منى ذو الفقار.. سليلة المشاهير ومهندسة "الصفقات الكبرى"
تألقت في المحاماة وإدارة الأعمال وقادت "هيرمس" إلى الانطلاق
اختارتها فوربس ضمن أقوى 100 سيدة أعمال في الوطن العربي
في العام 2020 أعلنت مجلة فوربس الشرق الأوسط عن قائمة أقوى 100 سيدة أعمال في الشرق الأوسط.
وتصدرت دولة الإمارات قائمة "أقوى سيدات الأعمال في الشرق الأوسط لعام 2020»" برصيد 23 سيدة.
وحلت مصر ثانية في القائمة التي تصدر عن فوربس الشرق الأوسط بواقع 10 سيدات، ثم 8 سيدات في كلّ من لبنان وسلطنة عمان.
وشملت القائمة المصرية 10 سيدات أعمال، واللواتي يشغلن مناصب قيادة في الشركات والبنوك والمؤسسات، وجاءت الدكتورة منى ذو الفقار، مؤسس مشارك لمكتب ذو الفقار للمحاماة، ورئيس المجموعة المالية هيرمس في المرتبة الـ24 ضمنن قائمة المائة.
من هي منى ذو الفقار؟
منى ذو الفقار، سليلة المشاهيير وسيدة المال والقانون، وضمن أقوى 100 سيدات أعمال في المنطقة العربية حسب تصنيف فوربس، وهي أيضا ابنة الفنان صلاح ذو الفقار وشقيقة رجل الأعمال أحمد ذو الفقار.
سطرت ذو الفقار على مدى مشوارها المهني والأكاديمي، ملحمة من الإنجازات حيث تولت عددا من المناصب الهامة، وكانت عضوة بأهم المجالس، فهي تولت منصب رئيسة تنفيذية للمجموعة المالية هيرميس القابضة، كما أنها رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصري لتمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، غير أنها تتولى رئاسة مكتب ذو الفقار للمحاماة منذ 2009.
وشاركت منى ذو الفقار في تأسيس وإدارة مكتب الشلقاني للمحاماة في الفترة من 2006 إلى 2009. تولت ذو الفقار رئاسة الجمعية المصرية لتحسين صحة المرأة، وتم انتخابها كعضو اللجنة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كما أنها رئيسة مؤسسة التضامن للتمويل الأصغر، ورئيسة المجموعة الاستشارية الدولية الخاصة بالمرأة بالبنك الدولي، وعضوة بالمجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، وعضو مجلس إدارة البنك المركزي المصري، وكانت عضوة بالمجلس القومي للمرأة في الفترة من 2000 إلى 2009، وعضوة مجلس الأعمال المصري الأمريكي، وعضوة مجلس أمناء مؤسسة المرأة والذاكرة. تعتبر منى ذو الفقار واحددة من السيدات المصريات اللاتي اكتسبن شهرة واسعة عالميا وتقدير دولي، فنالت عن إنجازاتها المهنية عدد من الجوائز والألقاب، كان آخرها "جائزة التميز مدى الحياة" التي منحتها إياها مجلة International Financial Law Review في 2018، وذلك تقديرا لدورها الابتكاري في السوق المحلي، لتكون بذلك أول امرأة تنال هذه الجائزة.
كما حصلت المرأة القوية على جائزة الأمم المتحدة للتنمية في اليوم العالمي للمرأة عام 1995، واختارتها مجلة تايم الأمريكية واحدة من 100 شخصية قيادية صغيرة السن على مستوى العالم في 1994، ومنحها محافظ القاهرة عام 2000 تكريما خاصا لدفاعها عن حقوق المرأة، وتم منحها وسام جوقة الشرف عام 2009 من الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وفي عام 2017 ضمتها مجلة فوربس ضمن قائمة أقوى السيدات العربيات.
شاركت ذو الفقار في صياغة مشروعات قوانين جديدة وتطوير القوانين الحالية المتعلقة بالتشريعات الاقتصادية؛ وهي مدافعة نشطة عن حقوق الإنسان والنساء، على المستويين المحلي والدولي، وتعمل جاهدة في حملة من أجل قانون جديد للأسرة، من أجل تحديث البيئة القانونية في مصر، ولمواكبة التغيرات الاجتماعية الخاصة بأوضاع النساء، ولتقديم رؤية ليبرالية منفتحة من أجل المستقبل.
