أسباب ارتفاع قيمة الجنيه المصرى أمام الدولار الامريكى فى البنوك المحلية ( تحليل )
سجل سعر صرف الدولار الامريكى فى البنوك المصرية اليوم الثلاثاء 9 يونيو 2020 تراجعا ملحوظا متاثرا بعدة عوامل اساسية منها اخبار الموافقة المبدئة لصندوق النقد الدولى باقراض مصر نحو 5.2 مليار دولار امريكى فضلا عن بيع سندات دولية بقيمة 5 مليارات دولار .
جدير بالذكر ان الجنيه المصرى قد تراجع فى الاسبوع الاول من شهر يونيو الجارى بشكل ملحوظا مدفوعا بالانخفاض الحاد لموارد مصر من النقد الاجنبى بسبب جائحة كورونا والتى ادت الى تاثير جميع اقتصاديات العالم بما فيها مصر .
وبسبب فيروس كورنا تراجع الاحتياطى النقدى بنحو 9 مليار دولار امريكى ليسجل نحو 36 مليار دولار خلال شهر مايو الماضى بعدما وصل الى 45 مليار دولار بنهاية شهر يناير 2020.
وكان قد أعلن البنك المركزي اليوم تراجع أرصدة احتياطي النقد الأجنبي بصورة طفيفة إلى 36.0037 مليار دولار بنهاية مايو الماضي، في مقابل 37.037 مليار دولار نهاية أبريل.
كان رصيد الاحتياطي من النقد الأجنبي قد تراجع خلال شهر مارس بنحو 5.4 مليار دولار استخدمها البنك المركزي في تغطية احتياجات السوق المصرية من النقد الأجنبي، وفي شهر أبريل تراجع الاحتياطي بحوالي 3.1 مليار دولار.
كما أعلن البنك المركزي المصري اليوم، تراجع وتيرة الانخفاض في أرصدة احتياطي النقد الأجنبي في شهر مايو، مقارنة بالشهرين السابقين له، حيث انخفض بقيمة 1.034 مليار دولار، ليصل إلى حوالي 36.003 مليار دولار.
وبحسب بيانا صادرة عبر الموقع الالكترونى للبنك المركزى فقد سجل متوسط سعر صرف الدولار الامريكى نحو 16.14 جنيه للشراء و 16.24 جنيه للبيع .
ويأتي انخفاض وتيرة صعود الدولار محليا اليوم الثلاثاء ، بعد إعلان مصر مساء الجمعة الماضية، عن نجاحها مع فريق صندوق النقد الدولى في الوصول إلى اتفاق على مستوى الخبراء حول عقد اتفاق ائتماني لمدة 12 شهر، وبقيمة 5.2 مليار دولار، ومن المنتظر عرض الاتفاق على المجلس التنفيذي للصندوق للحصول على موافقته النهائية.
من جانبة أرجع الخبير الاقتصادي ياسر عجيبة، ارتفاع خلال الاسبوع الماضى إلى عدة أسباب منها تراجع مصادر العملات الأجنبية والتي تتمثل في تحويلات المصريين العاملين بالخارج بالإضافة لضعف حركة التجارة العالمية نتيجة إغلاق الحدود بين الدول وتوقف حركة السياحة التي تعتبر المصدر الأكبر للعملات الأجنبية فضلاً عن انخفاض عائدات قناة السويس نتيجة لتفشي فيروس كورونا المستجد وما تبعه من تأثيرات على اقتصاديات العالم .
وأضاف عجيبه، أن إعلان بعض الدول عن عودة حركة السياحة والطيران وتخفيف القيود التي اتخذتها للتصدي لفيروس كورونا المستجد كان من ضمن الأسباب التي ساهمت في ارتفاع الدولار نظراً للطلب المتزايد عليه .
وأكد عجيبه، ان هذا الارتفاع يعد وقتي نظراً للأسباب السابق ذكرها متوقعاً عودة الأمور لمجرياتها وانخفاض الدولار مرة أخرى مع عودة الحياة لطبيعتها قريبا .
وتوقع خبراء ومحللين مالين ان يتحسن وضع الجنيه المصرى عقب موجة الارتفاع خلال الفترة المقبلة خاصة فى ظل مساعى الحكومة والبنك المركزى المصرى لدعم الاحتياطى النقدى الاجنبى .
موافقة صندوق النقد الدولى على اقراض مصر 5.2 مليار دولار عزز من ثقة المستمثرين الاجانب فى ا لاقتصاد المصرى وهو ما دفع المستثمرين الاجانب الى دخول السوق المصرى فى ظل العودة التدريجية لهم فى الاسواق الناشئة .
مصادر مصرفية قالت فى تصريحات صحفية ان تم رصد تدفقات موارد نقد اجنبى على البنوك خلال تعاملات امس الاثنين وهو مادفع سعر صرف الدولار الامريكى الى تراجع ملحوظا وفقدانة ما بين 3 و 4 قروش .
المصادر نفسها اكدت فى تصريحاتها الى زيادة سعر الجنيه المصرى مقابل الدولار الامريكى نقطة بداية لعودة الاستقرار والتوزان بالاسواق .