دولارات تحت الأنقاض.. شركات العقار الخاص تنعش السوق السوداء
الحكومة ومعاها البنك المركزي ورجال الأمن والأجهزة الرقابية، في صراع شرس ومواجهة مع تجار السوق السودا للدولار والمضاربين عشان تحاصر مافيا جمع الدولار والاتجار بيه والتسبب في ارتفاع الأسعار والتضخم، لكن كتير مننا مسألش نفسه هي دولارات السوق السودا بتيجي منين، وإيه الكارثة اللي بتحصل في سوق العقارات الخاص وإيه الجريمة اللي بتم بعيد عن عيون القانون وتستدعي الدولة تتحرك بسرعة.
زي ما احنا عارفين السوق السودا للدولار ظهرت وانتعشت بسبب الفجوة الدولارية بعد خروج ملياارات الدولارات أو الأموال الساخنة في وقت قصير جدا، بالتزامن مع ارتفاع فاتورة الاستيراد بسبب الأزمة العالمية والحرب الروسية الاوكرانية، وكانت الأزمة في بدايته بيتم حصارها قبل ما تتوحش السوق السودا ويدخل على الخط مضاربين جدد وأجهزة خارجية وجماعة بتتمنى الشر لمصر ليل نهار، وكانت فرصتها عشان تنفخ في النار .
ومعروف إن الجهات دي عملت شبكات وخلايا في الخارج لجمع الدولار من المصريين هنا بأسعار مرتفعة مع خدمة توصيل المقابل بالجنيه المصري لذويهم بمصر ولغاية باب البيت كمان، ونجحت فعلا في حجب مليارات الدولارات عن خزينة الدولة في وقت هي في عرض كل دولار، لكن الدولة ماستسلمتش وخدت اجراءات سريعة وحلول جذرية وكمان اغرااءات كبيرة لحايزي الدولار، وكان المفروض السوق السودا تنتهي بعد دا كله وبعد تحسن المؤشرات الاقتصادية.. وهنا كان فيه لغز كبير هو مين اللي بيغذي السوق السودا للدولار كل ما الدولة تجففها.
بالبحث والصدفة كشفت عن مافيا مخفية وسرية بتقودها شركات ومطورين عقاريين، بعد ما كشفت رسائل واشتغاثات لعملاء بعض الشركات ومنها شركات شهيرة وكبيرة وعندنا أسمائها بتشترط الدفع بالدولار مقابل الوحدات والشاليهات والفيلات وإن الشرط دا جي في أوقات كتيرة بعد التعاقد، والشركات دي بتجبر العملاء على الدفع تمن الوحدات بالدولار وإلا مفيش تسليم.
طبعا دي جريمة مكتملة الأركان ومخالفة للقانون المصري اللي بيحظر التعامل في السوق المحلية بغير الجنيه المصري إلا في المناطق الحرة بالمطارات والمواني لكن واضح كده إن الشركات دي مسمعتش عن القانون والأخطر إنه من كلام الناس إن الشركات دي بتحصل بالدولار من زمان وبأرقام كبيرة، واللي بيبحصل إن الشركات بتدور الدولار في السوق السودا وتكسب من فرق السعر وترجع تشغل مشروعاتها بالجنيه المصري ودي دايرة جهنمية ومنفذ خفي بيغذي السوق السودا للعملة والحكومة لازم تتتحرك وبسرعة.