هي من مواليد عام 1948 في العباسية بالقاهرة، تنتمي لعائلة ذو الفقار التي كان لها مساهمتها في الفن وصناعة السينما من إخراج وإنتاج وتمثيل، والدها صلاح الدين أحمد مراد ذو الفقار الممثل والمنتج صاحب الشعبية الكبيرة وواحد مِمَنْ حملوا على عاتقهم أن يجعلوا للسينما المصرية تاريخ أصيل ورصيد ثري، فكان له حضوره المميز كممثل ساهم في ما يقرب من 100 فيلم وأعمال مسرحية ومسلسلات.
نشأت منى ذو الفقار في منزل يعج بالمشاهير، من الأب الممثل والعم المخرج وزوجات الأعمام مريم فخر الدين وفاتن حمامة، كان يمكن أن يتوقع كثيرون ميلها نحو التمثيل، ورغم محاولات لها على المسرح القومي في أثناء الدراسة الجامعية كانت اختيارات منى مختلفة ونابعة من قدرة والدها على أن يمنحها الثقة في نفسها وفي المستقبل الذي تراه مناسبا لها.
استمرت في مسيرتها الأكاديمية، فنالت درجة الماجيستير في الحقوق من جامعة المنصورة عام 1980، كما منحتها جامعة زيورج في سويسرا درجة الدكتوراه الفخرية في القانون، وتولت المشاركة في تأسيس مكتب ذو الفقار وشركاه للاستشارات القانونية والمحاماة، الذي يمتلك شهرة واسعة ممتدة لأكثر من 35 عاما. وبدأت منى ذو الفقار في تتبع مسارها المهني، وجمعت بين القانون والاقتصاد وتخصصت في تسهيل وضبط إبرام الصفقات المالية والاقتصادية الكبرى بين الشركات والحكومات وعمليات فسخ العقود، واستطاعت أن تبرع في هذا المجال، وتبني اسمها كأحد أهم أعلامه وأكثر المتخصصين فيه.
بحكم خبرتها، كان للدكتورة منى ذو الفقار دور في إعادة هيكلة عدد من الشركات الكبرى في مصر، وتمويل المشروعات وإتمام الصفقات وعمليات الاندماج والاستحواذ، فكانت واحدة من المحاميات الرائدات حول العالم في مجال البنوك والتمويل، وتمكنت ببراعة في أن تمتلك ثقة الجميع، وتنال التقديرات العالمية والجوائز عن إنجازاتها.
كانت ذو الفقار مسئولة عن إتمام عدد من المعاملات والصفقات التجارية والاقتصادية، من بينها إنشاء أول ثلاث محطات لتوليد الكهرباء بنظام Boot في الفترة من 1998 و2002، وكذلك أول امتياز لاتصالات GSM لشركة موبينيل عام 1998، وأول تمويل عقاري للطائرات التجارية لشركة مصر للطيران في عام 1989، وأيضا أول شراكة بين القطاع العام والخاص فيما يتعلق بالصرف الصحي في القاهرة في 2010، وتابعت صفقة بيع أوراسكوم القابضة لمواد البناء لمجموعة لافارج الفرنسية.
ومن أهم وأبرز ما قدمته على مدى مشوارها المهني والأكاديمي، نصرتها لقضايا المرأة ومواجهتها- ضمن كثيرين- لمحاولات سيطرة الفكر المتشدد على صياغة الدستور المصري في 2012، الفترة التي شهدت محاولات جماعة الإخوان والسلفيين السيطرة على مصر، ورفضها للانتقاص من حقوق النساء أو محاولات النيل من حريتهن، فكانت من بين أوائل الداعيات إلى ضرورة تخصيص نسبة لتمثيل المرأة في البرلمان المصري لا تقل عن الثلث. في 2013، كانت منى ذو الفقار من بين أعضاء لجنة الخمسين التي تم تعيينها من أجل صياغة دستور جديد للمصريين، وكانت ممثلة عن المجلس القومي لحقوق الإنسان، وتولت منصب نائب رئيس اللجنة، واستطاعت أن تساهم في الخروج بدستور مصر 2014 ليوازن بين الحياة العامة والخاصة ويراعي حقوق المرأة ويرفض التمييز، وما زالت تعمل على وجود قانون جديد للأسرة، من بين نشاطاتها في الدفاع عن حقوق الإنسان والمرأة، ومن أجل وجود بيئة قانونية حديثة تراعي التغير الاجتماعي.
الدروس المستفادة من تجربة منى ذو الفقار
- لم تكتف ذو الفقار بامتهانن المحاماة بل تبعت طموحها وحلمها واستغلت دراستها للقانون في الدخول لعالم الشركات والمال وانهاء الاستحواذات الكبرى.
- الطموح ليس له حدود.
- يمكن تحقيق النجاح على أكثر من صعيد.
- تطوير الأدوات والمزايا الشخصية لإفساح المجال لمزيد من الفرص.