صعود أسعار البترول مع تصاعد مخاوف انقطاع الإمدادات في الشرق الأوسط
ارتفعت أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي يوم الاثنين مع تصاعد المخاوف بشأن احتمال انقطاع الإمدادات في الشرق الأوسط بعد أن كثفت إسرائيل هجماتها على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية وقوات مدعومة من إيران في المنطقة.
صعدت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر تشرين الثاني 1.12 دولار أو 1.56 بالمئة إلى 73.10 دولار للبرميل وينتهي عقد التسليم اليوم الاثنين وارتفع العقد الأكثر نشاطا لتسليم ديسمبر 1.04 دولار أو 1.45 بالمئة إلى 72.58 دولار.
وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 93 سنتا أو 1.36 بالمئة إلى 69.11 دولار للبرميل.
كما ارتفعت الأسعار يوم الجمعة الماضي لكن برنت هبط نحو 3 بالمئة وانخفض خام غرب تكساس الوسيط بنحو 5 بالمئة على مدار الأسبوع بسبب المخاوف بشأن الطلب في الصين على الرغم من إجراءات التحفيز المالي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستورد للنفط.
في يوم الاثنين، حظيت الأسعار بدعم من احتمال أن يشمل الصراع المتسع في الشرق الأوسط إيران بشكل مباشر، وهي منتج رئيسي وعضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، بعد تصعيد إسرائيل للهجمات على حزب الله والجماعات المسلحة الحوثية التي تدعمها إيران.
في حين أن الإمدادات المفرطة تشكل مصدر قلق رئيسي لأسواق النفط، إلا أن المستثمرين يخشون على نطاق واسع أن يؤثر الصراع على مستوى المنطقة في الشرق الأوسط على الإمدادات من مناطق الإنتاج الرئيسية، وفقًا لبريانكا ساشديفا، المحللة السوقية البارزة في فيليب نوفا.
قالت حماس إن ضربة إسرائيلية قتلت زعيمها في لبنان يوم الاثنين، بينما قالت جماعة فلسطينية مسلحة أخرى إن ثلاثة من قادتها قتلوا في ضربة على بيروت.
شنت إسرائيل أمس الأحد غارات جوية ضد ميليشيا الحوثي في اليمن وعشرات الأهداف لحزب الله في جميع أنحاء لبنان بعد مقتل زعيم حزب الله في وقت سابق.
في سياق الضربة الحاسمة التي وجهتها إسرائيل لحزب الله، ستستمر أسعار النفط في التحرك وفقًا لديناميكيات العرض والطلب، وفقًا لتوني سيكامور، المحلل السوقي في IG.
وقال إنه في ضوء نهاية التخفيضات الطوعية للإمدادات من جانب أوبك+ في الأول من ديسمبر/كانون الأول، فقد يختبر خام غرب تكساس الوسيط أدنى مستوياته في عام 2021 في نطاق 61 إلى 62 دولارًا للبرميل.
وقال سيكامور: "بالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من التحول الحمائمي الأخير في الصين، فمن غير الواضح ما إذا كان هذا سيترجم إلى ارتفاع الطلب على الوقود، بالنظر إلى التقدم الذي أحرزته الصين في كهربة قطاع النقل وإزالة الكربون منه".
لم تكن البيانات الصادرة يوم الاثنين مشجعة للطلب، حيث أظهرت انكماش نشاط التصنيع في الصين للشهر الخامس على التوالي وتباطؤ قطاع الخدمات بشكل حاد في سبتمبر.
وفي وقت لاحق من يوم الاثنين، ستنتظر الأسواق سماع رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول للحصول على أدلة على وتيرة التيسير النقدي للبنك المركزي. وقال محللون من بنك ANZ في مذكرة إن سبعة صناع سياسات آخرين في بنك الاحتياطي الفيدرالي من المقرر أن يتحدثوا هذا الأسبوع أيضًا.
وقال محللون أنه مع شروع بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الكبرى الأخرى في تخفيف السياسات، فقد يكون بعض التعافي الاقتصادي وشيكًا.
وأضافوا "إن مدى استجابة الطلب لتخفيض أسعار الفائدة، ومدى انتعاش الطلب الصيني بعد التحفيز الكبير الذي تم ضخه الأسبوع الماضي، سيشكل في نهاية المطاف ديناميكيات سوق النفط في المستقبل".
