صندوق النقد من دافوس: معركة التضخم لم تنته بعد .. تخفيضات أسعار الفائدة سابقة لأوانها
قالت جيتا جوبيناث، كبيرة خبراء الاقتصاد في صندوق النقد الدولي، إن توقعات السوق بشأن التخفيضات السريعة في أسعار الفائدة، سابقة لأوانها بعض الشيء، لأن المعركة القائمة ضد التضخم لم تنته بعد.
ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن جوبيناث، النائبة الأولى للمدير العام للصندوق، قولها في حديثها بالمنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس، إنه حتى بعد الارتفاعات الحادة في تكاليف الاقتراض خلال العامين الماضيين، فإن المهمة لم تنجز بعد، حيث لا تزال أسواق العمل محدودة على جانبي المحيط الأطلسي.
وقالت: "تتوقع الأسواق أن تقوم البنوك المركزية بخفض أسعار الفائدة بصورة كبيرة - أعتقد أنه من السابق لأوانه بعض الشيء التوصل إلى هذا الاستنتاج".
وأضافت "يجب أن نتوقع انخفاض أسعار الفائدة في وقت ما هذا العام، ولكن بناء على البيانات التي نشهدها الآن، نتوقع أن يكون هذا أكثر ترجيحا خلال النصف الثاني من هذا العام".
وتتوافق تصريحات جوبيناث مع ما قاله مسؤولو النقد العالميون، الذين عارضوا توقعات المستثمرين بشأن إجراء تخفيضات كبيرة في تكاليف الاقتراض.
في سياق متصل بالمؤتمر، أكد لي تشيانج رئيس الوزراء الصيني أمام أبرز شخصيات العالم في السياسة والأعمال في دافوس الثلاثاء بأن الحواجز التجارية "التمييزية" تمثل تهديدا للاقتصاد العالمي، في إشارة واضحة للولايات المتحدة.
وتحدث لي بعد أيام على انتخابات تايوان التي خيم عليها التوتر نهاية الأسبوع، علما بأن بكين تعد الجزيرة جزءا من الصين.
لكن المسؤول الصيني الأرفع الذي يحضر المنتدى الاقتصادي العالمي منذ عام 2017 لم يتطرق إلى الانتخابات وفضل بدلا من ذلك التركيز على التجارة واقتصاد بلاده والذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن "تدابير تجارية واستثمارية تمييزية جديدة" تظهر كل عام و"أي عقبات أو عراقيل يمكن أن تبطئ أو توقف عجلة الاقتصاد العالمي".
ولم يذكر لي أي بلدان بالاسم لكن بكين دخلت في خلافات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن التجارة في الأعوام الأخيرة، خصوصا فيما يتعلق بالتكنولوجيا المتقدمة والطاقة النظيفة.
ارتفع منسوب التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين في عهد دونالد ترمب وهو أمر تواصل في عهد الرئيس جو بايدن.
وفي أكتوبر، أعلنت الولايات المتحدة تشديد القيود على صادرات الشرائح الإلكترونية المتطورة المخصصة للذكاء الاصطناعي، ما أثار حفيظة بكين.
في الأثناء، أطلق الاتحاد الأوروبي تحقيقا في الدعم الذي تقدمه الدولة الصينية لقطاع تصنيع المركبات الكهربائية.
وقال لي "هناك أمثلة عديدة على تقويض مزاجية طرف واحد الثقة المتبادلة مع الآخرين"، دون أن يذكر دولة بعينها.
لكن لطالما اشتكت الشركات الأمريكية والأوروبية من العقبات التي تواجهها في القيام بأي أعمال تجارية في أجواء قائمة على التكافؤ في الصين.
إلى ذلك، هيمن ملف الذكاء الاصطناعي أيضا على المباحثات بعدما أظهرت أمثلة عديدة العام الماضي مدى التقدم المذهل الذي حققه القطاع.
ورغم الحماسة السائدة في هذا الصدد إلا أن التهديدات التي يشكلها الذكاء الاصطناعي باتت تثير القلق أيضا.
وأفاد المنتدى الاقتصادي العالمي الأسبوع الماضي بأن التضليل الذي يقوده الذكاء الاصطناعي قبل الانتخابات في مختلف الدول، بما فيها الولايات المتحدة، يعد من أكبر المخاطر العالمية خلال العامين الجاري والمقبل.
وأكد لي ضرورة وضع "خط أحمر" فيما يتعلق بتطوير الذكاء الاصطناعي لضمان عدم اقتصار الفائدة التي يأتي بها القطاع على "مجموعة صغيرة من الناس".
وشدد على أن "الحوكمة الجيدة" ضرورية لهذا القطاع وأن على العالم تجنب "الانقسام القائم على المعسكرات أو المواجهة" فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي.
وأما فون دير لايين، فقالت إن "على أوروبا تحقيق تقدم" فيما يتعلق بهذا القطاع، و"تقديم مثال على الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي".