سر التراجع المفاجئ لأسعار الدولار.. إيه اللي بيحصل في الكواليس؟
يا ترى إيه اللي خلّى الدولار يهدّي فجأة في البنوك بعد ما كان طاير زي الصاروخ؟ .. وليه الأموال الساخنة رجعت تاني لمصر؟ .. هو فيه حاجة كبيرة بتحصل في الكواليس ولا دي مجرد صدفة؟
نبدأ من الأول .. إيه اللي حصل مع الدولار؟
في الأيام اللي فاتت .. كان الدولار بيعمل حركات غريبة .. مرة يطلع زي الصاروخ .. ومرة ينزل فجأة .. لو بتتابع أسعار الصرف في البنوك .. أكيد لاحظت إن الدولار بدأ يهدّي ويتراجع بشكل ملحوظ.
بس السؤال: إيه السبب؟ .. هل البنك المركزي عمل حاجة؟ .. ولا فيه مستثمرين كبار رجعوا يحطوا فلوسهم في مصر؟ الإجابة هي مزيج من الاتنين .. بس خلينا نفهم القصة بالتفصيل.
الأموال الساخنة .. إيه هي دي أصلًا؟
الأموال الساخنة دي زي الضيف اللي بييجي بسرعة ويمشي بسرعة .. يعني استثمارات بتيجي من مستثمرين أجانب .. بيحطوا فلوسهم في حاجات زي أذون الخزانة أو السندات الحكومية عشان ياخدوا فايدة عالية في وقت قصير .. بس لو الدنيا اتلخبطت أو حسوا إن فيه مخاطر .. بياخدوا فلوسهم ويجروا في ثانية.. وده اللي حصل فعلًا في الفترة اللي فاتت .. عشان قرارات اقتصادية عالمية خلّت المستثمرين دول يتوتروا.
طب إيه علاقة ترامب بالموضوع؟
محمد الأتربي .. رئيس البنك الأهلي المصري ورئيس اتحاد البنوك .. قال كلام مهم جدًا في مؤتمر عقاري من فترة .. قال إن السياسات الاقتصادية العالمية .. زي الإجراءات الحمائية اللي فرضها دونالد ترامب لما كان رئيس أمريكا .. خلّت المستثمرين في حالة قلق كبيرة.
يعني إيه إجراءات حمائية؟
دي يعني قيود على التجارة زي زيادة الجمارك على البضايع اللي بتدخل أمريكا .. وده بيأثر على الأسواق العالمية كلها .. البورصة الأمريكية نفسها اتقلبت وهبطت بنسبة 25% بعد القرارات دي .. وبعدين لما القرارات اتأجلت 90 يوم .. رجعت ترتفع تاني!
القلق ده خلّى مستثمرين كتير يسحبوا فلوسهم من أسواق زي مصر .. يعني الأموال الساخنة دي .. اللي كانت في أذون الخزانة المصرية .. جزء كبير منها مشي .. وده اللي خلّى الدولار يطلع في الأول .. لأن لما الأجانب بيسحبوا فلوسهم .. بيحتاجوا يشتروا دولار عشان يطلعوا برا البلد .. وده بيزود الطلب على الدولار ويخلّي سعره يعلى.
طب إيه اللي رجّع الدولار للهدوء؟
دلوقتي الوضع بدأ يتغير .. الأموال الساخنة دي بترجع تاني لمصر .. ليه؟ .. عشان مصر لسه بتقدم فوايد عالية جدًا على أذون الخزانة والسندات مقارنة بأسواق تانية .. يعني المستثمر الأجنبي بيبص يلاقي إن الفايدة في مصر ممكن توصل لـ20% أو أكتر .. بينما في أمريكا أو أوروبا الفايدة بتكون 2 أو 3% بس .. فالفلوس بدأت ترجع .. وده خلّى الضغط على الدولار يقل .. وسعره يبدأ ينزل في البنوك.
بس فيه نقطة مهمة ..الأتربي قال كلام تاني يستاهل نفكر فيه .. إن التمويل العقاري في مصر لسه ضعيف جدًا .. يعني إجمالي الفلوس اللي البنوك وشركات التمويل بتديها للناس عشان يشتروا بيوت أو عقارات .. مش بيتعدى 80 مليار جنيه .. ودي نسبة صغيرة جدًا .. 1% بس من الناتج المحلي المصري .. بينما في دول تانية بتبقى من 30 لـ60%! .. يعني لو عايزين الاقتصاد يتحرك أكتر .. لازم نهتم بمجالات زي التمويل العقاري .. لأنها بتسحب استثمارات وبتخلّي الناس تصرف أكتر.
