الصين تعزز دفاعها عن اليوان بتوجيه حدود السندات

طلب البنك المركزي الصيني من المقرضين المحليين تقليص استثماراتهم في السندات الخارجية وفقًا لمصدرين على دراية مباشرة بالأمر، وهي الأحدث في سلسلة من الخطوات القوية المتزايدة لدعم اليوان.

وقالت المصادر إن التوجيه، الذي صدر هذا الأسبوع، مخصص للبنوك لتقييد المشتريات المتجهة جنوبًا بموجب مخطط Bond Connect، ويهدف إلى الحد من المعروض من اليوان في الخارج.

وتحدثت المصادر شريطة عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام. ورفض بنك الشعب الصيني التعليق على محتوى إرشادات النافذة.

وهذه الخطوة هي الأحدث في مجموعة من الجهود الأخيرة لجعل من الصعب بيع اليوان ودعم العملة مقابل الدولار الأمريكي.

ومع معاناة الأسواق المالية في الصين من الخسائر والتدفقات الكبيرة إلى الخارج، ونفاد صبر المستثمرين إزاء الافتقار إلى إجراءات أكثر قوة لمعالجة الاقتصاد المتعثر، فإن هذه الخطوة تضيف أيضاً إلى الشعور بأن صناع السياسات ينظرون إلى تثبيت استقرار العملة باعتباره مهمة عاجلة.

ويسلط ضعف العملة الضوء على أحد التحديات الرئيسية التي تواجه بكين في جهودها لإنعاش النمو، حيث أن أي إجراءات رئيسية لتخفيف السياسة النقدية يمكن أن تزيد من تأجيج الضغوط لخفض قيمة اليوان وتسريع تدفقات رأس المال إلى الخارج.

وقال كين تشيونغ، كبير استراتيجيي العملات الأجنبية الآسيوية في بنك ميزوهو، إن التوجيه "يمكن أن يقلل من تدفق رأس المال من البر الرئيسي عبر سوق السندات". "ويمكن أن يؤدي ذلك أيضًا إلى ارتفاع عائدات اليوان في الخارج لدعم الرنمينبي."

وسجل اليوان، الذي انخفض أكثر من 5 في المائة مقابل العملة الأمريكية هذا العام، أدنى مستوى له في 10 أشهر عند 7.3180 للدولار الأسبوع الماضي، وهو قريب من المستويات التي شوهدت آخر مرة خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008 وثبت ليتداول مستقرا عند 7.2872 يوم الجمعة.

واستقر اليوان في الخارج أيضًا، لكن الفارق بين العقود الآجلة الداخلية والخارجية، وهو مقياس لتكلفة اقتراض اليوان، ارتفع إلى أكبر مستوى له منذ خمس سنوات ويشير إلى وجود ضغط على البائعين على المكشوف في الخارج.

كما بلغت تكاليف الاقتراض باليوان لمدة شهر واحد في هونج كونج - وهو مقياس آخر للسيولة الخارجية، والتي ترتفع عندما يكون العرض شحيحًا - بالقرب من أعلى مستوياتها خلال خمس سنوات في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وقال تشي شياو جيا، كبير الاقتصاديين الصينيين في بنك كريدي أجريكول: "حجم الضغط لا يزال معتدلاً للغاية، وربما يكون بمثابة تحذير لتدفقات المضاربة على مثل هذه المراكز المكشوفة لليوان الصيني".