الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
اقتصاد مصر

ليه الحكومة بتصفي الشركات "القابضة".. اعرف الحكاية بالتفصيل

الإثنين 26/أغسطس/2024 - 05:05 ص
الدكتور مصطفى مدبولي
الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء

 

 

هو إيه اللي بيحصل في الشركات القابضة، هل الحكومة ناوية على تصفيتها بشكل نهائي ولا لأ، وإزاي شركات دي عندها تاريخ وخبرة أكتر من نص قرن بيتم تصفية تاريخها بالشكل ده.. هنقولك الحكاية بالتفصيل فتابعنا للآخر. 
 

في الفترة الأخيرة، الحكومة قررت تصفي 3 شركات قابضة، والشركات دي بتصنف بأنها من المؤسسات الضخمة اللي ليها خبرات كبيرة جدا في بعض الصناعات، زي الألومنيوم والسبائك والفوسفات وغيرها، كمان أصول الشركات دي بتقدر بالملايين.

لكن، في 28 يوليو اللي فات، صدر قرار حل  الشركة المصرية للإنشاءات المعدنية "ميتالكو" وتم تصفيتها تماما، وده رغم أن الشركة عمرها أكتر من 50 سنة، وبيرجع لسنة 1986، وكانت بتمارس عملها فى السوقين المصري والعربي كل الفترة دي بدون مشكلات.

بس في السنين الأخيرة، الشركة اتعرضت للإهمال الإداري بشكل فج، وده اتسبب في حدوث خسائر متراكمة بالملايين، وتآكل رأس المال وحقوق المساهمين، وماكنش في خطة كويسة لإنقاذها أو عشان تخلصها من كل المشاكل اللي كانت فيها.

عشان كده، قررت الجمعية العامة غير العادية لشركة النصر لصناعة الكوك، فى سبتمبر 2022، تصفية أعمال الشركة، بعد  62 عامًا من تأسيسها، عشان يتكتب نهايتها في اليوم ده.

وفي الحقيقة، "ميتالكو" مش شركة واحدة، دي عبارة عن 3 شركات مجتمعة، وكان تم دمج شركة ستيلكو في ميتالكو سنة 1999، كمان الترسانة اللي كانت مؤسسة منذ عهد محمد على فى 1812، تم دمجها هي كمان في ميتالكو فى نوفمبر 2019، عشان تبقى ميتالكو عبارة عن 3 شركات.

وطبعا كلنا عرفنا إن كل شركة من الشركات ال 3 كان عندها مشاكلها، ومع الدمج تم تفاقم المشكلات وأصبحت فى كيان واحد، يعني مثلا "الترسانة" كانت مديونيتها حوالي 10 مليون جنيه، وكان بيسهل التعامل مع مشكلتها، ومع دمجها فى ميتالكو أصبحت المشكلة أكبر، وأصبح كيان واحد بيخسر 100 مليون جنيه سنوياً، لأن الشركة شغالة مع إيقاف التنفيذ، عشان كده الحكومة قررت تصفيها.

ورغم أن الشركة كانت مصنفة أنها من ضمن الشركات الأكثر تعثرا، إلا أنها كانت موضوعة على الطريق اللي يخلصها من مشاكلها، وفعليا لو كان في رغبة لتخفيف عبئها بالتخارج الحكومي، كان التخارج هيكون مثالي إذا تم بشكل مختلف عن فكرة التصفية.

ونقدر نقول في النهاية، إن وقف الخسائر كان موضوع له تصور شامل للحل، يعني مثلا الشركة كان عندها أراض على النيل فى كفر العلو بحلوان، غير مستغلة تماماً، وكان ممكن يتم استغلالها عقاريا لغرض السكن، وده تم بالفعل، وتم تحويل استخدامهما لغرض السكن فى عملية ماكنتش سهلة، كمان تم وضع تصور لنقل الملكية بالكامل للشركة القابضة، باعتبارها الدائن الوحيد، وده بعد ارتفاع مديونية ميتالكو..

وبالتالي، ممكن بعد استغلال الأراضي دي يتم توفير سيولة يتم بها بناء شركة كاملة من الصفر، فى ويتم حل كل مشاكل الشركة، لكن الحكومة اختارت سيناريو التصفية بسبب الديون المتراكمة بالملايين.