مبادرة رواد النيل في 2020.. التميز في عام التحديات ودور بارز في دعم ريادة الأعمال
استطاعت مبادرة رواد النيل الممولة من البنك المركزي وتشارك فيها العديد الجهات الحكومية والبنوك، خلال 2020، في أن تكون واحدة من العلامات المضيئة والمميزة في عام التحديات، ونجحت المبادرة الوليدة والتي لم يتجاوز عمرها العامين في تحويل التحديات إلى إنجازات ، وأن تكون نقطة تحول في مجال ريادة الأعمال في مصر.
لم تقتصر نجاحات مبادرة رواد النيل خلال 2020، على الصعيد المحلي فقط، بل امتدت الى تحقيق نجاحات إٌقليمية وعالمية، بدأت منذ مطلع العام، من خلال اختيار وكالة الفضاء الامريكية – ناسا للمبادرة للشراكة في مشروع تصنيع أجهزة للتنفس لمساعدة مصابي فيروس كورونا، وانتهت بفوز الفريق الطلابي المدعوم من المبادرة بالمركز الأول في رالي لتصنيع السيارات الكهربائية، وأيضا الدخول في شراكة مع الامم المتحدة بالتعاون مع الاتحاد العالمي للإتصالات لتنظيم مسابقة دولية للذكاء الاصطناعي في الوطن العربي وافريقيا.
وعلى الصعيد المحلي، لم يقتصر دور مبادرة رواد النيل في 2020، على تقديم الخدمات لأصحاب الأفكار والمشروعات فقط، بل امتد دورها لما هو أبعد من ذلك ليشمل دورا مجتمعيا تمثل في المشاركة في جهود الدولة لمواجهة تحدي الكوفيد 19 – كوورنا الذي ضرب العالم في مطلع العام، لتقدم خدماتها في المجالات الطبية والصحية، بجانب مساعدة المشروعات الناشئة والصغيرة على النمو والتطور وأيضا البقاء على قيد الحياة في ظل الأوضاع التي فرضها الفيروس الفتاك، كما جلعت من عام 2020 لألاف الشباب هو عام الانجاز والإنطلاق بعدما ظن الكثيرين أنه عام الكابوس. قدمت رواد النيل الاف الساعات ومئات الايام وعشرات الاسابيع، لخدمة جهود مساعدة الشباب وأصحاب المشروعات في تنمية وتطوير أعمالهم، وتحقيق أحلامهم وتحويلها إلى واقع، كما قدمت العديد من المبادرات والبرامج بدأت بإنتاج أول واقي للوجه لحماية الأطباء والعاملين في القطاع الصحي من فيروس كوورنا، ثم برامج لمساعدة الشركات نحو التحول الرقمي لتمكينها من البقاء في عالم كورونا وغيرها الكثير.
أنتجت رواد النيل خلال 2020، العديد من الجلسات الافتراضية والندوات عبر الانترنت واستضافت خبراء ريادة الأعمال ومؤسسي الشركات الناشئة وأصحاب التجارب المتميزة بهدف تقديم خبراتهم في دعم مجتمع ريادة الأعمال في مختلف المجالات سواء التكنولوجية او الصناعية او غيرها.
نجحت مبادرة رواد النيل في تقديم أكثر من 30 ألف خدمة من خلال مراكز تطوير الأعمال، استفاد منها أكثر من 14 ألف شاب ورائد أعمال والشركات الصغيرة والناشئة، تنوعت بين 10 خدمات رئيسية، منها دراسات الجدوى وتأسيس المشروعات والتراخيص وتيسير الحصول على تمويلات والتقييم المالي والتحول الرقمي. كما قدمت المبادرة المساندة لأكثر من 365 شركة ، حيث قامت بإحتضان نحو من 150 شركة ثلثها في مجال البرمجيات كما قامت المبادرة بدعم 135 شركة صغيرة ومتوسطة وتقديم الدعم التقني لاكثر من 80 شركة من خلال بيت التصميم وتوفير التدريب لأكثر من 7 الاف شاب في مختلف محافظات الجمهورية.
