جولدمان ساكس: جيروم باول لن يتسرع في تخفيف السياسة وسيبقى على الحياد حتى تتغير سياسات ترامب
من المتوقع أن يظل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بقيادة رئيسه جيروم باول، على الحياد في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي ومخاوف التضخم، على الرغم من أن الأسواق كانت تتوقع سابقًا تخفيضات في أسعار الفائدة.
وزادت سياسات ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية من التقلبات، مما جعل الاحتياطي الفيدرالي أكثر اعتمادًا على البيانات.
ويتوقع المحللون خفض أسعار الفائدة مرتين في عام 2025، لكنهم يحذرون من أن الاحتياطي الفيدرالي سينتظر تدهورًا اقتصاديًا واضحًا قبل اتخاذ أي خطوات.
وحتى قبل توليه منصبه، سعى دونالد ترامب إلى إحالة قرارات الاحتياطي الفيدرالي إلى الرأي العام، ولكن بينما يصر مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي على أنهم مسؤولون أمام الجمهور، تجنب الرئيس جيروم باول الصدام المباشر مع البيت الأبيض.
والآن، ومع تفاقم تقلبات السوق بسبب سياسات ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية، تتوقع وول ستريت أن يظل الاحتياطي الفيدرالي على الحياد، دون أي تحرك في أسعار الفائدة عقب اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هذا الأسبوع.
سلسلة من التخفيضات "التطبيعية"
وتوقع المحللون سلسلة من التخفيضات "التطبيعية" لتحفيز النمو الاقتصادي، إلا أن الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة على شركاء تجاريين رئيسيين - بما في ذلك الصين والمكسيك وكندا - والتي قد تؤدي إلى تضخم الأسعار، قد أجّلت هذه التوقعات.
وكما صرّح ديفيد ميريكل، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في جولدمان ساكس: "في اجتماعها في مارس هذا الأسبوع، من المرجح أن تُؤكّد اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) أنها ليست في عجلة من أمرها لإجراء المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة، وأنها تنوي البقاء على الحياد حتى تصبح التغييرات في السياسات في ظل الإدارة الجديدة أقل تقلبًا وعدم يقين، وتصبح التوقعات أكثر وضوحًا.
وأضاف: "إنّ ارتفاع حالة عدم اليقين بشأن السياسات، واحتمالية زيادة الرسوم الجمركية وارتفاع التضخم هذا العام، يعني أن تخفيضات التطبيع التي وضعها المشاركون في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في الرسم البياني النقطي نهاية العام الماضي تبدو الآن أبعد من الواقع.. لكننا نعتقد أن قيادة الاحتياطي الفيدرالي ستفضل، مع ذلك، أن يستمر متوسط الرسم البياني النقطي لعام 2025 في إظهار تخفيضين هذا العام لتجنب زيادة الاضطرابات الأخيرة في السوق، حتى وإن كان تفسير ذلك كتوقع نموذجي أمرًا صعبًا بعض الشيء."
ونتيجةً لذلك، يتوقع جولدمان الآن خفضين في عام 2025 إلى 3.875%، وخفضين في عام 2026 إلى 3.375%، وخفضًا واحدًا في عام 2027 إلى 3.125%.
توقعات تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي
وفي المقابل، عدّل ميريكل متوسط توقعاته لتضخم نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي برفعه بمقدار 0.3 نقطة مئوية إلى 2.8% لعام 2025، وخفض الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 0.3 نقطة مئوية إلى 1.8%.
وصرح جريج ماكبرايد، كبير المحللين الماليين في بنكريت: "سيبقى الاحتياطي الفيدرالي متمسكًا بموقفه في اجتماع هذا الأسبوع. إن استمرار التضخم وعدم اليقين الاقتصادي الأخير سيجعلانه أكثر اعتمادًا على البيانات في الأسابيع والأشهر المقبلة".
وأوضح ماكبرايد أيضًا سبب تحول موقف "الشارع" من التطلع إلى التخفيضات، بعد أن خسر عامًا: "في حين أن فكرة خفض أسعار الفائدة مغرية للعديد من المستهلكين والشركات، فإن سبب انخفاض أسعار الفائدة مهم للغاية. نريد أن تنخفض أسعار الفائدة بسبب انخفاض التضخم، وليس بسبب الضعف الاقتصادي.
وتابع: "كان الانخفاض الأخير في أسعار الرهن العقاري مدفوعًا بمخاوف الضعف الاقتصادي، لذا كن حذرًا مما تتمناه."
الرسوم الجمركية على رادار باول
على الرغم من إصرار الرئيس ترامب على رغبته في رؤية أسعار فائدة منخفضة - حتى أنه ذهب إلى حد التهديد بإقالة باول إذا لم يمتثل - إلا أن السياسي الجمهوري أعلن عن سياسات كان لها تأثير معاكس تمامًا.
كانت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، التي تجتمع ثماني مرات هذا العام، قد أعربت في يناير عن قلقها بشأن خطاب ترامب بشأن الرسوم الجمركية، والذي قد يؤدي في النهاية إلى رفع الأسعار على المستهلكين.
وتزايدت مخاوفهم منذ ذلك الحين: ففي فبراير، لم تجتمع اللجنة، وبحلول مارس، دخلت مجموعة أخرى من الرسوم الجمركية حيز التنفيذ أو تم التهديد بفرضها.
مع اقتراب الثاني من أبريل - وهو التاريخ الذي توقعه الكثيرون في وول ستريت كيوم حاسم لإعلان التعريفات الجمركية الشاملة - من المرجح أن تكون المخاطر التي أبرزتها اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة سابقًا قد ازدادت بشكل ملحوظ.
مع تزايد حالة عدم اليقين وتزايد توقعات التضخم لدى المستهلكين، أضاف البروفيسور جيريمي سيجل أنه على الرغم من الإغراءات التي يقدمها ترامب، من المرجح أن يُبقي باول أوراقه سرية.
