قواعد السوق الذهبية.. لا تشكو من «الغلاء» ثم تشجع «تجار الأزمات»
في عالم المال والاقتصاد كل شيء يخضع لقواعد حتى لو كانت غير مرئية، وهناك قاعدة في السوق تشبه النظرية النسبية بمعنى كل شيء نسبي والجنيه الذي تعتقد أنك ربحته بالشمال تخسره باليمين طالما خارج نطاق القواعد.
وبناء على قواعد السوق سوف نضرب مثالا أن لديك10 آلاف دولار وقررت أن تبدلهم من السوق الموازي ( السوداء) بفرق 10 جينهات للدولار تقريبا عن سعر البنك وربحت أو ظننت أنك ربحت فيهم نحو 100 ألف جنيه.
في الناحية الأخرى هناك مواطنين في حاجة ماسة للدولار ولا تقدر أن تستورد لندرة الدولار، وفقا لأولوية التدبير لاستيراد السلع الأساسية .
أما الذي حصل منك على الدولارات بسعر مرتفع فذهب ليستورد سلعا هو الأخر أي كان نوعها وأول شيء سيفعله فال لقواعد المنطق أنه سيرفع الأسعار بنسبة لا تقل عن 40% وهي النسبة الي دفعها زيادة عن سعر الدولار بجانب أنه سيرفع سعر السلعة مرة أخرى ليحقق مكسبا، وأنت كمستهلك مضطر أن تشتري البضاعة بالأسعار التي حددها صاحب الدولار في الأساس.
وبقراءة بسيطة يتضح أن الـ40% التي كسبتها في سعر الدولار دفعت أكثر منها في سعر السلعة التي اشتريتها كمستهلك نهائي، بجانب أنك أصبحت جزءا أساسيا من الأزمة وليس الحل.
من ناحية أخرى الانغماس في أحاديث وتصرفات تزكي وجود أكثر من سعر للدولار والترويج لفرق الأسعار فيه تشجيع لتجار السوق السوداء وتجار الأزمات، وبالتالي كمن يعاني من غلاء المعيشة وفي نفس الوقت يشجع من ينغصها ويصعبها عليه.