الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

توترات في البر والبحر ومفاوضات متعثرة.. كيف ستخرج مصر من أزمتها الاقتصادية

الخميس 18/يناير/2024 - 01:02 ص
الاقتصاد المصري
الاقتصاد المصري

تزيد التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر من التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر مع الانخفاض المتوقع في عائدات السياحة وقناة السويس. واستجابةً لذلك، تجري مصر حاليًا مناقشات مع صندوق النقد الدولي لتأمين تمويل إضافي لصفقة القرض بقيمة 3 مليارات دولار الموقعة في عام 2022.

وقالت جولي كوزاك، رئيسة إدارة الاتصالات بصندوق النقد الدولي والمتحدثة باسم الصندوق: "تدور المناقشات حول مجموعة من السياسات التي من شأنها دعم استكمال المراجعة الأولى والثانية لبرنامج تسهيل الصندوق الممدد (EFF) الذي أبرمته مصر مع الصندوق". وقال لصحيفة الأهرام ويكلي.

ووفقا لكوزاك، تشمل هذه السياسات تشديد السياسات النقدية والمالية فضلا عن التحول إلى نظام سعر صرف مرن، وهو ما من شأنه أن يدعم التزام السلطات بخفض التضخم والانتقال تدريجيا إلى نظام استهداف التضخم.

وقال كوزاك: "سيكون التمويل الإضافي حاسما لضمان نجاح تنفيذ البرنامج"، مضيفا أن التفاصيل المتعلقة بالموافقة على المبلغ الإضافي سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب.

وفي الأسبوع الماضي، خفض البنك الدولي توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي لمصر لعام 2024 إلى 3.3 في المائة من 3.7 في المائة المتوقعة في أكتوبر، وفقا لتقرير الآفاق الاقتصادية العالمية.

وتوقع التقرير أن تؤدي التوترات في الشرق الأوسط إلى زيادة الضغوط التضخمية التي تعاني منها مصر، وتقييد نشاط القطاع الخاص، وزيادة الضغوط على الحسابات الخارجية بسبب الانكماش المتوقع في إيرادات السياحة وتحويلات العاملين.

وأدى هذا الوضع إلى تآكل قدرة مصر على الوفاء بالتزاماتها بموجب صفقة قرض EFF الجارية بقيمة 3 مليارات دولار والتي تم التوقيع عليها في ديسمبر 2022.

وحتى قبل اندلاع الحرب في غزة، كانت مصر مترددة في تبني نظام مرن لسعر الصرف خشية أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع معدلات التضخم المرتفعة بالفعل. ويعد إصلاح نظام سعر الصرف أحد الشروط الرئيسية التي وضعها صندوق النقد الدولي لتمديد التسهيل بقيمة 3 مليارات دولار.

وزار وفد رفيع المستوى يضم محافظ البنك المركزي المصري حسن عبد الله ووزير المالية محمد معيط واشنطن الأسبوع الماضي لبحث الزيادة المحتملة في قيمة القرض.

منذ أن أعطى صندوق النقد الدولي الضوء الأخضر للصفقة وسلم مصر الشريحة الأولى من القرض بقيمة 347 مليون دولار، فشلت الحكومة في استكمال المراجعة الأولى والثانية للبرنامج دون تحقيق تقدم ملموس.

والتقى الوفد خلال الزيارة بوزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين وكذلك بكبار المسؤولين في صندوق النقد الدولي بقيادة المديرة العامة للصندوق كريستالينا جورجييفا.

وبحسب مصادر قريبة من المناقشات الجارية، فإن صفقة قرض جديد محتمل، تتراوح بين 2 و3 مليارات دولار، إلى جانب استئناف البرنامج الجاري كانت مطروحة على طاولة المفاوضات.

وافق صندوق النقد الدولي في 15 ديسمبر على زيادة بنسبة 50% في حصص اقتراض أعضائه استجابة للتحديات غير المسبوقة التي يواجهها الاقتصاد العالمي.

