أشرف القاضى رئيس المصرف المتحد يكتب.. تحدي تأهيل جيل ثانٍ من المهارات المصرفية في عصر الابتكارات
تحدي تأهيل جيل ثانٍ من المهارات المصرفية في عصر الابتكارات، ليس اختيارا، بل واقعا تدعمُه مؤسسات الدولة والبنك المركزي المصري، حين قام بإنشاء صندوق لرعاية الموهوبين والمتميزين في القطاع المصرفي لتشجيع واحتضان المواهب الوطنية، فضلا عن الاستثمار في مجال التعليم المباشر أو التعليم الإلكتروني e-learning بقنواته المختلفة، لتنمو وتزدهر صناعة المال والبنوك في مصر، ومنطقة الشرق الأوسط على مستوى الصناعة نفسها، ومستوى البحث العلمي، وابتكارات الحلول المالية والذكاء الاصطناعي.
فصناعة المال والبنوك وُضعت طويلا في قوالب نمطية مبنية على صورة ذهنية ليست واقعية، حيث صُوّرت على أنها من أكثر الصناعات استقرارا بالنسبة للثبات الوظيفي، ومصدرا للدخل والعمل النمطي، في حين أن هذه الصناعة تحمل تحديات إيجابية كثيرة خاصة في ظل الابتكارات والتقنيات الرقمية. التحدي الحقيقي الذي يواجه هذه الصناعة ليست الأنظمة التكنولوجية المتطورة والعالية الجودة، بل التحدي الأكبر هو العناصر البشرية التي تدير هذه المنظومة، وتأهيل جيل ثانٍ من الكفاءات القيادية والتنفيذية لتتولى الوصول للريادة المصرفية المنشودة في ظل معطيات وآليات سوق وابتكارات تكنولوجية يومية.
والأهم هو الاحتفاظ بهذه الكوادر وتنمية مهاراتها وتحفيزها للتطوير المستمر، الأمر الذي يتطلب وضع برامج مكثفة لتنمية مهاراتهم، سواء القيادية أو الابتكارية في جميع أوجه العمل المصرفي.
فعلي سبيل المثال: تحتاج إدارة مثل الحسابات إلى أشخاص بمهارات تكنولوجية، ولديهم ما يكفي من الخيال الإبداعي؛ للقيام بمهام تبرز جانب الهندسة المالية لتعظيم أرباح المؤسسة. وهنا يأتي دور إدارة الموارد البشرية في اكتشاف الموهوبين من فريق العمل، وتدعيم مسيرتهم، وتأهيلها ببرامج عملية ودراسة تمكّنها من القيادة في المستقبل.
فالمهارات الإدرية والتنفيذية والخيال الإبداعي مهم لأي مؤسسة تسعى للنمو والتطوير.
ويعدّ وجود فريق من الموهوبين للقيام بأعمال مؤثرة في جوانب العمل المصرفي أمرا ضروريا، خاصة في ظل برامج وأبلكيشن المعاملات المالية والذكاء الاصطناعي. النقطة المضيئة هنا، أن مجتمع البنوك التفت إلى ضرورة تنمية مهارات وكفاءات الجيل الثاني، وبدأ في إنشاء الأكاديميات المتخصصة، وإبرام اتفاقيات التعاون الاستراتيجي مع المؤسسات التعليمية الدولية؛ لتأهيل قيادات الجيل الثاني، سواء على المستوى التنفيذي أو على المستوى الإداري، الأمر الذي يضمن التدفق المستمر لأصحاب المهارات، وتمكين أصحابها، وتدعيم جهودهم التدريبية لتحسين المهارات الموظيفية بمستوًى أكثر استراتيجيا.
هذا، وسيلعب التعليم الإلكتروني دورا رئيسيا في هذا الصدد، خاصة بعد جائحة كورونا العالمية، فمن المتوقع أن يحدِثَ طفرة في تطبيقات التعليم الإلكتروني تعززه الحلول الرقمية الحديثة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في صناعة المال والبنوك، لتصبح عملية التعليم الإلكتروني وتجارب الواقع الافتراضي والتفاعلي نمط حياة يوميا لقيادات الجيل الثاني من المصرفيين في عصر الابتكارات.
هذا المقال، نقلاً عن موقع "بنوك مصر" البوابة الرسمية لاتحاد بنوك مصر