هيئة الرقابة المصرفية العالمية: لا حاجة لتغيير القواعد الدولية بعد كارثة بنك كريدي سويس
قللت هيئة عالمية معنية بالإشراف المصرفي من أهمية إنقاذ بنك كريدي سويس قائلة إنه لا توجد حاجة لإصلاح القواعد الدولية التي كُتبت بعد الانهيار المالي العالمي قبل أكثر من 15 عاما لمنع مثل هذه الكارثة، وفقا لرويترز.
وأصدر مجلس الاستقرار المالي، وهو مجموعة مؤثرة من محافظي البنوك المركزية والمنظمين والمسؤولين من القوى الاقتصادية الكبرى في العالم، تقريره عن "الدروس التي يجب تعلمها" يوم الثلاثاء، وخلص إلى أن الإطار كان ناجحًا.
وعلى وجه الخصوص، بحثت لماذا اختارت السلطات السويسرية دعم عملية استحواذ من قبل منافسها الأكبر يو بي إس بدلا من تصفية البنك بموجب آلية "الحل" التي تم تصميمها بعد الانهيار المالي العالمي عام 2008.
ولخص المسؤولون أن قواعد "الحل" الخاصة بإغلاق البنوك المنهارة دون إثارة الذعر في الأسواق كان من الممكن أن تكون ناجحة بالنسبة لبنك كريدي سويس، على الرغم من أنه من المرجح أن تظل هناك حاجة إلى الأموال العامة لمثل هذه العمليات.
وقال مجلس الاستقرار المالي: "توصلت هذه المراجعة إلى نتيجة مفادها أن الأحداث الأخيرة تظهر سلامة إطار الحل الدولي من حيث أنه قدم للسلطات السويسرية بديلا قابلا للتنفيذ للحل الذي اعتبرته أفضل".
وأضافت أنه قد تكون هناك حاجة فقط إلى تحسينات في كيفية تطبيق القواعد، وليس إدخال تغييرات على جوهرها.
ويشتمل التقرير على وابل من الانتقادات للصفقة في وقت سابق من هذا العام عندما برزت مجموعة يو بي إس (UBSG.S) كأكبر بنك منفرد في سويسرا بعد أن رتبت الحكومة على عجل ومولت جزئيا عملية استحواذ يو بي إس على بنك كريدي سويس المنكوب.
وفاجأ فشل أحد أكبر البنوك في العالم، والذي كان في يوم من الأيام رمزاً للقوة المالية السويسرية، المسؤولين والمنظمين في البلاد، الذين تصارعوا لفترة طويلة مع البنك أثناء انتقاله من فضيحة إلى أخرى.
وكان أيضًا اختبارًا للقواعد التي تمت كتابتها بعد الانهيار المالي عام 2008.
وبعد أن قام دافعو الضرائب بإنقاذ البنوك خلال تلك الأزمة، خرج المنظمون بقواعد "لحل" المقرضين الذين يواجهون مشاكل، مثل شطب ديون البنك لتجديد رأس المال، أو تحويل الودائع إلى بنك آخر.
ويهدف الإطار الذي تم تطبيقه منذ 11 عاما إلى إنهاء الوضع الذي تكون فيه البنوك "أكبر من أن تفشل"، أو تجعل السلطات رهينة في أزمة لمنع الأسواق من التعرض للفزع.
ولم يصل التقرير إلى حد انتقاد سويسرا على الرغم من أن محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي قال إن السويسريين لم يتبعوا "قواعد اللعبة"، مما خلق "غموضا" في الأسواق بشأن مصداقية حل البنوك الكبرى.
وقال مجلس الاستقرار المالي إن الإجراء الذي اتخذته سويسرا حافظ على الاستقرار المالي، على الرغم من أنه أثار تساؤلات حول سبب عدم اختيار نهج الحل.
وأوضح مجلس الاستقرار المالي إن القضية السويسرية سلطت الضوء على أنه لاستخدام قواعد القرار بشكل فعال، هناك حاجة إلى دعم مناسب للقطاع العام، مثل شريان الحياة للبنك المركزي، أو صناديق التأمين على الودائع، أو الإقراض المالي.
وقال مجلس الاستقرار المالي إن السلطات قد تحتاج أيضًا إلى الاستعداد بشكل أفضل لزيادة سرعة تشغيل البنوك بسبب توفر المدفوعات على مدار الساعة والخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي.