لغز ظهر .. الحكومة: مفيش مشاكل.. والتقارير: تراجع إنتاج الحقل من الغاز لأدنى مستوى
تراجع إنتاج الغاز الطبيعي في مصر إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2023، وفقًا لأرقام مبادرة البيانات المشتركة للمنظمات (جودي).
ويتزامن الإعلان عن هذه البيانات مع انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي في غالبية المدن المصرية منذ أواخر يوليو الماضي.
أزمة تراجع الإنتاج
انخفض إنتاج الغاز بين يناير ومايو بنسبة 9% على أساس سنوي و12% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، في وقت حرج تواجه فيه البلاد ارتفاع الطلب نتيجة لموجة الحر.
وقد أثار انقطاع التيار الكهربائي هذا الصيف تساؤلات حول إمدادات الغاز، التي شكلت 77% من توليد الكهرباء في مصر في عام 2022، وفقًا لمركز الأبحاث BMI.
العام الماضي، أعلنت الحكومة عن قرار تقنين الكهرباء حتى تتمكن من تصدير المزيد من الغاز، لكنها أوضحت الشهر الماضي أنها ستوقف الصادرات حتى الخريف لتلبية الطلب المحلي.
وقال وزير الكهرباء محمد شاكر لوسائل إعلام محلية الشهر الماضي، إن انقطاع التيار الكهربائي نتج عن تلقي وزارته كميات أقل من الغاز الطبيعي وزيت الوقود.
في حين، نفى رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في وقت لاحق، أن يكون نقص الغاز الطبيعي أو الصادرات عاملًا في انقطاع التيار الكهربائي، وقال إنه سيتم استيراد المزيد من المازوت، وهو زيت وقود كثيف الكربون لجأت الحكومة إليه لتوليد الطاقة.
استثمارات الغاز
تسعى القاهرة في ظل الوضع الحالي إلى لعب دور حيوي في سوق الطاقة، إذ تبيع الغاز الخاص بها وتعيد تصدير الغاز الإسرائيلي كغاز طبيعي مُسال إلى الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا.
اكتشفت شركة إيني الإيطالية حقل ظهر العملاق للغاز في عام 2015، كما بدأت في الاستيراد من إسرائيل في عام 2020، ولكن كانت هناك القليل من الاكتشافات الكبيرة منذ ذلك الحين، ولن تكون الزيادة الكبيرة في الإمدادات من إسرائيل ممكنة إلا بعد استثمارات كبيرة في البنية التحتية.
أوضحت الحكومة مؤخرًا أن الإنتاج في ظهر يبلغ 2.3 مليار قدم مكعبة يوميًا، انخفاضًا من 2.7 مليار قدم مكعبة يوميًا في 2019.
ويرى محللون ومصدر في الصناعة أن مشكلات تسرب المياه في ظهر، الذي يمتلك نحو 30 تريليون قدم مكعبة من احتياطيات الغاز، بطاقة استيعابية مصممة 3.2 مليار قدم مكعبة يوميًا، أعاقت الإنتاج، بحسب رويترز.
في حين، نفت كل من إيني والحكومة المصرية الأسبوع الماضي مشاكل الإنتاج في ظهر، وأكدت الحكومة أن العمل جارٍ في بئر ظهر رقم 20.
كما كشفت الحكومة في يوليو عن بدء برنامج قيمته 1.8 مليار دولار لحفر آبار للتنقيب عن الغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط ودلتا النيل، واكتشاف حقل نرجس البحري باحتياطيات تُقدر بنحو 2.5 تريليون قدم مكعبة.
رغم ذلك، خفضت وكالة التصنيف فيتش، توقعاتها لإنتاج الغاز في مصر في عام 2023، إلى انخفاض بنسبة 4% عن توقعها السابق بنمو بنسبة 1% على أساس سنوي.
وأشارت إلى وجود خط أنابيب رفيع للمشروع، ومعدلات استنفاد عالية في الحقول الموجودة.