مشروعات ضخمة وخطط تنموية طموحة.. السيسي يغير وجه التنمية في سيناء

تحولت شبه جزيرة سيناء، أرض الفيروز، خلال السنوات الأخيرة إلى نموذج للتنمية الشاملة في مصر، بفضل رؤية استراتيجية قادها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ومنذ توليه الحكم في عام 2014، أولت الدولة المصرية سيناء اهتمامًا غير مسبوق، حيث أصبحت محورًا رئيسيًا للمشروعات القومية الضخمة التي تهدف إلى تحويلها إلى مركز اقتصادي واستثماري جاذب.
ويستعرض هذا التقرير، من بانكير، أبرز المشروعات التنموية في سيناء، وكيف ساهمت في تغيير وجه المنطقة، مع تسليط الضوء على الخطط المستقبلية التي تعزز مكانتها كبوابة مصر الشرقية.
مشروعات البنية التحتية شرايين التنمية
وشهدت سيناء طفرة كبيرة في تطوير البنية التحتية، التي تعد العمود الفقري لأي تنمية مستدامة، وتم إنشاء وتطوير أكثر من 5000 كيلومتر من الطرق الجديدة، مما سهل الربط بين شمال وجنوب سيناء وباقي المحافظات مثل بورسعيد والإسماعيلية والسويس، ومن أبرز هذه المشروعات:
- أنفاق قناة السويس: تم حفر 5 أنفاق جديدة أسفل القناة لربط سيناء بالوادي، مما عزز حركة التجارة والاستثمار.
- تطوير الموانئ: تم تطوير 8 موانئ بحرية وإنشاء 3 موانئ برية، بتكلفة إجمالية تصل إلى 44 مليار جنيه، لدعم النشاط التجاري واللوجستي.
- السكك الحديدية: تشغيل خط الفردان - بئر العبد بطول 100 كيلومتر، وهو أول خط سكة حديد يعمل في سيناء منذ 57 عامًا، مع خطط لتطوير خطوط أخرى مثل الفردان - العريش - طابا.
- المطارات: تطوير 6 مطارات جديدة، بما في ذلك مطار البردويل، لدعم السياحة والنقل.

استصلاح الأراضي وتعزيز الأمن الغذائي
وتعد الزراعة أحد أهم محاور تنمية سيناء، حيث تم استصلاح حوالي 400 ألف فدان، منها 285 ألف فدان مزروعة بالفعل، وذلك بفضل مشروعات ري متطورة مثل محطة معالجة مياه بحر البقر، التي تعد واحدة من أكبر المحطات في العالم.
كما تم تخصيص أكثر من نصف مليون فدان لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، لدعم المشروعات الزراعية الكبرى، وهذه الجهود ساهمت في تعزيز الأمن الغذائي وتوفير فرص عمل للشباب.
مدن جديدة وإسكان اجتماعي
وأسهمت مشروعات الإسكان في إنشاء مجتمعات عمرانية متكاملة، حيث تم بناء أكثر من 56 ألف وحدة سكنية، منها 3600 وحدة في مدن مثل العريش والشيخ زويد وبئر العبد ورفح، بالإضافة إلى 4382 بيتًا بدويًا و18 تجمعًا تنمويًا، وتشمل المدن الجديدة:
- مدينة رفح الجديدة والإسماعيلية الجديدة، اللتين تهدفان إلى استيعاب الزيادة السكانية ودعم الاستثمار.
- مدينة سلام وبئر العبد الجديدة، وهي مراكز تنموية متكاملة.

الصحة والتعليم وبناء الإنسان
وحظيت سيناء بتطوير كبير في القطاعين الصحي والتعليمي، حيث تم إنشاء 41 مستشفى ورفع كفاءة 10 مستشفيات أخرى، بإجمالي 400 سرير، إلى جانب إنشاء 152 مدرسة وزيادة عدد الجامعات إلى 8، مما عزز التنمية البشرية في المنطقة.
كما تم تطوير مدينة سانت كاترين كمركز ديني وسياحي، مع إنشاء 550 وحدة سكنية وفنادق بيئية.
السياحة والصناعة ودعم الاقتصاد المحلي
تعد السياحة ركيزة أساسية في تنمية سيناء، خاصة في جنوبها، حيث تم تطوير منتجعات سياحية عالمية في شرم الشيخ ودهب، وإحياء مسار العائلة المقدسة في سانت كاترين.
وفي المجال الصناعي، تم إنشاء مناطق صناعية جديدة لاستغلال ثروات سيناء من الرخام والجرانيت، مما يعزز الإنتاج المحلي ويوفر فرص عمل، كما دعمت مشروعات الاستزراع السمكي، مثل مشروع الفيروز والديبة، إنتاج الأسماك وتصديرها.
الأمن والتنمية وجهان لعملة واحدة
ولم تقتصر جهود الدولة على التنمية الاقتصادية، بل شملت تعزيز الأمن كجزء لا يتجزأ من الاستقرار، حيث ساهمت القوات المسلحة في مكافحة الإرهاب، بالتوازي مع تنفيذ مشروعات تنموية، مما جعل سيناء نموذجًا للتكامل بين الأمن والتنمية.
كما تم إشراك القبائل السيناوية في جهود التنمية، من خلال توفير فرص عمل وتحسين الخدمات.
سيناء مركز اقتصادي عالمي
وتستهدف الدولة المصرية تحويل سيناء إلى مركز اقتصادي رئيسي بحلول عام 2050، مع خطط لزيادة عدد السكان إلى 8 ملايين نسمة وتوفير 3 ملايين فرصة عمل، وتشمل الخطط المستقبلية:
- تطوير قطاعات السياحة والصناعة في رأس سدر وأبو زنيمة.
- تعزيز البنية التحتية السياحية في سانت كاترين وشرم الشيخ.
- استكمال مشروعات الاستزراع السمكي واستصلاح الأراضي لدعم الأمن الغذائي.
وغيرت المشروعات الضخمة التي قادها الرئيس السيسي وجه سيناء، حيث تحولت من منطقة تعاني الإهمال إلى مركز تنموي جاذب، ومن خلال الاستثمار في البنية التحتية، الزراعة والإسكان والصحة، التعليم، والسياحة، أصبحت سيناء ركيزة أساسية في رؤية مصر 2030.
ومع استمرار الخطط الطموحة، تستعد سيناء لتكون بوابة مصر الاقتصادية نحو المستقبل، محققة حلم المصريين في تنمية أرض الفيروز.