نهاية زمن الدولار الأسود.. أباطرة السوق السوداء فى قبضة الأمن

اللي متابع اللى بيحصل فى السوق السودا للدولار هيلاحظ ان فى آخر اسبوع فيه ارتباك واضح جدا وحالة من الفوضى بتضرب السوق وفيه تراجع كبير فى تنفيذ عمليات البيع والشراء ومعظم تجار العملة والمضاربين وعصابات تهريب الدولار تقدر تقول كده انهم اختفوا فى ظروف غامضة ومفيش حد فيهم لا بيرد على تلفوناته ولا موجود فى الأماكن اللى كان بينفذ فيه عملياته.. فيا ترى ايه بالظبط اللى بيحصل فى السوق السودا للعملة؟ وهل قرارات البنك المركزي الأخيرة ليها دور فى خنق السوق الموازية؟ وهل فيه تحركات رقابية أو أمنية بدأت تتم فى الكام يوم اللى فاتوا؟
 

 
أغلب المتعاملين في السوق السودا للدولار بيقولوا أن فيه حاجة غريبة بتحصل مع المضاربين وتجار العملة وأنهم اختفوا وما بقاش ليهم وجود في الساعات الأخيرة مع تراجع واضح وكبير في سعر الدولار بالسوق السودا وتقريبا مفيش عمليات بيع ولا شرا بتتم على العملة الأمريكية. 
التطورات اللى بتحصل فى السوق السودا للدولار بتتزامن مع ارتفاع ملحوظ في السيولة الدولارية حصل فى الأيام الأخيرة داخل البنوك المصرية وحاليا اى حد سواء كان مسافر للخارج أو مستورد بيطلب دولار بياخد الكمية اللى محتاجها ومعظم البنوك بتوفر أي مبالغ مطلوبة بالعملة الصعبة وتم إلغاء الحجز المسبق لسحب أي مبالغ أكتر من 10 آلاف سواء بالنسبة للدولار أو العملات الأجنبية التانية وزادت كمان الموافقات الخاصة بالإفراجات الجمركية للمستودين بنسبة تتخطى الـ 30%.
وده معناه ان بقا فيه وفرة كبيرة جدا فى النقد الأجنبي داخل البنوك بشكل يخليها توفى باحتياجات المستوردين والشركات وده وضح جدا فى حجم الافراج عن البضايع من الموانيء المصرية  وبلغت قيمة البضائع المُفرج عنها خلال الفترة من 1 يناير 2023 وحتى 30 سبتمبر 2023 حوالى  53.7 مليار دولار
وفيه كمان زيادة كبيرة فى الإيداعات الدولارية الخاصة بالعملاء سواء لشراء شهادات أو لإيداعها في الحسابات الخاصة
و البنك المركزى أعلن كمان عن ارتفاع رصيد احتياطى النقدى الأجنبى خلال شهر أكتوبر ليسجل 35.108 مليار دولار، مقابل 34.970 مليار دولار بنهاية سبتمبر بارتفاع بقيمة 131 مليون دولار.
وفى تصريحات أخيرة ليه أكد وزير المالية محمد معيط إنه من المتوقع أن تصل قيمة تدفقات الاستثمارات الأجنبية خلال العام المالي المقبل إلى 12 مليار دولار مقابل 10 مليارات دولار خلال العام المالي اللى فات.
كمان قناة السويس سجلت إيرادات بقيمة 10 مليارات دولار السنة اللى فات ومن المستهدف انها تزيد إلى 12 مليار السنة دي.
وطبعا زيادة الحصيلة الدولارية واى اخبار ايجابية عن نجاح البنك المركزي والحكومة فى توفير عملة صعبة بيكون ليه تاثير ايجابي كبير على السوق السودا وزي ما احنا عارفين سعر الدولار بينخفض كل ما كان فيه أخبار ايجابية عن توفير العملة الأمركية والعكس صحيح.
طب دي التحركات اللى بيتعملها الحكومة والبنك المركزي.. طب وتحركات الجهات الرقابية فين؟ 
ده سؤال مهم جدا.. والحقيقة فى الفترة الأخيرة فيه تحركات قوية ونشاط ملحوظ لرجال الأمن والأجهزة الرقابية لتعقب تجار العملة والمضاربين في السوق السودا وفى الأيام اللى فاتت تم القبض على عدد كبير من التجار وتم ضبط كميات كبيرة جدا من العملة الأجنبية وتم الكشف عن مجموعات كبيرة من عصابات الدولار واللى بيتلاعبوا فى سعر العملة الأمريكية بطرق غير مشروعة.. وفيه حاليا رقابة واضحة ومستمرة على صفحات السوشيال ميديا اللى بيتم من خلالها تداول العملات الأجنبية وبيتم تعقب اى عمليات بتتم والقبض على المتورطين ودول هيواجهوا عقوبات قاسية جدا بتتضمن حبس وغرامات مالية ضخمة.. وخد بالك الاتجار فى العملة جريمة جنائية وعقوبات مش يهلة خالص 
ده عن تجار العملة داخل مصر.. طب ايه الوضع مع تجار العملة خارج الحدود واللى بيستولوا على تحويلات المصريين فى الخارج؟ 
زي ما احنا عارفين فيه تراجع كبير حصل فى تحويلات المصريين فى الخارج.. ووفقا لآخر احصائيات رسمية تراجعت تحويلات المصريين العاملين في الخارج خلال العام المالي 2022-2023 بنسبة 30.8% على أساس سنوي
وكشف بيانات البنك المركزي المصري بشأن معاملات الاقتصاد مع العالم الخارجي، خلال العام المالي 2022-2023، تراجع تحويلات المصريين العاملين في الخارج خلال العام المالي الماضي، إلى 22.1 مليار دولار، مقابل 31.9 مليار دولار في العام المالي السابق.

يعنى بحسبة بسيطة مصر اتحرمت من حوالى 10 مليار دولار دخلوا جيوب تجار العملة والمضاربين فى وقت مصر محتاجة فيه لكل سنت مش كل دولار.. وعشان كده الجهزة الرقابية طورت شغلها وبقا فيه اهتمام بتعقب ورصد تجار العملة فى الخارج وبالفعل تم تحديد وضبط بعض التجار المتورطين فى الاستيلاء على تحويلات المصريين خارج مصر وبيت حاليا التحقيق معاهم لكشف باقي الشبكات.
وطبعا كل ده تضييق ومحاولة لخنق السوق السودا للدولار ومع الاجراءات دي الدولار السود هيختفى من السوق ومش هيكون فيه سوق سودا بالشراسة اللى كانت في الايام اللى فاتت.