عمرو عامر يكتب.. عز العرب وعزة النفس
أن تحرص على مباديء شيء وأن تعيش من أجلها شيء أخر، ففي الأولى أنت نبيل بينما الثانية تضعك في قائمة الرجال، وأن تبتعد حينما تتعرض أفكارك للخطر خير من أن تروض الظروف لتجني مكسبا أو تحافظ عليه، وفي قانون الرجال يعز على أشرافهم أن تهتك قيمتهم أو ينال من قاماتهم لتصفية حسابات زائفة وردم حقد قديم.. وفي النهاية تروح الأيام وتغدو الرجال وتبقي سيرتهم تنطق بالحق..
هشام عز العرب، ذاك المصرفي عزيز النفس النادر في عالم البنوك أحد معادن الرجال الذين وصلوا القمة على أشواك الصبر والتمس العلم والتعلم في كل مرحلة قبل أن يصير الأستاذ وبعد أن صار الأستاذ رمزا والرمز أضحى قيمة صنعتها بيئة شريفة وناضجة وملمة وملهمة لتتعلم منها الأجيال الحالية وسيرة عطرة وأسطورة تنير الطريق لمن يأتِ..
مدح الرجال شرف وذمهم نقيصة والاعتراف بأقدارهم فضيلة وأشهد أني راقبته لسنوات بحكم عملي في قطاع المصارف والبنوك وكيف تجسد الإنسان في قمة ذوقه وعطائه وحرفته وصنعته، رأيته يصنع المعجزات في صمت، أدهشني كبريائه النادر في التعامل مع كل الظروف وحنكته ودهائه المصرفي، الذي جعل كبرى بنوك العالم ومؤسساته المالية تتلهف لتستعين به ويقود كيانات ميزانيتها بالمليارات ويهزم الفرنج والإنجليز والألمان والأمريكان في عقر دارهم ويعلمهم أصول وسر المهنة وخلطة النجاح لتجوب سمعته العالم.. رأيته واجهة مصر المصرفية المشرفة في المحافل الدولية وكيف يقدرون قيمته وينحنون له احتراما، وكيف كانوا ينصتون عندما يصعد المنصات في المحافل الدولية يتحدث بأسلوبه السهل الممتنع وبلغة يفهما العالم أجمع وهي لغة الأرقام والتي طوعها "عز العرب" لتكون تحت إمرته.. لغة واحدة يفهمها هشام عز العرب لمن يعرفه وهي لغة الأرباح.
رأيته يصنع المعجزة ويحقق المستحيل في "التجاري الدولي" منذ سنوات طويلة خلت جعلته البنك "نمبر وان" بين المصارف الخاصة في مصر وعرف البنك طريق المليارات ورفع قيمته من بضعة ملايين إلى أكثر من 4 مليارات دولار في سنوات قليلة.. تلك هي العقلية التي تخيط المستحيل لتصنع الممكن..
في أشد لحظاته ألما حينما ابتعد أو كِيد له لبيتعد عن حلمه ومشروعه الذي رباه في المهد صبيا، لم يهتز ورفضت عيناه النحيب فالثقة كانت أكبر من الغدر رغم أن السكين كانت أكبر من الجرح.. أسرها عز العرب في نفسه وراح يمارس مايتقنه في هدوء فالمحاربون لا ينامون في خلف الخطوط.. قاتل وصنع لنفسه عشرات الأساطير والحكايات في كل المؤسسات التي تقلدها بعد مغادرته التجاري الدولي في 2020 .
يقول الله تعالي "إن الله يدافع عن الذين آمنو"، وكفتك سمعتك الشامتين، ليعود عزالعرب بنفس الكبرياء الذي غادر به إلى داره في البنك التجاري الدولي ووجد في انتظاره شباب علمهم وجدران حنت إليه وأبواب رقصت فرحا بقدومه، عاد عز العرب عزيز النفس، من نفس الباب الذي غادر منه منذ سنتين، مبتسما وهادئا خاليا قلبه من حقد وسريرته كعلانيته ليكمل المسيرة التي بدأها مع رجال يعرفون حجمه.
إنه ترتيب السماء وعوض الصابرين والمخلصين والرجال تعرف أقدار الرجال، ومهما طال الليل فالصبح آت ومهما عاثت الأباليس في الظلمة يقتل النور كل شيطان رجيم.