخضر والمجالات ذات الأولوية المشتركة، وذلك بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، حيث تم تفعيل آلية لضمانات الاستثمار بقيمة 1.8 مليار يورو ضمن الصندوق الأوروبي للتنمية المستدامة بلس (EFSD+) لتحقيق هذا الهدف.
وبالإضافة إلى ذلك، وافق صندوق الاستثمار في المناخ (GCF) على برنامج التحول الأخضر في الأنظمة المالية، بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، مما يتيح تمويلات بقيمة 1.3 مليار دولار لدعم قدرة الأنظمة والمؤسسات المالية في الدول المستفيدة، بما في ذلك مصر، على التوسع في التمويل الأخضر من خلال الآليات المالية المبتكرة في مختلف القطاعات.
زيادة نسبة الاستثمارات العامة الخضراء
وتستهدف مصر زيادة نسبة الاستثمارات العامة الخضراء من 15% في عام 2021 إلى 50% من إجمالي الاستثمارات العامة بنهاية 2025، مما يعكس التزام الدولة بالاستدامة ودمج التنمية المستدامة في أجندتها التنموية.
مشاريع رائدة في مجال التحول الأخضر
ومن بين المشاريع البارزة في هذا المجال، تخطط شركة "ماغنوم بروبرتيز" السعودية لبناء برج مكاتب مكون من 50 طابقًا يعمل بالهيدروجين النظيف في العاصمة الإدارية الجديدة لمصر، بتكلفة تقدر بمليار دولار.
ويهدف هذا المشروع إلى أن يكون أول برج صفري الكربون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، معتمدًا على الطاقة الشمسية والهيدروجين لتوليد الكهرباء.
بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق مشروع "النهر الأخضر" في العاصمة الإدارية الجديدة، وهو سلسلة من الحدائق الحضرية تمتد على طول 35 كيلومترًا، تغطي مساحة إجمالية تبلغ 2509 هكتارات، مما يجعلها ستة أضعاف حجم سنترال بارك في نيويورك.
ويهدف هذا المشروع إلى توفير مساحات خضراء واسعة وتعزيز الاستدامة البيئية في المدينة الجديدة.
مجمع بنبان للطاقة الشمسية
ويعد مجمع بنبان للطاقة الشمسية بمحافظة أسوان واحدًا من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية عالميًا، حيث يمتد على مساحة 37 كيلومترًا مربعًا ويضم أكثر من 32 محطة لتوليد الكهرباء باستخدام الألواح الشمسية.
ويهدف المشروع إلى إنتاج نحو 1465 ميغاواط من الكهرباء، ما يكفي لتزويد ملايين المنازل بالطاقة النظيفة، ويعتمد بالكامل على التمويل والاستثمار الخاص بقيمة تتجاوز 2 مليار دولار.
كما ساهم المشروع في خلق آلاف فرص العمل، كما لعب دورًا محوريًا في خفض انبعاثات الكربون بنحو مليوني طن سنويًا، مما يجعله نموذجًا ناجحًا للتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة في مصر.
محطة جبل الزيت لطاقة الرياح
تعد محطة جبل الزيت واحدة من أكبر مشروعات طاقة الرياح في منطقة الشرق الأوسط، حيث تقع على ساحل البحر الأحمر وتضم أكثر من 300 توربين رياح بطاقة إجمالية تصل إلى 580 ميغاواط.
وتتميز المحطة بتقنياتها الحديثة التي تقلل الضوضاء وتحسن كفاءة التوربينات، مما يجعلها واحدة من أكثر محطات الرياح تطورًا عالميًا.
كما يساهم المشروع في توفير الكهرباء النظيفة لمئات الآلاف من المنازل، كما يقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة، مما يدعم استراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030 الهادفة إلى زيادة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني.
مشروعات تحلية مياه البحر
تولي مصر اهتمامًا كبيرًا بمشروعات تحلية مياه البحر كجزء من استراتيجيتها لمواجهة تحديات ندرة المياه وتأمين احتياجات السكان المتزايدة، ومن أبرز هذه المشروعات:
محطة تحلية مياه شرق مطروح (الرميلة 4): بطاقة إنتاجية 130 ألف متر مكعب يوميًا، مما يسهم في توفير المياه النقية للمناطق الساحلية وتقليل الاعتماد على نهر النيل.
محطة تحلية مياه البحر في شرم الشيخ: بقدرة 30 ألف متر مكعب يوميًا، تهدف إلى دعم التنمية السياحية المستدامة في المدينة.
مشروعات أخرى قيد التنفيذ: تستهدف الحكومة إنشاء نحو 21 محطة تحلية جديدة بحلول 2050، ضمن خطة استراتيجية تهدف إلى إنتاج 6.4 مليون متر مكعب من المياه يوميًا.
وتمثل هذه المشروعات خطوات محورية نحو تعزيز الاستدامة البيئية وضمان موارد كافية للأجيال القادمة، مما يؤكد التزام مصر بالتحول نحو الاقتصاد الأخضر.
وتظهر مصر التزامًا قويًا بالتحول نحو الاقتصاد الأخضر من خلال استثمارات ضخمة ومشاريع رائدة تهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية والتنمية الاقتصادية.
