قبل الركود العظيم.. كيف تعبر الشركات ممر السقوط المحتوم؟
لا تتوقف الصحف المتخصصة في علم الاقتصاد من الحديث عن انكسارات حادة في بنية الاقتصاد العالمي فما بين التضخم المرتفع وأسعار الفائدة الآخذة في الارتفاع للحد من التضخم، ظهر مصطلح الركود حتى بات حقيقة مكررة، لا ينكر أحد احتمالية حدوثها قريبًا، بل إن الكثير أصبحوا يتخذون قرارات بناء على وجودها.
نناقش اليوم أثر ما تتخذه البنوك المركزية العالمية من إجراءات على الموظفين والشركات، ونسلط الضوء على الرؤساء التنفيذيين للشركات الكبرى وخططها للعبور بشركاتهم من هذه المرحلة الصعبة.
يعرف الرؤساء أن الركود الاقتصادي يمسهم، يحد من أرباحهم ونمو شركاتهم، وهو ما أكدوه في استطلاع رأي أجرته KPMG.
ولكن ما اختلف فهو الإجراءات التي تنوي الشركات اتخاذها للوقوف أمام الركود، ولكن بقيت الأفكار العامة تتمحور حول خفض الإنفاق الاجتماعي والحكومي، والتقليل من عدد الموظفين. وشمل الاستطلاع 400 رئيس تنفيذي أمريكي لشركات تدر عوائد لا تقل من نصف مليار دولار سنوياً.
ورأى 91% من الرؤساء أن الاقتصاد العالمي سيعاني ويلات ركود اقتصادي في العام المقبل 2023، ولكن ثلث هذه الأغلبية رأى أن الركود لن يكون قاسيًا بل سيكون متوسط الصدمة وقصير المدة.
ورأى 80% من الرؤساء أن الركود الاقتصادي سيضر بتوقعات النمو الخاصة بشركاتهم على مدى الثلاث سنوات القادمة.
في الوقت ذاته لاحظت مؤسسة بانثيون للاقتصاد الكلي أن أغلب الأمريكان استهلكوا ما يقارب ثلث مدخراتهم، مما يعطي مؤشرًا إضافيًا لاقتراب الركود الاقتصادي.
وأعلن ثلاثة أربعاء من بين الرؤساء التنفيذيين للشركات المشاركة في الاستبيان أن لديهم خطة طوارئ جاهزة حال الدخول في حالة ركود اقتصادي، اتجه 51% منهم لتقليص القوى العاملة، فيما قرر الـ 59% الآخرين إنهم يعملون على خفض التكاليف والحفاظ على العمالة الموجودة.
ويذكر أن شركات مثل ميتا (فيس بوك ) وجوجل أعلنت وقفها برامج التعيين، فيما أعلنت كلًا من جاب ونيتفليكس ومايكروسوف وبلوتو وتسلا أنها ستقوم بتسريح جزءًا من عمالتها بنهاية العام.
وفي الوقت الذي يرى البعض أنه لا محالة من الاستغناء عن الموظفين للعبور من الأزمة، يرى 71% من الرؤساء أن التضخم وارتفاع أسعار المعيشة ستؤثر على قدرة شركاتهم في استعادة الموظفين إذا ما فقدوهم.
وقال رئيس شركة KPMG الأمريكية في بيان: "يسير الرؤساء التنفيذيون على حبل مشدود لأنهم يفكرون في مجموعة واسعة من الإجراءات - بما في ذلك تخفيض القوة العاملة - للاستعداد لركود محتمل مع الاستمرار في إدارة الوباء والتعامل مع سلسلة التوريد واضطراب التكنولوجيا والعديد من المخاطر الأخرى وإيجاد طرق لدفع النمو."
على المدى الطويل، قال الرؤساء التنفيذيون الأمريكيون الذين شملهم الاستطلاع إنهم متفائلون إلى حد كبير بشأن المستقبل. قال جميعهم تقريبًا إنهم واثقون من نمو شركتهم وصناعتهم خلال السنوات الثلاث المقبلة، بينما قال 93٪ إنهم واثقون من الاقتصاد الأمريكي و 71٪ بشأن الاقتصاد العالمي.
استخلصت KPMG البيانات الخاصة بالرؤساء التنفيذيين في الولايات المتحدة من توقعات الرئيس التنفيذي لعام 2022، والتي استطلعت آراء 1325 من قادة الأعمال في جميع أنحاء العالم بين شهري يوليو وأغسطس.
أظهر الاستطلاع الدولي الأكبر تشاؤمًا أقل بشأن الاقتصاد، حيث توقع 86٪ من المستطلعين حدوث ركود في العام المقبل، لكن 58٪ قالوا إنهم يعتقدون أنه سيكون قصيرًا ومعتدلًا.
قال ثلث الرؤساء التنفيذيين على مستوى العالم إنهم قد أوقفوا بالفعل جهودهم المتعلقة بالحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية أو أعادوا النظر فيها بسبب التوقعات الاقتصادية. قال 39٪ أنهم نفذوا بالفعل تجميد التوظيف وقال 46٪ إنهم يفكرون في تقليص قوتهم العاملة خلال الأشهر الستة المقبلة.