صندوق النقد الدولي: السعودية واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم خلال 2022
قال صندوق النقد الدولي إنه من المرجح أن تكون المملكة العربية السعودية واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم هذا العام مع الإصلاحات الشاملة المؤيدة للأعمال التجارية والارتفاع الحاد في أسعار النفط وتعافي الطاقة الإنتاجية من الركود الناجم عن الوباء في عام 2020.
وأضاف صندوق النقد في تقريره المنشور على موقعه أنه من المتوقع أن يتوسع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7.6 في المائة ، وهو أسرع نمو منذ ما يقرب من عقد من الزمان ، وفقًا لتقرير التشاور الأخير الخاص بالمادة الرابعة.
وعلى الرغم من ارتفاع أسعار السلع المستوردة ، سيظل التضخم محتجزًا عند 2.8 في المائة في عام 2022 حيث يشدد البنك المركزي السعودي سياسته بما يتماشى مع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وستتعزز المالية العامة والوضع الخارجي بشكل كبير بفضل زيادة الإيرادات غير النفطية والعائدات الأعلى من الصادرات النفطية وستبقى مخازن الاحتياطيات وفيرة، وفقا لصندوق النقد الدولي.
وتابع أنه سيكون الحفاظ على السيطرة على الإنفاق العام على الرغم من ارتفاع عائدات النفط أمرًا مهمًا ، ولكن هناك مجالًا لمزيد من الإنفاق الاجتماعي الموجه وإن التحسينات في السياسة الضريبية وإدارة الإيرادات لزيادة الضرائب من الأنشطة غير النفطية ستساعد في دعم ضبط أوضاع المالية العامة.
وأكد التقرير: كما أن إدارة عائدات النفط بطريقة مستدامة ، بحيث لا يرتفع الإنفاق وينخفض بما يتماشى مع سعر النفط ، من شأنه أن يعزز الاستدامة المالية ويمنع العودة إلى دورات الازدهار والركود السابقة التي يحركها النفط وكذلك الأمر بالنسبة لتخطيط الميزانية بعيدة النظر والسياسات الهادفة إلى تنويع الاقتصاد.
وأشار إلى أنه من شأن إصلاحات أسعار الطاقة بحيث تتقارب أسعار الوقود المحلية مع الأسعار الدولية أن تولد وفورات مالية بالإضافة إلى دعم الأهداف المناخية للسلطات ، المنصوص عليها في المبادرة السعودية الخضراء والجهود الجارية لتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي من خلال المخططات المستهدفة من شأنها حماية الضعفاء من ارتفاع فواتير الطاقة.
وأوضح صندوق النقد الدولي أنه مع إشراف البنك المركزي القوي ، يظل القطاع المالي مرنًا والمخاطر النظامية منخفضة ومن المتوقع أن يكون للزيادات في أسعار الفائدة تأثير محدود على الاقتصاد السعودي في ظل بيئة من ارتفاع أسعار النفط والسيولة القوية وإن التحسينات المستمرة لإطار تنظيم القطاع المالي والمراقبة المستمرة لزيادة الإقراض العقاري مهمة لمنع المخاطر من الظهور.
وأكد صندوق النقد أنه يجب أن يواصل صندوق الثروة السيادية في المملكة العربية السعودية ، صندوق الاستثمارات العامة ، التركيز على العائدات المرتفعة ومشاركة أكبر للقطاع الخاص ، بما في ذلك مع استمراره في تنفيذ "المشاريع الضخمة".
زخم الإصلاح
وسيساعد تنفيذ السلطات المستمر لسياسات رؤية 2030 في تنويع الاقتصاد وتحريره وبالتالي تمهيد الطريق لنمو أكثر استقرارًا.
وتابع التقرير أنه تتخذ المملكة العربية السعودية خطوات رائعة لتحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمار الأجنبي وخلق فرص العمل في القطاع الخاص وهذه المبادرات ، جنبًا إلى جنب مع الحوكمة وإصلاح سوق العمل ، جعلت من السهل القيام بالأعمال التجارية (يمكن تسجيل الأعمال التجارية في ثلاث دقائق فقط) ، وزادت من عدد المنشآت الصناعية ، وزادت مشاركة المرأة في القوى العاملة.
وبالإضافة إلى إزالة القيود والتشريعات الرسمية التي تضمن المساواة في العمل ، استفادت مشاركة الإناث في القوى العاملة من دعم النقل بنسبة تصل إلى 80 في المائة لتكلفة أجرة التاكسي ، وحوافز أصحاب العمل لتوظيف النساء السعوديات ، ودعم رعاية الأطفال ونتيجة لذلك ، تضاعفت نسبة النساء السعوديات في العمل في السنوات الأربع الماضية لتصل إلى 33 في المائة ، متجاوزة هدف 30 في المائة المحدد بموجب خطة عام 2030 ومتوسط 27 في المائة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأوضح تقرير صندوق النقد الدولي أن تزايد الرقمنة لديه القدرة على تعزيز الإنتاجية بالنظر إلى الشباب الماهر في استخدام التكنولوجيا حيث تسارعت عملية التحول الرقمي خلال الوباء ، بما في ذلك الخدمات الصحية عبر الإنترنت والمحاكم الافتراضية والتعليم عن بعد ومنصة التمويل عبر الإنترنت للمشتريات العامة المعروفة باسم اعتماد.
واختتم صندوق النقد مؤكدا أن التوقعات الاقتصادية للمملكة العربية السعودية قوية ويعتمد الحفاظ على ازدهار المملكة على المدى الطويل بشكل أساسي على الحفاظ على زخم الإصلاح.