الدولار يتجه نحو أقوى أسبوع منذ يوليو 2023
استقر الدولار يوم الجمعة متجها صوب أقوى أداء أسبوعي له منذ يوليو 2023 بفعل تراجع التوقعات بتخفيضات حادة ومبكرة لأسعار الفائدة هذا العام قبل صدور بيانات الوظائف الأمريكية التي تحظى بمتابعة وثيقة في وقت لاحق اليوم.
وألقت البداية القوية للعملة الأمريكية بظلالها على الين الياباني، مع تراجع العملة الآسيوية 2.5% مقابل الدولار في الأسبوع الأول من العام، وهو أضعف أداء أسبوعي لها منذ أغسطس 2022.
وسيتم اختبار انتعاش الدولار من خلال تقرير الوظائف غير الزراعية المقرر صدوره في وقت لاحق من الجلسة. وتوقع اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم خلق 170 ألف وظيفة في ديسمبر، أي أقل من 199 ألف وظيفة في نوفمبر.
وقال موه سيونج سيم، استراتيجي العملات في بنك سنغافورة: "من المحتمل أن تكون السوق قد سبقت نفسها في أواخر العام الماضي فيما يتعلق بتسعير الهبوط الناعم"، في إشارة إلى تخفيضات قدرها 160 نقطة أساس هذا العام حسبتها الأسواق في نهاية عام 2023.
وتوقع مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر الماضي تخفيضات في أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في عام 2024، مما دفع رهانات سوق المال إلى ضعف هذا المبلغ تقريبًا، مع تحفيز تفاؤل السوق لارتفاع حاد في الأسهم والسندات في نهاية العام.
ولكن منذ بداية العام، تراجعت الأسواق عن توقعاتها. وأظهرت أداة CME FedWatch أن المتداولين يسعرون الآن أقل من 140 نقطة أساس من التخفيضات هذا العام، مع احتمال التخفيض في مارس بنسبة 65٪ مقابل 86٪ في الأسبوع السابق.
وقال سيم إن البيانات هذا الأسبوع أظهرت أن سوق العمل الأمريكي يبدو صامدًا و"ربما سيظل بنك الاحتياطي الفيدرالي بحاجة إلى التأكيد على رسالة إبقاء أسعار الفائدة لفترة أطول قليلاً مما قام السوق بتسعيره بالفعل".."لكننا سنرى، لأن بيانات كشوف المرتبات الليلة ستكون بيانات رئيسية يجب مراقبتها."
أظهرت بيانات يوم الخميس أن أصحاب العمل في القطاع الخاص الأمريكي وظفوا عددًا أكبر من المتوقع في ديسمبر، مما يشير إلى استمرار القوة في سوق العمل الذي من شأنه أن يستمر في دعم الاقتصاد.
وساعد ذلك الدولار على التخلص من ضعفه، ومقابل سلة من العملات، وصلت العملة الأمريكية لآخر مرة إلى 102.51 يوم الجمعة. وارتفع مؤشر الدولار 1.1% هذا الأسبوع، وهو أقوى أداء له منذ الأسبوع المنتهي في 23 يوليو.
وقال هاميش بيبر، خبير الدخل الثابت واستراتيجيات العملات في هاربور أسيت مانجمنت، إن الدولار من المرجح أن يحظى بدعم من زيادة أسعار الفائدة الأمريكية، مقارنة ببقية العالم، حيث أن "توقعات خفض أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي تثبت أنها عدوانية للغاية".
وتابع: "في حين انخفض معدل التضخم الأساسي لنفقات الاستهلاك الشخصي بسرعة إلى حوالي 3٪، فإن هذا ليس 2٪ الذي يستهدفه بنك الاحتياطي الفيدرالي وقد يتطلب الميل الأخير بقاء أسعار الفائدة عند مستويات أعلى لفترة أطول من المتوقع."
وارتفع التضخم، مقاسا بمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، بنسبة 2.6% في الـ 12 شهرا حتى نوفمبر.
اخترق عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات المستوى النفسي 4% وكان آخر مرة عند 4.002% خلال الساعات الآسيوية، مرتفعًا 14 نقطة أساس خلال الأسبوع.
