محمد العريان: مواصلة بنك إنجلترا لسياسته الحالية سيعمق تقلبات السوق

سيبدأ بنك إنجلترا في شراء السندات طويلة الأجل في محاولة لتخفيف ضغط السوق وخفض معدلات الفائدة على الديون الحكومية.

يرى مستشار شركة الخدمات المالية أليانز ورئيس كلية كوينز في كامبريدج، محمد العريان، أن هذه الخطوات لا تؤدي إلا إلى إضعاف الثقة بصانعي السياسات وتعميق حالة عدم اليقين بين المستثمرين، إذ يتعارض هذا النهج مع ما تم الإعلان عنه سابقًا من أن بنك إنجلترا سيحافظ على نهج متشدد فيما يتعلق بمعدلات الفائدة وبيع المزيد من الأوراق المالية.

تحليل خطوات بنك إنجلترا

أوضح العريان في تغريدة هذا الأسبوع التقلب الشديد في العائد على السندات الحكومية لمدة 30 عامًا، التي كانت تعتبر في العادة مستقرة. وجاءت هذه التغييرات نتيجة لتحركات الحكومة المتناقضة في السياسة المالية في الأيام الأخيرة، بما في ذلك إعلانها شراء الأوراق المالية، الأمر الذي دفع بالعوائد على السندات الحكومية إلى أدنى مستوى لها منذ عام 1957.

اقترح وزير المالية البريطاني، كواسي كوارتنغ، الجمعة، خطة للنمو، تضمنت حزمة التخفيضات الضريبية الأكثر أهمية في 50 عامًا لتحفيز النمو، ما أدى إلى تراجع الجنيه الإسترليني والسندات الحكومية. بالإضافة إلى التخفيضات، تضمنت الخطة إصلاح جانب العرض في الاقتصاد وزيادة الاقتراض الحكومي.

أعلن بنك إنجلترا في بيان، الاثنين، أنه لن يتردد في التمسك بسياسته النقدية العدوانية ومراجعة معدلات الفائدة، حسب الحاجة، لإعادة التضخم إلى هدف 2% بشكل مستدام على المدى المتوسط​​، على الرغم من المخاوف من حدوث ركود. ومع ذلك، فقد تراجع البنك عن موقفه يوم الأربعاء بالإعلان عن شراء السندات طويلة الأجل في محاولة لتحقيق الاستقرار في الأسواق المضطربة.

أدت تصريحات بنك إنجلترا وكوارتنغ في ختام تداولات يوم الاثنين إلى انخفاض الجنيه الإسترليني بنسبة 1.5% إلى 1.07 دولار من افتتاحه عند 1.08 دولار. كان هذا بعد أن لامس لفترة وجيزة أدنى مستوى له على الإطلاق مقابل الدولار إذ انخفض بنسبة 5% إلى 1.03 دولار.

دفع هذا الضغط المتسارع في السوق العريان إلى اتهام خطة كوارتنغ بأنها الحافز وراء هذه الفترة التاريخية في اقتصاد المملكة المتحدة، واصفًا التخفيضات الضريبية بأنها "كبيرة بشكل مقلق وغير ممولة"، بحسب صحيفة فاينانشيال تايمز.

كما حذر صندوق النقد الدولي الحكومة البريطانية الأربعاء من أن سياساتها المتضاربة وتكثيف النمو من خلال التخفيضات الضريبية لن يؤدي إلا إلى زيادة عدم المساواة. ووصف العريان بيان صندوق النقد الدولي بأنه يتوافق أكثر مع وضع الدول النامية من اقتصاد مجموعة السبع.

الحل بحسب العريان

اقترح العريان مخرجًا للحكومة، محذرًا من أن نافذة تنفيذ هذه الخطة "تغلق بالفعل". وقال إن على الحكومة تأجيل التخفيضات الضريبية للعام المقبل أو إلى ما بعده. كما على بنك إنجلترا رفع معدلات الفائدة بشكل طارئ قبل اجتماعه التالي في 3 نوفمبر بالإضافة إلى ذلك، على وزارة الخزانة أن تهدئ المستثمرين من خلال شرح كيف ستؤدي الإصلاحات إلى دفع النمو.

تضمنت خطته أيضًا زيادة حماية الشرائح الضعيفة من السكان، والمزيد من الرقابة على الاختلالات في القطاع المالي غير المصرفي.