إنفاق المستهلكين في أمريكا نحو الانخفاض .. السيولة على وشك النفاد
ما زال المستهلكون في الولايات المتحدة ينفقون بمعدلات 2021 نفسها، لكن الوضع سيتغير قريبا بسبب نفاد السيولة النقدية لديهم، وفقا لما أظهره تقرير اقتصادي صادر عن معهد بروكنجز الأمريكي للأبحاث.
وبحسب التقرير الذي نشره ويندي إيدلبرج مديرة مشروع هاملتون وسوفوكليس جولاس الزميل في مركز أبحاث تابع لمعهد بروكنجز، فإن نمو الدخل الحقيقي في الولايات المتحدة تراجع إلى أقل من مستويات ما قبل جائحة فيروس كورونا المستجد.
وفي الوقت نفسه، أبقى المستهلكون على عاداتهم في الإنفاق التي اعتادوها في الأعوام الماضية عندما اضطروا لعدم التحرك كثيرا وزادت مدخراتهم بفضل المساعدات الحكومية للمستهلكين أثناء الجائحة.
ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن المحللين اللذين أعدا التقرير القول إن أغلب الثروة التي جمعها المستهلكون منذ 2019 تلاشت بحلول الربع الأول من العام الحالي. وفي الوقت نفسه، فإن الإنفاق الاستهلاكي الشخصي زاد في يونيو الماضي بعد وضع معدل التضخم في الحساب بأعلى وتيرة له منذ بداية العام الحالي بحسب بيانات مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي.
وذكر التقرير أنه إذا استمر المستهلكون في اتجاهات الإنفاق الحالية نفسها، وتمويل الإنفاق بالاقتراض، يمكن أن تتدهور حالة النظام المالي في الولايات المتحدة بصورة تدعو للقلق.
وبحسب التقارير الاقتصادية، زادت ثروات الأسر في الولايات المتحدة خلال دورة الأعمال الحالية، التي بدأت في 2019 بنحو 15 تريليون دولار، لكنها وصلت ذروتها في 2021 مسجلة 27 تريليون دولار.
وفي حين زادت ثروة الفرد الواحد من الشريحة الأعلى دخلا بنحو 300 ألف دولار تقريبا في المتوسط منذ بداية الجائحة، في حين بلغت مكاسب الشريحة الأقل دخلال إلى نحو 8500 دولار.
وعزز الإنفاق الاستهلاكي ثقة المحللين في الاقتصاد الأمريكي، وأظهرت بيانات اقتصادية نشرت في الشهر الماضي نمو مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة خلال يونيو الماضي بأقل من التوقعات.
وذكرت وزارة التجارة الأمريكية أن المبيعات ارتفعت 0.2 في المائة خلال يونيو الماضي بعد ارتفاعها 0.5 في المائة خلال مايو الماضي، وفقا للبيانات المعدلة.
كان المحللون يتوقعون ارتفاع المبيعات خلال الشهر قبل الماضي 0.5 في المائة بعد نموها بمعدل 0.3 في المائة خلال الشهر السابق، وفقا للبيانات الأولية.
ومع استبعاد الزيادة الطفيفة في مبيعات السيارات والمكونات، زادت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة خلال يونيو الماضي 0.2 في المائة بعد ارتفاعها 0.3 في المائة خلال مايو الماضي.
وكان المحللون يتوقعون زيادة هذه المبيعات 0.3 في المائة بعد زيادتها 0.1 خلال مايو الماضي، وفقا للبيانات الأولية.
وأظهرت بيانات اقتصادية ارتفاع معدل التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي خلال يوليو الماضي بأعلى من التوقعات.
وقالت شركة "أيه دي بي" لمعالجة الرواتب إن التوظيف في القطاع الخاص ارتفع بواقع 324 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي بعد قفزة بواقع 455 ألف وظيفة تقريبا في يونيو الماضي وفقا للبيانات المعدلة.
وتجاوز عدد الوظائف الجديدة كل توقعات المحللين الذين توقعوا ارتفاع العدد بمقدار 189 ألف وظيفة مقابل 497 ألف وظيفة خلال الشهر السابق وفقا للبيانات الأولية.
وقالت نيلا ريتشاردسون كبيرة المحللين الاقتصاديين في أيه.دي.بي إن "أداء الاقتصاد أفضل من التوقعات، مع استمرار سوق العمل القوية في دعم الإنفاق الاستهلاكي".
كان النمو الأقوى للوظائف في قطاع الترفيه والفندقة حيث زاد عدد الوظائف فيه بمقدار 201 ألف وظيفة، وارتفع عدد الوظائف في قطاع الموارد الطبيعية والتعدين بمقدار 48 ألف وظيفة، في حين تراجع العدد في قطاع التصنيع بمقدار 36 ألف وظيفة.
في الوقت نفسه أشارت شركة أيه.دي.بي إلى تراجع معدل نمو أجور المستمرين في أعمالهم إلى 6.2 في المائة وهو أقل مستوى له منذ نوفمبر 2021.
وتراجع معدل نمو الأجور لمن انتقلوا إلى أعمال جديدة إلى 10.2 في المائة خلال الشهر الماضي.