أسعار النفط تهوي لأدنى مستوياتها في ثلاث سنوات.. ما السبب؟
تشهد أسواق النفط حالة من التشاؤم وسط توقعات بمواصلة انخفاض الأسعار، حيث انخفضت أسعار الخام بشكل حاد هذا الأسبوع لتصل إلى أدنى مستوياتها في ثلاث سنوات، مما أثار تساؤلات حول إمكانية استمرار هذا الهبوط.
تهديدات ترامب التجارية
وساهمت عدة عوامل في تشكيل هذه المعنويات السلبية، بما في ذلك قرار منظمة "أوبك" وحلفائها بزيادة الإمدادات بشكل مفاجئ، إلى جانب التهديدات التجارية التي يطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، مما قد يؤثر سلبا على الطلب العالمي على النفط.
كما ساهمت التطورات الجيوسياسية، مثل استعداد روسيا لمناقشة هدنة مؤقتة في أوكرانيا، في تخفيف حدة المخاطر التي كانت تدعم الأسعار، بالإضافة إلى ذلك، طلبت الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، من مصافيها تقليل إنتاج الوقود الأساسي مثل البنزين والديزل، مما يشير إلى تقلبات في توقعات الطلب على المدى الطويل.
أسعار العقود الآجلة لخام برنت
هذه العوامل مجتمعة دفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت إلى الخروج من النطاق الضيق الذي كانت تتداول فيه منذ سبتمبر الماضي، حيث تراجعت إلى ما دون 70 دولاراً للبرميل. ويرى المضاربون أن هذا الهبوط قد يستمر، خاصة مع تقليص صناديق التحوط لمراكزها الشرائية في خام غرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2010، وفقا للجنة تداول العقود الآجلة للسلع في الولايات المتحدة.
توقعات أسعار النفط
وفي سياق متصل، خفضت وول ستريت توقعاتها لأسعار النفط، حيث توقع بنك "مورجان ستانلي" أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 70 دولاراً هذا العام، بينما توقع بنك "جيه بي مورجان تشيس" انخفاض الأسعار إلى حوالي 50 دولارا للبرميل، كما أشارت "جولدمان ساكس" إلى وجود مخاطر من انخفاض الأسعار إلى ما دون النطاق المتوقع.
من ناحية أخرى، تراجعت أسعار نفط الشرق الأوسط، التي كانت تتمتع بقوة نسبية في السوق بسبب العقوبات الأمريكية على النفط الروسي والإيراني، كما انخفضت واردات الصين من النفط خلال الشهرين الأولين من العام بنسبة 5% مقارنة بالعام السابق، مما أضاف مزيداً من الضغوط على الأسعار.
ومع ذلك، هناك عوامل قد تحد من استمرار انخفاض الأسعار، بما في ذلك التهديدات الأمريكية بتشديد العقوبات على إيران وفنزويلا، مما قد يؤدي إلى خفض الإمدادات من هاتين الدولتين، بالإضافة إلى ذلك تسعى إدارة ترامب إلى تعزيز الاحتياطي الاستراتيجي للنفط، مما قد يعزز الطلب على الخام.
في النهاية، يبدو أن مستقبل أسعار النفط لن يعتمد فقط على سياسات العرض، بل سيتأثر أيضا بالبيانات الاقتصادية الكلية من الولايات المتحدة والصين، أكبر مستهلكين للنفط في العالم. ومع استمرار حالة عدم اليقين، يبدو أن التشاؤم يهيمن على السوق، مما يجعل أي تفاؤل بشأن تعافي الأسعار أمراً صعباً في الوقت الحالي.
