هل يطيح الدولار بالذهب؟
الدولار والدهب طول عمرهم في صراع عكسي مع بعض رغم إن العملة متقدرش تستغني عن المعدن النفيس والعكس الصحيح، لكن عملة الأمريكان بتتضخم بشكل مش طبيعي في الفترة الأخيرة وقوتها يعني هتزيح الدهب من السوق وتخلي سعره في الأرض.. ايه اللي هيحصل في سوق الدهب عالميا في الفترة اللي الجاية.. وسعره هيوصل لغاية فين؟.. وامتى ينهار.
لغة الأرقام اللي ما بتكدبش بتقول إن مؤشر الدولار الأمريكي قفز بنسبة 15% في2022، وفي المقابل الدهب تراجع بنسبة 8.7% خلال نفس الفترة.
ولو فرضنا بحسابات السوق والمؤشرات إن الدولار ممكن يوصل إلى مستويات 116 نقطة فدا معناه إن الدهب هينزل بحوالي 3%، وببساطة لو ده حصل معناه بردوا إن الدهب هيفقد 50 دولار في الأونصة الواحدة، واللي ساعتها هتوصل سعرها 1615 دولار وهو نفس السعر اللي سجله في مارس 2020 عند بداية جائحة كوورنا.
وعلى اعتبار إن معنويات الأسواق بتتغير بسرعة وإن الخوارزميات المتحكمة في السوق بتلعب دور مهم جدا والخوازرمات هنا معناها المعادلات الاقتصادية في السوق يعني إيه بيودي على فين.. وده معناه إنه ممكن يحصل تقلبات قاسية في أسواق المعدن الأصفر مكنتش في الحسبان، أو ممكن نسميها توقعات خارج حسابات الأرقام.
اللي عايزين نقوله إن كل المخاوف من الركود والانكماش واللي المفروض محدش يستهين بيها وبأثارها في أميركا وأوروبا وبريطانيا وتباطؤ الاقتصاد الصيني من جهة، كل دا بيدي قوة ودفعة للدولار الأمريكي كملاذ آمن لأن العائد عليه بيكون أعلى من بقية العملات الرئيسية ويفضل الخيار الأفضل، حالياً على الأقل.. لكن في الوقت نفسه، دورة قوة الدولار اللي بتمتد من 8 إلى 10 سنين، وبقراءة تقنية، هنعرف إن موجة الزخم اللي رفعت الدولار الأمريكي بدأت تتكسر من هنا لغاية 6 شهور جايين.
ولو رجعنا شوية للتاريخ ونشوف الأسواق كانت إزاي
هنلاقي إنه في الفترة بين 2013 و2015، خسر الدهب تقريباً 40% من قيمته، عندها كان مؤشر الدولار الأمريكي بيحقق مكاسب وصلت 25% تقريباً، في وقت كان التضخم في أميركا مستقر إلى حد ما عند 2%،.. ودا معناه إن خسارة الدهب 10% تقريباً في 2022 إلى الآن، تبقى ضمن التوقعات لكن من غير ما تتحول إلى انهيار، لأن التضخم لسه مرتفع على الرغم من قوة الدولار الأمريكي في 2022 ودا سبب احتفاظ الدهب عد مستوياته الحالية، وغير كده كانت خساير الدهب هتتحول لإنهيار كبير.
- طيب إيه هيحصل لو التضخم بدأ في التراجع وده وارد جدا.. شوف حضرتك، لوأسعار الفايدة مترجعتش بقوة يعني بقت في حدود 2% إلى 2.5%، هنا نقدر نقول إن الدهب هيحقق خساير قياسية، لكن السيناريو دا مش هيحصل غير في حالة واحدة بس وهي إذا كان التراجع الاقتصادي في أميركا والعالم طفيف في 2024 ودون الدخول في ركود حقيقي زي ماحصل في الربعين الأول والثاني من 2022.
- لما حقق الدهب مكاسب بين 2016 و2018, كانت أسعار الفايدة في أمريكا بترتفع من مستوى ربع نقطة مئوية لتصل إلى 2%، لكن كان مؤشر الدولار الأميركي بيتراجع من 102 نقطة ليصل إلى 90 نقطة تقريباً، وبالتالي المعيار الأساسي هنا كان ضعف الدولار الأمريكي وده طبعا كان في صالح الدهب.
خلاصة القول.. مؤشر التضخم الأميركي هو العامل المشترك في كل الفترة والسنين اللي حافظت على تماسك الدهب، وإنه لابد من تراجع مؤشر العملة الأمريكيو حتى يبدأ الدهب في الارتفاع مرة أخرى.