الخميس 24 أبريل 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
تحليل

في ذكرى تحرير سيناء.. 5 مشروعات أعادت الحياة إلى أرض الفيروز

الخميس 24/أبريل/2025 - 11:40 ص
التنمية في سيناء
التنمية في سيناء

في 25 أبريل 1982، استردت مصر آخر شبر من أرض سيناء، في لحظة تاريخية عززت السيادة الوطنية وكرست إرادة شعب لم يرض بالهزيمة، واليوم، في ذكرى تحرير سيناء، تحتفل مصر ليس فقط بانتصارها العسكري والدبلوماسي، بل بإرث تنموي غير مسبوق أعاد تشكيل ملامح أرض الفيروز.

في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أصبحت سيناء محورا لاستراتيجية وطنية طموحة، حيث تجاوزت الاستثمارات العامة فيها 700 مليار جنيه منذ عام 2014، موجهة لتحقيق تنمية شاملة تربط الأرض المحررة بقلب الوطن اقتصاديا واجتماعيا.

1. مصرف بحر البقر: ثورة زراعية في قلب سيناء

محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر

تعد محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، التي افتتحها الرئيس السيسي في 27 سبتمبر 2021، إحدى أعظم الإنجازات المائية في تاريخ مصر الحديث، بطاقة إنتاجية تبلغ 5.6 مليون متر مكعب يوميًا.

المحطة هي الأكبر عالميا، وتساهم في استصلاح 475 ألف فدان في شرق سيناء، ضمن مشروع قومي لتحويل الصحراء إلى أراض زراعية خصبة، بتكلفة بلغت 20 مليار جنيه، ويعتمد المشروع على معالجة مياه الصرف الزراعي بتقنيات ثلاثية متقدمة، مما يوفر مياها صالحة للري عبر ترعة الشيخ جابر التي تمتد أسفل قناة السويس.

2. شبكة عملاقة من الأنفاق والطرق

أنفاق قناة السويس

كانت سيناء، لعقود طويلة، معزولة جغرافيا عن باقي الجمهورية، لكن شبكة الأنفاق والطرق التي نفذتها الدولة في عهد السيسي غيرت هذه المعادلة، حيث تم إنشاء 5 أنفاق تحت قناة السويس، أبرزها نفق الشهيد أحمد حمدي 2 الذي افتتح في 2021، وربط شرق وغرب القناة بكفاءة غير مسبوقة. 

إلى جانب ذلك، تم تنفيذ 1922 كيلومترا من الطرق الرئيسية والفرعية، و7 كباري عائمة، بتكلفة إجمالية تجاوزت 100 مليار جنيه، وسهلت هذه الشبكة حركة الأفراد والبضائع، وزادت من جاذبية سيناء للاستثمار في القطاعات الصناعية والسياحية.

3. مجتمعات عمرانية جديدة لأهل سيناء

مدينة رفح الجديدة

حرصت الدولة على إنشاء مجتمعات عمرانية متكاملة في سيناء لتحسين جودة الحياة وتوفير بيئة مستدامة للسكان، تضمنت إنشاء مدينة رفح الجديدة ومدينة سلام مصر، بالإضافة إلى 18 تجمعا تنمويا، و56.3 ألف وحدة إسكان اجتماعي، و4382 بيتا بدويا مصمما للحفاظ على التراث المحلي.

وتجاوزت تكلفة انشاء هذه المجتمعات العمرانية 50 مليار جنيه، شملت المشروعات إنشاء مراكز صحية ومدارس ومرافق خدمية، مما ساهم في استقرار السكان ودمجهم في عملية التنمية.

4. مشروعات الطاقة المتجددة في سيناء

محطة كهرباء العريش

تتمتع سيناء بموقع جغرافي فريد يجعلها مركزا مثاليا للطاقة المتجددة، وقد استثمرت الدولة هذه الميزة عبر مشروعات مثل محطة أبو غرادق للطاقة الشمسية ومحطة توليد كهرباء العريش، بتكلفة إجمالية بلغت 30 مليار جنيه.

أضافت هذه المشروعات 402 ميجاوات إلى الشبكة الكهربائية، دعمًا للصناعات المحلية والمناطق السياحية في شرم الشيخ وطابا، كما شملت الجهود إنشاء 92 مشروعا للكهرباء وتوصيل التيار للتجمعات البدوية، مما عزز الاستقرار الاجتماعي.

5. جامعة الملك سلمان الدولية

جامعة الملك سلمان الدولية

افتتحت جامعة الملك سلمان الدولية في 2020 بثلاثة فروع في مدن الطور، رأس سدر، وشرم الشيخ، بتكلفة 10.5 مليار جنيه، وتعد أول مؤسسة تعليمية ذكية في سيناء، وتقدم برامج دراسية متقدمة في الهندسة، الطب، والسياحة، بالتعاون مع جامعات دولية.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية لجامعة الملك سلمان 30 ألف طالب، وتساهم في إعداد جيل قادر على قيادة التنمية في سيناء، مع التركيز على الابتكار وريادة الأعمال.

سيناء محرك للتنمية الوطنية

التنمية في سيناء

لم تقتصر جهود التنمية في سيناء على المشروعات الكبرى، بل امتدت لتشمل دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث قدم جهاز تنمية المشروعات قروضا بقيمة 2.4 مليار جنيه حتى فبراير 2024، مولت 56.2 ألف مشروع وفرت 97.5 ألف فرصة عمل. 

كما زادت الاستثمارات العامة في سيناء ومدن القناة 10 أضعاف من 5.9 مليار جنيه في 2013/2014 إلى 58.8 مليار جنيه في 2023/2024، مما عزز جاذبية المنطقة للاستثمار الخاص.

وساهمت هذه المشروعات في استقرار السكان المحليين، خاصة بعد التحديات الأمنية التي واجهتها سيناء عقب 2013، وذلك من خلال دمج القبائل البدوية في عملية التنمية وتوفير خدمات أساسية مثل المياه والكهرباء، نجحت الدولة في تعزيز الشعور بالانتماء الوطني.

 ومع إحياء مسار العائلة المقدسة ومشروع التجلي الأعظم في سانت كاترين، أصبحت سيناء وجهة سياحية عالمية، تضيف بعدا ثقافيا وروحيا لإرثها التاريخي.

وفي الذكرى الـ 43 لتحرير سيناء، تقف أرض الفيروز شاهدة على ملحمة تنموية لم تشهدها من قبل، مشروعات ضخمة، من محطة بحر البقر التي أحيت الصحراء، إلى الأنفاق التي ربطت سيناء بالوطن، والمجتمعات العمرانية التي منحت أهلها حياة كريمة، وصولا إلى مشروعات الطاقة والتعليم التي تضع سيناء على خارطة المستقبل، وتؤكد أن أرض الفيروز أصبحت واجهة استثمارية وتنموية واعدة.