رغم التحول الرقمي العالمي.. الدفع النقدي يتسيد الموقف في ألمانيا
في خضم التحول الرقمي الكبير لا تزال هناك دول بأكملها تعتمد النقد هو الملك وعلى الرغم من أن بعض القطاعات على الأقل مثل متاجر البقالة تقبل معاملات البطاقات، إلا أنه يعتمد عدد كبير من الشركات الصغيرة على النقد للحفاظ على الإيرادات القادمة في بعض الدول مثل ألمانيا حيث أصدر البنك المركزي في ألمانيا Bundesbank نحو 17 مليار يورو إضافية من الأوراق النقدية والعملات.
ويمثل النقد 75 في المائة من جميع معاملات البيع بالتجزئة داخل ألمانيا حتى مع الأخذ في الاعتبار أن ثلث جميع مدفوعات البطاقات تمت من خلال وسائل غير تلامسية في أعقاب فيروس كورونا. .
وللتعرف على أين تذهب الأموال ومقدار ما يحتفظ به الأفراد وجد استطلاع رأي ألماني أنه يحمل المواطن الألماني العادي حوالي 107 يورو في محفظته ولديه أكثر من 1360 يورو في صناديق الودائع المصرفية.
وأشار الاستطلاع إلى أن "العاملين لحسابهم الخاص وكبار السن وذوي الدخل المرتفع هم الأكثر عرضة للاحتفاظ بالكثير من الأموال المخبأة بعيدًا".
وقد يبدو من غير اللائق أن أمة متطورة اقتصاديًا وتكنولوجيًا مثل ألمانيا سوف تعتمد حرفيًا على النقد ولكن كما وجد البنك المركزي الألماني Bundesbank هناك عدد من الأسباب التي تدعم احتفاظ الأفراد بقوتهم الشرائية في جيوبهم.
وأشار ما يصل إلى 58 في المائة من المستهلكين إلى أن أسعار الفائدة المنخفضة قوة دافعة للاحتفاظ بالفواتير والعملات المعدنية في متناول اليد.
وقال ما يقرب من 55 في المائة إن النقد بالطبع هو وسيلة دفع مقبولة على نطاق واسع بينما أوضح آخرون أن هناك نقصًا في الثقة في البنية التحتية للتكنولوجيا القائمة.
وأكد 12 في المائة من المشاركين في الاستطلاع أن "إخفاء الأصول عن الدولة" هو سبب للاحتفاظ بالنقود.
ويأتي ثقل السيولة وسط جائحة كورونا قد يعرقل بعض التقدم المحرز في البلاد في التحول نحو أشكال أخرى من المدفوعات لاسيما المدفوعات القائمة على البطاقات.
كما لوحظ في هذا المجال منذ أكثر من عام بقليل على الأقل عندما يتعلق الأمر بالمعاملات داخل المتجر ، وفقًا لتقدير معهد EHI Retail Institute ، جاء 48.6 في المائة من القيمة الإجمالية من مدفوعات البطاقات ، وهو ما يفوق قليلاً نسبة 48.3 في المائة نقدًا.
وبالطبع كان هناك نمو تم تسجيله في المعاملات عبر الإنترنت بدفع من أزمة كورونا COVID-19 حيث أصبحت عمليات الإغلاق وإعادة الفتح جزءًا من المشهد الألماني.