أزمة قادمة في القمح.. هل تدفع مصر فاتورة صراع الكبار؟

في شهر يوليو اللى فات روسيا أعلنت وبشكل رسمي انسحابها من اتفاقية تصدير الحبوب، وأخطرت الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا بأنها مش هتججد الاتفاق المهم واللى كان بيسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود دون اعتراض السفن المحملة بكميات مهولة من الحبة الصفراء، وبعدها على طول الام المتحدة أعلنت ان الملايين حول العالم هيدفعوا للاسف تمن قرار روسيا لأن كميات القمح اللى بيتم تصديرها هتقل جدا وبالتالى الاسعار هتزيد. 

ومن يوم انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب وفيه تحركات واتصالات بتتم على اعلى مستوى وبين عدة عواصم فى الشرق والغرب ومعاهم الأمريكان بيحاولوا يوصلوا لحل لاعادة الروس الى الاتفاقية لأن استمرار الوضع الراهن معناه اننا داخلين على أزمة ضخمة فى القمح بتهدد بتجويع العالم.. فيا ترى ايه اللى بيحصل فى الكواليس ؟ والصراع على الحبوب ممكن يوصل لفين ؟ واحنا هنتأثر ازاى بأزمة القمح ؟
 
من ساعات قليلة طلع دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين وقال ان روسيا متمسكة بتنفيذ شروطها للعودة إلى اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود اللي انسحبت منه في يوليو وأعلن بشكل واضح ان موسكو تريد على وجه الخصوص إعادة ربط بنكها الزراعي الحكومي بالنظام المالي العالمي للمدفوعات (سويفت) مش وحدة تابعة للبنك زي ما اقترحت الأمم المتحدة.
وتم التوصل إلى "اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود" بوساطة الأمم المتحدة وتركيا في يوليو 2022، وبيشمل الاتفاق اتفاقيتين منفصلتين: "مبادرة الحبوب في البحر الأسود" بين أوكرانيا وروسيا وتركيا والأمم المتحدة، و"مذكرة التفاهم" بين روسيا والأمم المتحدة.
وكان الهدف من الاتفاق تخفيف أزمة الغذاء العالمية بعد تغير المناخ والنزاعات والآثار الاقتصادية الناجمة عن كورونا اللى أدت إلى زيادة أسعار الغذاء العالمية، وده أثار مخاوف عالمية من حدوث مجاعة في دول أفريقيا والشرق الأوسط. 
وأتاح اتفاق البحر الأسود تصدير الحبوب الأوكرانية بأمان عبر سفن تجارية من خلال ممر بحري آمن وتلزم مذكرة التفاهم الأمم المتحدة بمساعدة موسكو في التغلب على العقبات اللى بتواجه صادراتها الغذائية والأسمدة.

ومن اسبوع تقريبا كان  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن استعداد موسكو للعودة إلى اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية في حال تمّت الاستجابة "الكاملة" لمطالبها وقال من غير تحقيق الشروط دي الاتفاق مش هيكون ليه أى معنى. 
والى جانب العودة الى النظام المالي العالمي موسكو بتطالب باستئناف تشغيل خط الأنابيب العملاق اللي بيربط مدينة توجلياتي الروسية بميناء أوديسا الأوكراني المستخدم لتصدير الأمونيا المكون الرئيسي للأسمدة..وكمان اعفاء إعفاء توريدات الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية من العقوبات واستئناف توريدات المكونات وقطع الغيار للمعدات الزراعية.. و حل كافة القضايا المتعلقة بتأمين السفن والصادرات الروسية واستئناف كافة العمليات اللوجستية وضمان توريدات الأسمدة من روسيا دون أي عائق.
وهاجمت روسي الدول الغربية بسبب اتفاقية تصدير الحبوب وقالت ان دول اوروبا  بدل ما تساعد  الدول اللي بتحتاج ليها فعلا استخدمت اتفاق الحبوب للابتزاز السياسي وجعله أداة لإثراء الشركات متعددة الجنسيات والمضاربين في السوق العالمية.
موسكو قالت كمان ان بسبب اتفاقية تصدير الحبوب روسيا تكبدت خسائر ضخمة وصلت الى 1.2 مليار دولار تكبدها المزارعون الروس مع تراجع في ربحية الصادرات.
وحاليا فيه مفاوضات بيقودها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لاعادة الروس الى اتفاقية تصدير الحبوب والمفروض خلال ساعات هيلتقي رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا خلال قمة زعماء مجموعة العشرين في نيودلهي في محاولة لاقناع الرئيس الروسي بالتنازل عن بعض الشروط ومنح الضوء الأخضر لاعادة تصدير الحبوب الاوكرانية عبر البحر الأسود. 
وصرح أردوغان الاسبوع اللى فات عقب محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه من الممكن إحياء اتفاق الحبوب قريبا.. وطالب اوكرانيا بابداء مرونة في موقفها التفاوضي في مواجهة روسيا في محادثات إحياء الاتفاق وتصدير المزيد من الحبوب إلى أفريقيا بدلا من أوروبا.. لكن اوكرانيا اعلنت بشكل واضح رفض اى تخفيف للعقوبات على روسيا مقابل السماح باعادة تصدير القمح.
طب ايه دور الأمريكان فى أزمة الحبوب؟ 
الأمريكيا بيلعبوا لعب على كبير هما اللى بيحرضوا اوكرانيا والغرب على تضييق الخناق على روسيا وكمان بيساعدوا فى توصيل القمح الاوكراني للدول الغنية وتجاهل دول فقيرة خصوصا فى افريقيا وده اللى خلا الروس يعلنوا الانسحاب من الاتفاقية

طب احنا فى مصر ممكن نتأثر باللي بيحصل والصراع بين روسيا والغرب؟ 
فكرة ان حاجة كبيرة تحصل فى العالم وانت ما تتأثرش خلاص فكرة عفا عليها الزمن العالم حاليا حرفيا بقا قرية صغيرة ووقف اتفاقية تصدير الحبوب هيأثر على كل الدول المستهلكة والمستوردة للقمح ومصر من أكبر المستوردين للقمح فى العالم ومتوقع ارتفاع اسعار الحبوب وده هيزود عجز الموازنة وهيزيد الضغط على الاحتياطي النقدي من الدولار

بس خلينا نقول لحضراتكم ان وزارة التموين أعلنت ان الاحتياطي الاستراتيجي من القمح يكفى لمدة تتراوح بين 4 و6 شهور وكمان موسم حصاد القمح المحلى بدأ من فترة طويلة ومتوقع سد جزء كبير من الاستهلاك من القمح المحلى