الجمعة 14 مارس 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
اقتصاد مصر

الهيدروجين الأخضر.. مصر تستثمر في المستقبل وتخترق واحدة من أهم الصناعات بالعالم

الجمعة 14/مارس/2025 - 08:00 م
الهيدروجين الأخضر..
الهيدروجين الأخضر.. مصر تستثمر في المستقبل

تُعَدُّ مصر من الدول الرائدة في مجال الاستثمار في الهيدروجين الأخضر، حيث تسعى لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة، وتحتل مصر الأولى عربيًا من حيث عدد المشروعات الموجهة لتوطين صناعة الهيدروجين الأخضر، بحوالي 30 مشروعًا من إجمالي 80 مشروعًا في المنطقة العربية. 

أبرز المشروعات وحجمها:

مشروع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس 

 يُعَدُّ مشروع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس من أكبر مشروعات الهيدروجين الأخضر عالميًا، حيث يستحوذ على نحو 85% من مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر، بسعة إجمالية تبلغ حوالي 10.7 جيجاوات، مما يعني إنتاجًا مستقبليًا يقارب 1.5 مليون طن من الهيدروجين الأخضر. 

مشروع جرجوب بالساحل الشمالي الغربي

تبلغ التكلفة الاستثمارية للمرحلة الأولى من هذا المشروع 3 مليارات يورو، مع خطة للوصول إلى 24 مليار يورو عبر ثلاث مراحل. يهدف المشروع إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته والأمونيا الخضراء.

مشروع رأس شقير

يتم تنفيذه بالتعاون مع تحالف شركتي الفرنسية و المصرية الإماراتية، باستثمارات تصل إلى 7 مليارات يورو عبر ثلاث مراحل، ويهدف المشروع إلى إنتاج أكثر من مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويًا، لخدمة قطاع تموين السفن والتصدير. 

أول استخدام صناعي للهيدروجين الأخضر في مصر

وحدات تخزين هيدروجين

في خطوة تاريخية، أصبحت شركة أبوقير للأسمدة والكيماويات أول شركة مصرية تعتمد الهيدروجين الأخضر كوقود بديل، حيث أعلنت أنها أقرت مشروعًا لاستخدام 50 طنًا يوميًا من الهيدروجين المورد، بهدف:

رفع الطاقة الإنتاجية لمصنع "أبوقير (1)" للأمونيا من 1100 إلى 1200 طن يوميًا. 

إحلال جزئي للغاز الطبيعي في مصنعي "أبوقير (2) و(3)". 

تنفيذ المشروع خلال 12 شهرًا وفق إفصاح الشركة بالبورصة المصرية. 

ويأتي هذا التحول بعد أزمة في إمدادات الغاز الطبيعي خلال يونيو الماضي، ما دفع الشركة إلى البحث عن حلول بديلة ومستدامة.

أضخم مشروع للهيدروجين الأخضر في العالم في مصر

تخطط مصر لإنشاء أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر في العالم، والذي تم طرح تفاصيله عبر منصة الفرص الاستثمارية التابعة للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة.

الموقع: جنوب سيناء، على مساحة 127 كيلومترًا مربعًا. 

الشراكة: بين الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة الإنتاج الحربي، وعدة شركات عالمية. 

التكلفة الاستثمارية: 17 مليار دولار. 

القدرة الإنتاجية: 400 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر. 

المراحل الزمنية للمشروع: 

المرحلة الأولى: تنتهي في 2030. 

المرحلة الثانية: تنتهي في 2033. 

المرحلة الثالثة: تنتهي في 2035. 

هذا المشروع العملاق سيضع مصر في صدارة الدول المنتجة للهيدروجين الأخضر، مما يعزز مكانتها كمركز رئيسي للطاقة النظيفة عالميًا.

اتفاقيات استراتيجية لدعم مشروعات الهيدروجين الأخضر

وقع صندوق مصر السيادي أربع اتفاقيات كبرى مع مطورين أوروبيين خلال مؤتمر الاستثمار المصري-الأوروبي، بتكلفة استثمارية ضخمة بلغت 33 مليار دولار، تضمنت الآتي:

اتفاقية بقيمة 11 مليار دولار مع شركة DAI Infrastructure لإنشاء مشروع للأمونيا الخضراء بميناء شرق بورسعيد. 

اتفاقية بقيمة 4.25 مليار دولار مع شركة Ocior Energy لإقامة مشروع للأمونيا الخضراء بميناء السخنة، يستهدف تصدير الإنتاج للأسواق الأوروبية. 

اتفاقية بقيمة 3.46 مليار دولار مع تحالف طاقة عربية وفولتاليا، لإنشاء مشروع للأمونيا الخضراء في السخنة. 

اتفاقية بقيمة 14 مليار دولار مع تحالف يضم "بريتيش بتروليوم" و"مصدر" و"حسن علام" و"إنفينيتي باور" لإنشاء مشروع ضخم للأمونيا الخضراء بميناء السخنة. 

هذه الاستثمارات الضخمة تؤكد التزام مصر بتعزيز استخدام الطاقة النظيفة وجذب الشركات العالمية في هذا المجال الحيوي.

مصر على طريق الريادة في صناعة الهيدروجين الأخضر

من خلال هذه المشروعات الطموحة، تُثبت مصر أنها ماضية قدمًا في تحقيق استراتيجية التحول إلى الاقتصاد الأخضر، والتي تحقق العديد من الفوائد، أبرزها:

تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يساهم في تحقيق أمن الطاقة والاستقلالية الاقتصادية. 

تعزيز تنافسية الصادرات المصرية من خلال إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء، وهي منتجات مطلوبة عالميًا. 

خلق فرص عمل جديدة ودعم التنمية المستدامة. 

جذب استثمارات ضخمة من الشركات العالمية، مما يدعم نمو الاقتصاد الوطني. 

تمثل هذه المشروعات بداية عهد جديد للطاقة في مصر، حيث تسعى الدولة إلى أن تكون من أهم منتجي ومصدري الهيدروجين الأخضر عالميًا، مما يفتح آفاقًا جديدة للنمو والابتكار في مجال الطاقة المتجددة.

جهود الدولة في جذب المستثمرين:

إطلاق الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون: تهدف هذه الاستراتيجية إلى إنتاج 1.5 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر ومشتقاته بحلول عام 2030، مما يتطلب توفير 19 جيجاوات من الطاقة المتجددة. 

توفير حزم تحفيزية للمستثمرين: تعمل الحكومة المصرية على تقديم حزم تحفيزية لتوطين صناعة الهيدروجين الأخضر، مستفيدة من تجارب الدول الأخرى في هذا المجال. 

تطوير البنية التحتية: تسعى الدولة إلى تحسين البنية التحتية اللازمة لدعم مشروعات الهيدروجين الأخضر، بما في ذلك تطوير شبكات النقل وتوفير المرافق الأساسية.

من خلال هذه الجهود والمشروعات الطموحة، تسير مصر بخطى ثابتة نحو مستقبل مستدام يعتمد على الطاقة النظيفة، مما يعزز من مكانتها الاقتصادية والإقليمية.