أطلقت المبادرة برنامج "خليك ديجيتال" لدعم تحويل الأعمال التقليدية إلى الرقمنة من خلال تقديم الخدمات والأدوات المتنوعة التي تحتاجها للظهور على القنوات الرقمية،ونجح برنامج "خليك ديجيتال" في قيادة 220 شركة نحو التحول الرقمي و تحقيق أهدافها وزيادة مبيعاتها وتعزيز ميزتها التنافسية بالسوق بتكاليف منخفضة. كما قدمت برامج عديدة للتوعية والتدريب التي ساهمت في تزويد رواد الأعمال الشباب بأفضل الممارسات والخبرة العملية، وأبرزها إطلاق أكاديمية رواد النيل برعاية بنك إتش إس بي سي التي خرجت في دورتها الأولى نحو 25 شركة ناشئة من مختلف المجالات، منها التجارة الإلكترونية، وتجارة التجزئة، والنقل، والاستدامة، والعقارات، وغيرها الكثير.
ومع تأثر سوق العمل في 2020 بجائحة كورونا، كان إيجاد وظيفة مصدر قلق كبير خاصة للخريجين بسبب التحديات الجديدة التي يواجهها أصحاب الأعمال لتطلق المبادرة برنامج الاستكشاف لصقل مهارات الخريجيين الرقمية من خلال دورات تدريبية افتراضية في بعض المجالات الأكثر طلبا وفق المتغيرات الجديدة خاصة التسويق الرقمي ، والبرمجيات المدمجة ، والعلامات التجارية والإعلان وغيرها، ولم تتوقف رحلة المتقدمين بالجلسات الافتراضية. بعد الانتهاء من تدريبهم، حيث تم تشبيكهم بنحو 45 شركة ناشئة ما سمح لهم بالحصول على 100 فرصة تدريب عملية، كما تلقى 300 مشارك من البرنامج فرصة للحصول على عمل حقيقي، كما قدم برنامج "ابدأ التابع للمبادرة 9 دورات عبر الإنترنت في مجال ريادة الأعمال.
ومن ضمن برامج رواد النيل، برنامج دعم التنافسية الذي حرص على تزويد الشركات بحلول رقمية و تقنية وتدريب متخصص، بهدف تحسين أداء الشركات الصغيرة والمتوسطة في مصر وذلك من خلال مركز "التميز في التصدير" برعاية بنك القاهرة، الذي ساعد الشركات على التوسع في أسواق خارجية جديدة من خلال تمكين إدارة الابتكار ونقل التكنولوجيا، ومن مسار "التجارة الإلكترونية" الذي ساعد الشركات على أن تصبح جاهزة للتصدير من خلال التواجد عبر الإنترنت على بوابات التجارة الدولية بالإضافة إلى مسار "الابتكار"، بالشراكة مع المجلس الهندسي للتصدير والذي يهدف إلى نقل المنتجات للأسواق العالمية.
وبرعاية المصرف المتحد، قام مركز تنمية سلاسل القيمة بتحديد الثغرات في مراحل الإنتاج للمشروعات والتي تنعكس على جودة المنتجات وإمكانية تتبعها خاصة في القطاعات التي لها أكبر تأثير على الصحة والبيئة مثل منتجات الألبان والأغذية والبلاستيك القابل للتحلل وتم تزويد الشركات الصغيرة والمتوسطة بحلول تقنية ورقمية للتركيز على تحقيق النمو المستدام من خلال منتجاتها.
وبالرغم من الصعوبات البالغة التي واجهتها الشركات الناشئة في 2020 ، فقد نجح برنامج حاضنات الأعمال بالمبادرة الذي يغطي نحو 102 شركة في دعم هذه النوعية من الشركات لتمكنها من تحقيق أكثر من 27 مليون جنيه ربحا فى 2020، كما ساعد برنامج دعم الابتكار بالمبادرة في تصنيع 35 ألف قناع للوجهة لمواجهة كورونا.
وتمكن بيت التصميم وهو أحد أبرز مشروعات المبادرة من إنتاج نموذجين أوليين لجهاز التنفس الصناعى و قناع للوجهة لجامعة زويل بهدف مكافحة تأثير فيروس كورونا المستجد، بالاضافة لتصنيع جهاز الضغط الهوائي الإيجابي المستمر الذي يدعم المرضى الذين يعانون من صعوبات فى التنفس.