الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
أخبار

أسعار الذهب تتخلى عن مستوياتها القياسية وتهبط 1.30%

الثلاثاء 22/أبريل/2025 - 09:07 م
أسعار الذهب اليوم
أسعار الذهب اليوم

تراجع سعر الذهب، اليوم الثلاثاء من مستوياته القياسية التي لامس خلالها حاجز 3,499 دولارا للأونصة، ليعود ويستقر قرب مستوى 3380 دولارا، في ظل تقلبات حادة ناتجة عن تصاعد الطلب على الملاذات الآمنة، قبل أن تهدأ وتيرة الإقبال لاحقا، في الوقت الذي قفزت فيه مؤشرات وول ستريت بشكل بعد تصريحات ايجابية حول قرب التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين.

أسعار الذهب اليوم

وتراجعت أسعار الذهب عند الساعة 18.35 بتوقيت جرينتش بنسبة 1.30% إلى 3381 دولارا للأونصة، فيما قفزت مؤشرات وول ستريت بشكل قوي مع عودة المستثمرين إلى الشراء، فقد ارتفع داو جونز 2.8% وناسداك وإس أند بي 500 يقفزان أكثر من 2.7% والذهب يتراجع 0.3%.

الحرب التجارية مع الصين

وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إن الحرب التجارية مع الصين ليست مستدامة، وأن تهدئة في الوقف بين الجانبيت ستحدث

وكانت الأسعار، قفزت لفترة وجيزة إلى مستوى غير مسبوق بدفع من ازدياد المخاوف الجيوسياسية، إذ اتجه المستثمرون إلى المعدن النفيس مع تزايد التصريحات المتضاربة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية، وتكثيف انتقاداته لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.

ورغم إعلان ترامب عن هدنة جمركية مؤقتة لمدة 90 يوماً، فإن الأسواق العالمية لم تتفاعل بإيجابية، إذ لا تزال حالة القلق مسيطرة على المستثمرين الذين يشككون في مدى جدوى هذا التوقف المؤقت في تهدئة التوترات التجارية.

ورغم التراجع الأخير، لا يزال الذهب مرتفعا بنسبة 5.7% منذ بداية الأسبوع، و14.2% خلال الشهر الجاري، فيما بلغت مكاسبه السنوية حتى الآن نحو 31%، ما يعكس استمرار اعتباره ملاذاً آمناً في أوقات الأزمات.

ما الذي يقود تحركات الذهب؟

يرجع جزء كبير من تحركات الذهب الأخيرة إلى تصعيد ترامب لهجومه على السياسة النقدية الأميركية. وقد انتقد الرئيس الأميركي رئيس «الفيدرالي» جيروم باول واتهمه بالتباطؤ في خفض أسعار الفائدة، رغم تراجع معدلات التضخم.

وقال ترامب، في منشور على منصته «تروث سوشال»، إن «العديد يطالبون بخفض استباقي للفائدة»، مشيراً إلى أن أسعار الطاقة والطعام – بما فيها ما وصفه بـ«كارثة البيض في عهد بايدن» – قد انخفضت، معتبراً أنه لم تعد هناك ضغوط تضخمية فعلية.

وأضاف: «في ظل هذا التراجع الواسع في الأسعار، والذي توقعتُه من البداية، لا مبرر للتقاعس عن خفض الفائدة، وإلا فإن الاقتصاد قد يواجه تباطؤاً خطيراً».

وتتزايد المخاوف من أن يسعى ترامب إلى عزل باول من منصبه، رغم أن رئاسة مجلس الاحتياطي تُعد منصباً مستقلاً لا يمكن عزله من دون سبب قانوني. وتدرس المحكمة العليا الأميركية حالياً قضية قد تتيح للرئيس مزيداً من السلطة في هذا الشأن.

ضغوط جديدة تدفع نحو الذهب

أثارت هذه التطورات قلقاً واسعاً في الأسواق من احتمال تسييس السياسة النقدية الأميركية، ما قد يُضعف ثقة المستثمرين ويُضر باستقرار الأسواق، ويدفع بالمزيد منهم نحو الذهب والفضة، اللذين سجّلا بدورهما ارتفاعاً بنسبة 1.3% هذا الأسبوع.

كما ساهم ضعف الدولار الأمريكي وتفاقم التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وكل من الاتحاد الأوروبي والصين في زيادة الإقبال على الذهب، خصوصاً في ظل الرسوم الجمركية المرتفعة المتبادلة بين واشنطن وبكين، والتي تصل حالياً إلى 245% و125% على التوالي.

وقد تتصاعد هذه التوترات خلال الأسابيع المقبلة، بعد إعلان ترامب عن فتح تحقيق في واردات المعادن الحيوية، مما قد يدعم استمرار الاتجاه الصعودي للذهب رغم التراجع المؤقت في الأسعار.

وعلى المدى الطويل، تبقى المخاوف بشأن تناقص احتياطات الذهب وتراجع جودة الخامات، إضافة إلى تقدّم عمر المناجم، عوامل قد تدفع الأسعار نحو مزيد من الارتفاع.