انخفاض عمليات الاندماج والاستحواذ بنسبة 31% بالنصف الأول من 2024
شهدت تحديات الاقتصاد الكلي والرياح المعاكسة الجيوسياسية تراجعًا في إبرام الصفقات بنسبة 31% في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا خلال النصف الأول من عام 2024، وذلك تماشيًا مع الاتجاهات العالمية التي شهدت ضبابًا كثيفًا من عدم اليقين يخيم على أسواق عمليات الاندماج والاستحواذ.
وظلت قيم الصفقات في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ثابتة مقارنة بالعام الماضي، حيث أظهرت زيادة بنسبة 1٪، لكنها ظلت أقل من المستويات المسجلة من عام 2020 إلى عام 2022، وقبل تفشي فيروس كورونا، حسبما كشف تقرير حديث حول اتجاهات صناعة الاندماج والاستحواذ العالمية.
وشهدت منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ثماني صفقات ضخمة في النصف الأول من عام 2024، مقارنة بتسع صفقات في عام 2023 بأكمله، بقيمة إجمالية قدرها 231 مليار دولار، وفقًا للتقرير. وصل إجمالي حجم الصفقات خلال النصف الأول من العام 24 إلى 7,409 صفقات بقيمة إجمالية تقترب من 500 مليار دولار.
وعلى الصعيد العالمي، في حين ارتفعت قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ بنسبة 5% في النصف الأول من عام 2024، مقارنة بالنصف الأول من عام 2023، انخفض إجمالي حجم المعاملات بنسبة 30%، مواصلاً الاتجاه الهبوطي الذي بدأ في عام 2022. وفي النصف الأول من عام 2024، انخفض حجم الصفقات كان ما يزيد قليلاً عن 21000 وبلغت قيمة الصفقات 1.3 تريليون دولار.
وذكر التقرير أن "هذا بعيد كل البعد عن مستويات النشاط القياسية في النصف الثاني من عام 2021، والذي شهد ما يقرب من 34 ألف صفقة بقيمة صفقات بلغت 2.7 تريليون دولار".
وكشفت دراسة منفصلة أجراها المركز المالي الكويتي "المركز"، أن سوق دول مجلس التعاون الخليجي أبرمت ما مجموعه 48 صفقة مغلقة خلال الربع الأول من عام 2024، مما يشير إلى انخفاض بنسبة 13٪ على أساس سنوي وفي حين استحوذت دولة الإمارات على نصيب الأسد بإتمام 21 صفقة، تليها المملكة العربية السعودية بإتمام 20 صفقة، ظلت جميع الأسواق الأخرى في المنطقة مستقرة أو شهدت تراجعاً في أنشطة الاندماج والاستحواذ.
ووفقاً للمركز، فإن أكبر صفقة في دول مجلس التعاون الخليجي هذا العام كانت بيع حصة بقيمة 2 مليار دولار في GEMS Education من قبل شركة الأسهم الخاصة CVC Capital Partners في يونيو، إلى كونسورتيوم بقيادة شركة الاستثمار الكندية Brookfield Asset Management.
وحصلت شركة ليوندل باسيل للصناعات ومقرها الولايات المتحدة على المركز الثاني بعد استحواذها في يناير على حصة 35% في شركة الصناعات البترولية الوطنية (ناتبت) ومقرها السعودية من شركة اللجين بقيمة 498.2 مليون دولار.
وساهمت عدة عوامل في تباطؤ سوق عمليات الاندماج والاستحواذ على مدى العامين الماضيين، بما في ذلك ارتفاع أسعار الفائدة، وعدم اليقين بشأن اتجاه السياسة مع إجراء انتخابات رئيسية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، تليها التوترات العالمية المتصاعدة من الصراع الروسي الأوكراني. والحرب بين إسرائيل وغزة.
وأضافت أن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، التي لا تزال تلقي بثقلها على الأسواق، في حين أن المزيد من عدم اليقين الناجم عن ضعف الاقتصاد قد يؤدي إلى الركود، مما يجعل النمو صعبا.
ويشير التقرير إلى أن المستويات المنخفضة لنشاط الاندماج والاستحواذ على مدى العامين ونصف العام الماضيين أدت إلى خلق طلب (وعرض) مكبوت، لا سيما في عالم الأسهم الخاصة وبالإضافة إلى ذلك، تتجه الشركات إلى عمليات الاندماج والاستحواذ لتسريع النمو وإعادة اختراع أعمالها في وقت التغيير الديناميكي.
وإن مساعدة صانعي الصفقات في هذه الديناميكية المتغيرة تتلخص في تمويل عمليات الاندماج والاستحواذ، التي أصبحت متاحة الآن بسهولة أكبر مما كانت عليه على مدى العامين الماضيين وأظهرت سوق الديون ذات الدرجة الاستثمارية وسوق السندات ذات العائد المرتفع وسوق القروض ذات الرافعة المالية نشاط إصدار أقوى في النصف الأول من عام 2024 مقارنة بالنصف الأول من عام 2023.