لغز سكوت صندوق النقد الدولي ولعنة مارس والخوف من قرار صادم
في ديسمبر اللي فات استلمت مصر أول دفعة من قرض صندوق النقد الدولي وكان من المقرر استلام الدفعات الباقية في مارس وسبتمبر على مدار 3 سنين تنتهي في 2026 لكن حصلت أمور كتيرة بعد استلام أول دفعة وتعطل برنامج المراجعة الأولى في مارس ومستملتش مصر الدفعة التانية والأمور وصلت لذروتها من الخلاف بين الصندوق والحكومة المصرية بعد قرار الرئيس السيسي بعدم تحرير سعر الجنيه في الوقت الحالي.. وبعدها طلعت مديرة الصندوق وقالت كلمتين حلوين وبعدها حصل زي صمت تام من الصندوق ياترى ايه سر الصمت وياترى ممكن يطلع قرارات صادمة وإيه هي أسوأ الاحتمالات.
زي ماقلنا كان المفروض مصر تستلم الدفعة التانية في 15 مارس اللي فات بقيمة 347 مليون دولار، لكن كل حاجة اتجمدت والصندوق عطل زيارة لجنة المراجعة لمصر أكتر من مرة وبعدها ظهر إن فيه خلاف مع الحكومة المصرية واللي أجلت قرار التعويم ورفضت مطالب الصندوق بتسريع بيع الشركات في برنامج الطروحات الحكومية، وبالنسبة للتعويم فالرئيس السيسي نفسه حسن الموضوع قال مفيش دلوقتي لأن تأثيره هيكون صعب على الناس وبالنسبة لبيع الشركات فالدولة بلغت الصندوق إنها ماشية فيه لمن مش معنى كده إنها تبيع بالخسارة عشان صندوق النقد مستعجل ولو على الدفعة التانية مش عايزينها لأن مصلحة البلد فوق كل اعتبار.
مش كده وبس العلاقة بين مصر وصندوق النقد الدولي خدت منعطف تاني مهم جدا لما طلع الرئيس السيسي وادى دش بارد لمسوولي الجهات المانحة وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وإنهم لازم يراعو ظروف الدول ومش كل حاجة شروط وخنق للدول وإنه لازم الصندوق يقلل شروطه على الدول خاصة في وقت الأزمات ومايكونش عبء على الدول بدل ما يكون وسيلة للحل وبعد كلام الرئيس السيسي الدنيا اتقلبت على الصندوق وفيه دول طلعت وهاجمت سياسات الصندوق زي تونس والأرجنتين وغيرها لدرجة حصلت زي صدمة في الصندوق لما دول كتير وقفت أو جمدت التعامل مع الصندوق لغاية ما مايغير شروطه وفيه كمان دول اتحدته ودفعت بعملات غير الدولار.
ولغاية هنا مصر ماقفلتش الباب في وش الصندوق وطلعت كريستالينا جورجييفا، المديرة العامة وقالت إنها سعيدة عشان قابلت الرئيس عبد الفتاح السيسي، على هامش قمة ميثاق التمويل العالمي الجديد في باريس، وقالت إنها ناقشت مع الرئيس أساس الشراكة والتقدم المستمر في مصر نحو الإصلاح الاقتصادي، ولحد هنا محصلش أي تصريح أو تسريبات لمصير بقية أقساط القرض غير إنه ممكن يكون فيه مراجة في سبتمبر اللي جاي، لكن إيه اللي ممكن يحصل لو محصلش اتفاق.. غالبا الصندوق ممكن يصدر عنه أي قرار حتى لو وقف أو تجميد القرض لحين تنفيذ الحكومة المصرية لشروطه وهنا يبقى الصندوق بيلعب في عداد وجوده في المنطقة ودا قرار مستبعد طبعا لأن مصر تاني أكبر دولة بتتعامل معاه، لكن لو صدر فداه معنها رسالة سلبية لباقي جهات التمويل ورسالة مش حلوة للمستمثرين الأجانب وكمان فرصة لوكالات التصنيف الائتماني عشان تطلع تصنبيفات سلبية بجانب هيكون فرصة لإعلام الشر عشان يهيص، وتاني قرار ممكن يكون صرف الشريحة التانية وتعليق صرف التالته مقابل تنفيذ باقي الشروط.