كواليس تعويم الجنيه.. أصعب معركة في تاريخ مصر

حرفيا.. مصر بتتعرض فى الشهور الأخيرة لأصعب معركة فى تاريخها.. معركة لا فيها مدافع ولا قنابل ولا دبابات لكنها أشرس من كل الحروب اللي خاضتها مصر في ال 100 سنة الأخيرة.. والحرب المرة دي مش بتستهدف الاستيلاء على أرض ولا احتلال مدن.. لكنها بتحاول بكل الطرق ضرب الاقتصاد في مقتل.. ولأن الاقتصاد هو عصب الدول في العصر الحديث فأجهزة المخابرات في كل دول العالم بقت مهتمة بالتأثير على مستقبل الدول من خلال اللعب في اقتصادها وده بالظبط اللى بتتعرض ليه مصر من بعد اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية ولحد دلوقتي.. فيا ترى ايه تفاصيل الحرب اللى بتتعرض ليها مصر؟ ومين بيشارك فيها؟ وإزاي الدولة بتتعامل معاها ؟ وهل يقدر الجنيه يصمد فى المعركة دي؟ ده اللى هنقولوا في التقرير التالي.

مصر زيها زي دول كتير اتأثرت بتداعيات الحرب الروسية الاوكرانية ونقص سلاسل الامداد والارتفاع الكبير اللى حصل فى اسعار الطاقة والحبوب وده عمل فجوة تمويلية كبيرة فى الموازنة العامة للدولة ولأن زي ما بيقولوا فى الامثال العين بصيرة والايد قصيرة الحكومة لجأت للاقتراض من الخارج عشان تسد جزء من العجز ده وكمان تقدر توفي بالتزماتها الخارجية وفعلا دخلت فى مفاوضات شاقة وطويلة مع صندوق النقد الدولي وبعد ماراثون طويل استمر ما يقرب من عام تم التوصل لاتفاق على برنامج تمويل جديد بقيمة 3 مليار دولار .. والحقيقة الصندوق فى مفاوضاته مع مصر استغل الوضع الصعب للاقتصاد المصري أسوأ استغلال وفرض شروط مجحفة على الحكومة ورغم كده مصر أعلنت التزامها بما تم الاتفاق عليه وبدأت تنفيذ كتير من الشروط زي الغاء مبادرات الدعم منخفضة الفايدة فى قطاعات مهمة زي الاسكان والسياحة وكمان الدولة أعلنت تخارجها من كتير من المشروعات وسابت مساحة كبيرة للقطاع الخاص وطبقت سعر صرف مرن للجنيه وخفضت قيمة العملة المصرية بدل المرة 3 مرات.. لكن رغم كده مسئولي الصندوق مش عاجبهم اللى حصل واللى بيحصل ومصممين على مطالب وشروط جديدة 
فيا ترى ايه كواليس المعركة اللى بتدور دلوقتي فى الكواليس بين مصر ومؤسسات تمويل دولية كتيرة على راسها صندوق النقد الدولي؟ 
بص يا سيدي .. من ساعة ما الرئيس السيسي اتكلم بصراحة ووضوح عن أزمة الدولار فى مصر وقال ان مصر طبقت وبتطبق سعر صرف مرن للجنيه وانها مش مستعدة لتخفيض جديد في قيمة العملة لو ده هيأثر على حياة الناس وأكد ان الموضوع ده أمن قومي والدنيا بره حرفيا مقلوبة ومسئولى الصندوق بيضغطوا بكل قوة وبيمارسوا كل الالاعيب عشان يجبروا مصر على الخطوة الصعبة دي 
الصندوق بيستخدم أذرع كتير فى معركته مع مصر ومن خلال مراكز أبحاث ومؤسسات تمويل مختلفة بيحاول الضغط على الحكومة المصرية من خلال تقاير بتطلع كل يوم بتتكلم عن ضرورة خفض قيمة الجنيه من جديد وان الاقتصاد المصري مش هيسترد عافيته الا لو عمل كده 
طب الحكومة بتواجه ده إزاي؟ 
الحكومة تبنت شعار مهم جدا فى الحرب مع المؤسسات دي وهو خير وسيلة للدفاع الهجوم ولو حضراتكم ملاحظين رئيس الحكومة كان طلع من فترة واتكلم عن قوة الجنيه المصري وقال انه مقيم بأقل من سعره بسبب أزمة نقص العملة الأجنبية وقال ان الحكومة شغالة على برنامج هدفه زيادة السيولة الدولارية وان ده اول ما هيحصل الجنيه هيسترد جزء كبير من قيمته والدولار سعره هينزل 
مش بس كده الرئيس السيسي بنفسه طلع وقال أن أزمة الدولار قريب جدا هتبقا ماضي زيها زي أزمات كتير مرت بيها مصر وقدرت تعبرها وتكمل مسيرتها
كمان الحكومة اشتغلت على الأرض وخطة الطروحات بقت ماشية بوتيرة أسرع وخلال ايام هيتم الاعلان عن كتير من الصفقات اللى هتدخل للبلد عملة صعبة وهتزود المعروض من الدولار وهتهدي سوق الصرف 
يعنى كده مفيش تعويم تاني للجنيه ؟ 
محدش حاليا يقدر يقولك هل فيه تعويم تانى للجنيه ولا لأ .. لكن على الأقل على المدى القريب مفيش تعويم للجنيه لأن تعويم العملة المصرية 3 مرات قبل كده مجبش أى نتيجة وحتى الهدف الأساسي من التعويم وهو خفض معلات التضخم ما اتحققش والتضخم مستمر فى الزيادة وده اللى خلال الرئيس يقول ان مفيش خفض تانى لقيمة الجنيه وده لأن كل خفض في قيمة الجنيه بيضيف أعباء على الحكومة فى خدمة الديون.
وامتى الصورة ممكن توضح أكتر بخصوص مستقبل سعر الصرف ونهاية أزمة الدولار؟ 
بشكل كبير مش قبل نهاية الربع التالت من 2023 وده هيكون معتمد بشكل أكبر على التغييرات اللى بتحصل فى العالم كله ومستقبل الحرب فى اوكرانيا وموقف الفيدرالى الامريكي من استمرار سياسة التشديد النقدي وغيرها من الأحداث الكبيرة خلال الفترة الجاية