كريدي سويس.. لماذا كل هذا الفشل والاحتيال؟
يبدو أن بنك كريدي سويس بات ملاحقًا ومطاردًا بالأزمات التي تكبد السهم مزيدًا من الخسائر القياسية بينما ترتسم صورة أوسع لانهيار واحد من أكبر المؤسسات المالية في العالم.
وفقًا للأنباء تحقق وزارة العدل الأمريكية فيما إذا كان بنك كريدي سويس قد واصل مساعدة العملاء الأمريكيين في إخفاء الأصول عن السلطات، بعد ثمان سنوات من دفع البنك السويسري تسوية تهرب ضريبي بقيمة 2.6 مليار دولار.
ماذا حدث؟
ارتفعت تكلفة التأمين على ديون كريدي سويس (CSGN.S) مقابل التخلف عن السداد يوم الأربعاء مع تراجع سنداته وأسهمه بعد تقارير عن احتمال أن يكون البنك السويسري موضوع تحقيق ضريبي أمريكي.
ومقايضات التخلف عن السداد الائتمانية، وهي أداة تدفع لحاملها في حالة تخلف المُصدر عن السداد، انخفضت من 323 نقطة أساس إلى 337 نقطة أساس، وفقًا لـ S&P Global Market Intelligence.
وتراجعت سندات الدرجة الأولى الإضافية المقومة بالدولار لكريدي سويس 0.7 سنت إلى 90.259 سنت ، في حين تراجعت سنداته المقومة باليورو 0.75 سنت إلى 73.30 ، وفقًا لبيانات تريدويب.
السهم يسقط
وانخفضت أسهم كريدي خلال تعاملات اليوم الأربعاء في بورصة زيورخ بأكثر من 5% نزولا إلى مستويات دون الـ 4.17 فرنك بينما سجل السهم أعلى سعر اليوم عند مستويات 4.28 فرنك.
وخلال 5 أيام تداول خسرت أسهم كريدي سويس ما يقرب من 2.5%، بينما انخفضت بنسبة 225 خلال شهر فيما خسرت أسهم البنك ما يزيد عن 42% خلال ستة أشهر، بينما انخفضت بنسبة 54% منذ بداية العام.
توصية بالبيع
تواجه مجموعة Credit Suisse Group عجزًا في رأس المال يصل إلى 8 مليارات دولار بحلول عام 2024 وفقًا لتقديرات المحللين في Goldman Sachs Group Inc حيث تحتاج المجموعة إلى إعادة هيكلة عميقة.
كتب محللو بنك جولدمان ساكس (NYSE:GS) بقيادة كريس هالام أن الشركة التي تتخذ من زيورخ مقراً لها تواجه، على الأقل، فجوة قدرها 4 مليارات فرنك، مع التوصية ببيع سهم البنك.
وقال جولدمان ساكس أن ذلك يأتي نظراً للحاجة إلى إعادة هيكلة العمليات المصرفية الاستثمارية في وقت "الحد الأدنى" من توليد رأس المال، وهذا يعني أنه سيكون من "الحكمة" للمقرض زيادة رأس المال.
أزمة سيولة بـ9 مليارات
ورددت فلورا بوكاهوت المحلل في جيفريز تعليقات بنك جولدمان ، حيث قالت في مذكرة يوم الثلاثاء إن بنك كريدي سويس يحتاج إلى تكوين نحو 9 مليارات فرنك سويسري من رأس المال في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام مقبلة.
لكن بالنظر إلى الطبيعة المخففة لزيادة رأس المال، تتوقع بوكاهوت أن يعطي Credit Suisse الأولوية للتصرف في الأصول، كما كتبت في مذكرة.
وفقًا للأنباء يصطف مقدمي العطاءات يصطفون للحصول على وحدة المنتجات المورقة بالبنك، وهي ركيزة أساسية في تقليص عملياته المصرفية الاستثمارية.
يدرس البنك أيضًا جلب مستثمر خارجي لأخذ حصة جزئية وضخ الأموال في جزء من أعمال البنوك الاستشارية والاستثمارية، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر.
هروب الأثرياء
وقد تواردت أنباء وفقًا لوكالات عالمية أن العديد من عملاء البنوك الخاصة الكبار يسحبون أصولهم، من بينهم عائلات ثرية في آسيا والشرق الأوسط.
حيث يسحب العديد من العائلات الثرية في آسيا وكذلك في الشرق الأوسط مئات الملايين من الدولارات بسبب أزمة المقرض السويسري المضطرب، حيث يبدو أن المصرفيين في الشركات المنافسة يستغلون المخاوف.
وأشارت التقارير إلى أن بعض العملاء في سنغافورة والشرق الأوسط تقدموا بطلبات لسحب نقود أو تحويل أصول بعشرات الملايين من الدولارات أو أكثر.
وقال مكتب عائلي آسيوي قام بسحب النقود إن البنك أخبره أن هناك طابورًا من المعاملات غير المعالجة التي أدت إلى بعض الأعمال المتراكمة المؤقتة.