الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
تحليل

المركزي يتخلص من “كابوس الأموال الساخنة”.. ضربة معلم من حسن عبدالله

الأحد 20/أبريل/2025 - 09:30 ص
حسن عبد الله محافظ
حسن عبد الله محافظ البنك المركزي

هو إيه اللي يخلي البنك المركزي فجأة ينزل الفايدة ٢ وربع في المية؟القرار ده جاي في وقت الناس كلها كانت متوقعة العكس.. طب القرار ده معناه إيه؟.. وازاي يعتبر ضربة معلم من صناع السياسة النقدية.

في الساعات الأخير البنك المركزي المصري فاجئ الكل بخفض سعر الفايدة 225 نقطة أساس.. يعني الفايدة نزلت من 27.25% لـ 25% تقريبًا.. وده أكبر خفض في مرة واحدة من فترة طويلة.

ناس كتير قالت ده ممكن يخوّف المستثمرين.. ويشجع خروج الأموال الساخنة اللي هي استثمارات قصيرة الأجل داخلة بس عشان الفايدة العالية.

طب ليه المركزي خاد الخطوة دي رغم إن في مخاطرة؟

هنا بقى نقدر نقول.. القرار ده ضربة معلم من حسن عبدالله.

ليه؟.. لأن القرار مش عشوائي ولا مغامرة.. ده جزء من خطة كبيرة هدفها نقل الاقتصاد المصري من مرحلة "الجذب المؤقت" لـ "الاستقرار المستدام".

تعال نبدأ من الآخر.. إيه هي الأموال الساخنة؟

دي استثمارات أجنبية بتيجي البلد عشان تستفيد من فايدة عالية وبس.. ملهاش علاقة بمصنع ولا مشروع ولا تنمية.. وبمجرد ما الفايدة تقل أو يحصل أي توتر عالمي.. بتخرج بسرعة وتسيب وراها أزمة في العملة والاحتياطي.

ومصر اتلسعت قبل كده من الموضوع ده.. لما خرج 22 مليار دولار مرة واحدة وقت حرب روسيا وأوكرانيا.. فالنهارده.. المركزي بيقول بصوت عالي: مش عايزينكوا تاني.. وده مش ضعف.. بالعكس.. دي ثقة.

ليه؟.. لأن الوضع اختلف.. أولًا: التضخم نزل بشكل واضح.. من فوق 30% لـ 9.4% في مارس 2025.. يعني مفيش داعي تفضل الفايدة عالية بالمنظر ده.. وإلا الشركات والمواطنين مش هيقدروا ياخدوا قروض ولا يحركوا السوق.

ثانيًا: مصر بدأت تعتمد على مصادر تانية للدولار.. زي صفقة رأس الحكمة بـ35 مليار دولار مع الإمارات.. وزي الاستثمارات الخليجية اللي بتدخل في مشاريع حقيقية.. مش في أدوات دين.

يعني حتى لو جزء من الأموال الساخنة خرج.. فيه بديل جاهز.. واحتياطي قوي.. والمركزي مش بيجري وراهم زي زمان.

ثالثًا: الجنيه بقى حر بعد التعويم في مارس 2024.. وده قلل المخاوف من أي أزمة مفاجئة في العملة.. والمستثمر الحقيقي بيحب الشفافية والسوق الحر.

رابعًا: المركزي بيشتغل على المدى الطويل.. مش بيفكر بس في الشهر الجاي.. هو بيبني اقتصاد عايز يشجع استثمار حقيقي مش مضاربة.

وده باين في الإصلاحات اللي شغالة في السياسات النقدية.. واللي متوافقة مع شروط صندوق النقد الدولي.

يعني القرار ده بيقول للمستثمر: مصر بتتحرك نحية الاستقرار.. مش ناحية فقاعة فايدة.

طب المواطن هيستفيد إزاي؟

لو بتخطط تاخد قرض.. سواء مشروع.. عربية.. بيت.. فالفايدة قلت.. يعني تكلفة أقل.

لو عندك قرض شغال.. وأنت على نظام فائدة متغيرة.. فيه احتمال الأقساط تقل عليك.

ولو السوق يتحرك أكتر.. يبقى في فرص شغل أكتر.. وانتعاش اقتصادي حقيقي.

طيب فين الضرر؟

اللي حاطط فلوسه في شهادات فايدتها عالية.. طبيعي يحس إن العائد بيقل.. بس ده جزء من التحول اللي لازم يحصل عشان الاقتصاد يتنفس.

في النهاية.. القرار مخاطرة محسوبة.. لكن مدروسة.. والمركزي بيقول: خلينا نكبر بمجهود حقيقي.. مش بعوائد مؤقتة.

وكل ده بيأكد إن حسن عبد الله وفريقه عندهم رؤية.. وبيشتغلوا عليها.. ومش خايفين ياخدوا قرارات جريئة طالما في مصلحة البلد.