الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
أخبار

عمرو عامر يكتب..موظفو البنوك.. مهام جسيمة وعقول لاتنام.. قصة رجال فوق الطبيعة

الإثنين 05/سبتمبر/2022 - 05:23 م
بانكير


عندما تفكر في فتح حساب أو انهاء معاملة مالية وتقصد أحد فروع البنك لخاص بك تجد موظفا يستقبلك بابتسامة ويعاملك بترحاب ويدلك على القسم أو المكان الذي سينهي معاملتك وعند وصلك للشباب المقصود يستقبلك الموظف بأدب جم وأسلوب مهذب أؤمر يافندم وبعد دقائق تنتهي معاملتك وتغادر في هدوء.. لكن دون أن تعلم أن فرع البنك وغيره من الفروع والبنوك الأخرى تديره منظومة هائلة من البشر معدل الخطأ لديهم صفر.. قد تعتقد أن العمل في البنوك محض ترف ومجرد رواتب خيالية ووظيفة شيك لكن ليس هذا كل شيء ففي المقابل يبذل موظفي البنوك مجهودا فوق طاقة البشر في سبيل الحفاظ على أموالك وتنميتها وضمان عدم انتقاص جنيه واحد منها.


منظومات إلكترونية غاية في التعقيد يتعامل من خلالها موظفي البنوك على مدار الساعة ولا سبيل فيها للخطأ أو الخلل، ولك أن تتخيل أن سيستم البنوك لديه ملايين الحسابات والأرقام والبيانات في ذاكرته وكل ذلك وفق برامج تكنولوجية دقيقة لا تحتمل التخريف والتحريف.

الدور الذي يلعبه موظفي البنوك بداية من موظف الأمن على فرع صغير وصولا لوظيفة رئيس البنك  لا يمكن تقديره حق قدره سوى بالاقتراب اكثر ومعرفة ما يقومون به من جهود ومهام للحفاظ على المنظومة المصرفية الهائلة، التي تسير وفق أليات غاية في الدقة، وهم مسئولون عن إدارة وتنظيم السوق المالي والاستثمارات والودائع والحسابات والقروض والائتمان وإدارة المشروعات الهادفة للربح، فضلا عن المسؤولية الاجتماعية الكبرى للبنوك، كلها منظومات يشرف عليها موظفي البنوك، فضلا عن خدمات لاتعد ولا تحصى من المعاملات المالية فأنت على سبيل المثال بمجرد وضع فيزا كارد الخاصة بك في ماكينة الصراف الآلي وخلال دقيقة تحصل على راتبك وتنصرف دون أن تدرك  طبيعة الماكينة التي أمامك وكيف تغزى بالأموال وكيف يتم ربطها إليكترونيا بالبنك الأم.


وعلى مستوى القيادات الكبرى للبنوك المصرية لك أن تتخيل حجم أعباء الوظيفة الملقاة مثلا على كاهل وأكتاف رئيس البنك المركزي المصري، فهو بجانب اشرافه على كل البنوك في البلاد وكذلك وضع السياسة المالية العامة والسياسة النقدية وطباعة النقود وإدارة قروض الدولة وسدادها، هو مطالب أن يتعامل مع الأزمات العالمية الكبرى وأسعار الصرف والعملات والسيطرة على التضخم ومواجهة الركود والتلاعب في الأسواق وكذلك مواجهة الأموال القذرة التي تستخدم في عمليات تخريبية أو إرهابية أو غسل الأموال بجانب توفير موارد المال والرواتب والاعتمادات لألاف المشروعات وغيرها العشرات من المهام والوظائف وكلها تدور في عقل رئيس البنك المركزي وهو ذاهب إلى عمله صباحا.. فكم هذه الضغوط والتكليفات والمهام حتما تحتاج لرجال ذوي همة عالية ومواصفات خاصة وحرفية نادرة.