وقالت مصادر إن الوفد المصري أكد التزام البلاد بالوفاء بشروط القروض الحالية، وعرض الإجراءات التي تتخذها مصر فيما يتعلق بالسياسة النقدية، والسياسة المالية، وتمكين القطاع الخاص، وبرنامج الخصخصة، ودعم التنمية الاجتماعية. شبكة الأمان، والإلغاء التدريجي لدعم الوقود، إلى جانب الإجراءات المتخذة لتجاوز النقص في الدولار الأمريكي.

وتناولت المناقشات أيضًا طلب مصر إعادة جدولة مراجعات برنامج قرض EFF الجاري، وهي خطوة من شأنها تمديد مدة الصفقة إلى 2028 بدلاً من 2026.

تشير الإجراءات التي تم اتخاذها خلال الأسبوعين الماضيين إلى أن الارتفاع المحتمل في أسعار الفائدة وانخفاض قيمة الجنيه المصري يلوح في الأفق.

وأصدر البنكان الرئيسيان المملوكان للدولة، البنك الأهلي المصري وبنك مصر، شهادات إيداع جديدة ذات عائد مرتفع لمدة عام واحد بفائدة 27 في المائة و23.5 في المائة على التوالي. وأصدر بنك الناصر الاجتماعي شهادة مدمجة بعائد سنوي قدره 20 في المائة.

وبحسب تصريحات رئيس اتحاد بنوك مصر محمد الإتربي، فإن البنكين الأهلي ومصر جمعا أكثر من 205 مليارات جنيه بعد أسبوع من إصدار شهادات الإيداع في 4 يناير.

وفي الوقت نفسه، أصدر مجلس الوزراء وثيقة استراتيجية اقتصادية واجتماعية تحدد الأهداف الاقتصادية للسنوات الست المقبلة. ومن بين الأهداف الطموحة لهذه الاستراتيجية زيادة عائدات البلاد من النقد الأجنبي إلى 300 مليار دولار بحلول عام 2030، فضلا عن خفض التضخم إلى خانة الآحاد وزيادة الإنفاق الاجتماعي.

كما أعلن معيط عن مسودة جديدة لقانون ضريبة الدخل سيتم طرحها للحوار المجتمعي خلال الأسابيع المقبلة وتعتزم الحكومة زيادة الحد الأدنى لأجور موظفي الحكومة ومعاشات التقاعد، البالغ حاليا 4 آلاف و1300 جنيه على التوالي، خلال شهرين، وفقا لتصريحات سمير صبري مقرر لجنة الاستثمار بالحوار الوطني.

وأضافت المصادر أن الاستراتيجية الاجتماعية والاقتصادية الجديدة التي أطلقها مجلس الوزراء تمثل حجر الزاوية في المناقشات الجارية مع صندوق النقد الدولي فيما يتعلق بتأمين تمويل إضافي وإعادة جدولة البرنامج الحالي، خاصة في ظل التصعيد الخطير في منطقة الشرق الأوسط. 
وأكدت المصادر أنه "تعاني مصر من فجوة تمويلية ضخمة تتجاوز 8 مليارات دولار للسنة المالية الحالية 2023-2024 ويمكن أن تصل إلى أكثر من 20 مليار دولار حتى عام 2026 وتعتبر التمويلات الجديدة ضرورية للاقتصاد المصري لسد هذه الفجوة وكذلك لتلبية احتياجاته المالية.

ويشكل تشديد السياسات المالية والنقدية للبلاد مع سعر صرف مرن حجر الزاوية في المناقشات الجارية وفي عام 2023، رفع البنك المركزي أسعار الفائدة الرئيسية بنسبة ثلاثة في المائة (300 نقطة أساس)، ليصل إجمالي الزيادات المطبقة منذ مارس 2022، عندما اندلعت الحرب في أوكرانيا، إلى 11 في المائة وفي الوقت نفسه، خفضت مصر قيمة العملة المحلية مرة واحدة في عام 2023، مع تطبيق ثلاث موجات من تخفيض قيمة العملة مقابل الدولار الأمريكي منذ مارس 2022 ويبلغ سعر الدولار حاليا 30.8 جنيها في السوق الرسمية، بينما يتجاوز سعره في السوق الموازية 55 جنيها.