خطة تجويع العالم.. وإزاي السيسي بيحضر لـ "الأيام الصعبة"
الشهر اللى فات روسيا أعلنت رسميا انسحابها من اتفاقية تصدير الحبوب اللى كان تم التوصل ليها برعاية الأمم المتحدة من أجل استمرار تدفق صادرات الحبوب من روسيا واوكرانيا للعالم واللى توقفت بسبب الحرب بين البلدين، وبعد انسحاب روسيا بساعات حذرت الأمم المتحدة من مجاعة ممكن تضرب العالم بسبب شح المعروض من كميات الحبوب وكمان ارتفاع اسعارها بشكل مبالغ فيه خصوصا ان روسيا واوكرانيا بيسيطروا على الكمية الأكبر من القمح وغيره من الحبوب المصدرة.. فيا ترى ايه اللى هيحصل الأيام الجاية؟ وهل فعلا ممكن تحصل مجاعة؟ وازاى الدول ممكن تلاقي حلول لأزمة نقص السلع الغذائية اللى بتعانى منها معظم الدول وان كانت المعاناة بصثورة أكبر فى الدول الفقيرة اللى بتدفع تمن الحرب بانخفاض كبير فى الموازنات العامة وكمان حجم ديون ضخم؟
القرار اللى خدته روسيا بخصوص اتفاق تصدير الحبوب بمثابة زلزال ممكن يدمر العالم كله لو ما تمش التعامل معاه بشكل سريع وبموجب الاتفاق ده كانت موسكو بتسمح بتصدير حبوب أوكرانيا عبر البحر الأسود، وتوقف عمليات التصدير هيتسبب فى كارثة غذائية هتحل بكتير من الدول بالاضافة الى ان اوكرانيا مش هتنجح فى تصريف مخزونها من القمح وغيره من الحبوب وبدل ما الحبوب دي كانت هتسد الأفواه الجائعة هتترمي فى عرض البحر ومحدش هيستفيد منه.
واتفاق الحبوب ده عبارة وثيقة تم التوقيع عليها فى 22 يوليو 2022 فى إسطنبول بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.. وتضمنت تأمين صادرات الحبوب العالقة فى الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود من خلال ممر إنسانى فتحه الأسطول الروسى فى البحر الأسود لمعالجة نقص الغذاء العالمى لكن ده كان مربوط بشرط أساسي هو إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى السوق.
أهمية الاتفاق بتكمن في كونه بيسمح للحبوب الاوكرانية فى التصدير خصوصا ان اوكرانيا واحدة من أكبر موردى الحبوب وبيعتمد عليها 400 مليون شخص فى جميع أنحاء العالم وفقا لأرقام برنامج الغذاء العالمى فى سد احتياجاتهم من الحبوب.
وطالبت روسيا ب 5 مطالب أساسية فى إطار تنفيذ مذكرة روسيا - الأمم المتحدة الخاصة بصفقة الحبوب"، من بينها إعادة ربط البنك الزراعى الروسى بنظام (سويفت)، وتوريد قطع غيار اللازمة للزراعة الروسية، وإلغاء حظر لوجستيات النقل والتأمين، وإعادة إحياء خط أنابيب الأمونيا "تولياتى - أوديسا"، وإلغاء تجميد أصول الشركات الروسية.
ومع قرار روسيا بالانسحاب من اتفاقية تصدير الحبوب بدأت كتير من الدول تدور على طرق بديلة لاستيراد الحبوب خصوصا القمح لسد احتياجاتها من واحدة من أهم السلع الغذائية فى العالم وده خلا الأمم المتحدة تطلق تحذيرات من تفشى الجوع.
مش بس روسيا اللى عاملة قلق كبير فى ملف مهم زي ملف الحبوب الهند كمان دخلت على الخط من خلال السكر والأرز ، وبعد ما حظرت الهند بعض صادرات الأرز بهدف السيطرة على الأسعار المحلية فيه شعور لدى بالقلق من أن سلعة غذائية تانية ممكن تكون عرضة للخطر وهي السكر.
وبتعتمد كتير من دول العالم على صادرات الهند من السكر مع تقلص الإمدادات العالمية ، وبسبب تفاوت هطول الأمطار عبر المناطق الزراعية في الهند فيه مخاوف من انخفاض إنتاج السكر وده هيحد من قدرة الهند على التصدير.
وقيدت الحكومة الهندية تصدير القمح وبعض أصناف الأرز لحماية الإمدادات المحلية وتهدئة الأسعار وده زود من الضغوط على أسواق الغذاء العالمية اللي تضررت بشكل واضح من قرارات الهند.
وسبق للهند انها قيدت صادرات السكر ووضعت السلطات هناك حد أقصى للشحنات 6.1 مليون طن، بعد ما كان الحد الأقصى 11 مليون السنة اللى فاتت وبيتوقع أغلب المتعاملين فى الاسواق انه مش هيسمح السنة الجاية إلا بتصدير من 2 الى 3 مليون طن سكر وده طبعا هيؤدي الى زيادة كبيرة فى اسعار السكر.
وعشان نعرف خطورة الأزمة وتأثيرها علينا فى مصر خلونا نقول لحضراتكم شوية أرقام مهمة عن واردات مصر من الحبوب والأرز والسكر وبتجيبها منين
خلال الفترة من يناير وحتى نوفمبر 2022 استوردت مصر قمح بـ3.9 مليار دولار مقابل 3.18 مليار دولار في الفترة نفسها من 2021، بارتفاع قدره 724 مليون و417 ألف دولار، من إجمالي فاتورة واردات مصر البالغة 88 مليار دولار وفقاً لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
ومصر بتستورد معظم وارداتها من القمح من روسيا واوكرانيا ومؤخرا بدأت الحكومة تنوع مصادر الاستيراد.
لكن الأهم ان مصر انبتهت الى أهمية زيادة الانتاج الزراعي وعشان كده الرئيس السيسي بنفسه بيهتم بالمشروعات الزراعية وشوفنا مشروعات الصوب الزراعية المنتشرة فى كل المحافظات وكمان مصر فى الفترة الأخيرة زودت المساحات المزروعة بالقمح والأرز وغيرها من المنتجات الزراعية المهمة .. والهدف من كل ده ان مصر تكون جاهزة لأى قلق او أزمات تحصل فى العالم ويكون عندها اكتفاء ذاتي من السلع الاستراتيجية