لماذا يرتفع سعر الذهب؟

وسط الاضطرابات الاقتصادية الواسعة النطاق، ارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات لم نشهدها من قبل وتجاوز سعر العقود الآجلة للذهب 3000 دولار للأونصة لأول مرة هذا الأسبوع ويتبعه سعر شراء الذهب في السوق الفورية بنيويورك مباشرةً.
قد يرتفع الإقبال على شراء الذهب بشكل حاد في أوقات عدم اليقين، حيث يبحث المستثمرون القلقون عن ملاذات آمنة لأموالهم وتشهد أسعار الذهب ارتفاعًا حادًا الآن، إذ أشعلت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية حربًا تجارية دولية هزت الأسواق المالية وهددت بإعادة إشعال التضخم للأسر والشركات على حد سواء.
وإذا استمرت هذه الاتجاهات، يتوقع المحللون أن يواصل سعر الذهب ارتفاعه في الأشهر المقبلة ولكن المعادن الثمينة أيضًا أصول متقلبة، وبالتالي فإن المستقبل غير مضمون.
ما هو سعر الذهب اليوم؟
سجل سعر الذهب الفوري في نيويورك يوم الخميس عند مستوى قياسي بلغ 3004 دولارًا للأونصة وهو المعيار المستخدم لقياس المعادن الثمينة، والذي يعادل 31 جرامًا وهذا أعلى بأكثر من 825 دولارًا من سعر الذهب الفوري قبل عام.
تجاوزت العقود الآجلة للذهب حاجز الـ 3000 دولار أمريكي ولكن مع ظهر يوم الجمعة، وانخفضت إلى ما يزيد قليلاً عن 2990 دولارًا أمريكيًا.
وارتفع سعر الذهب الفوري بنحو 14% منذ بداية عام 2025، وفي المقابل، تراجعت سوق الأسهم فقد انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي بأكثر من 5% هذا العام، مع تراجع حتى أسهم الشركات الكبرى وعلى سبيل المثال، شهدت شركة آبل أسوأ أسبوع لها منذ خمس سنوات.
لماذا يرتفع سعر الذهب؟
يعود جزء كبير من الأمر إلى حالة عدم اليقين وعادةً ما يرتفع الإقبال على شراء الذهب عندما يشعر المستثمرون بالقلق، وقد شهدت الأشهر الأخيرة اضطرابات اقتصادية شديدة.
واليوم، يكمن أشدّ غموض في حرب ترامب التجارية المتصاعدة فقد خلقت إعلانات ترامب المتقطعة عن فرض رسوم جديدة، وفرض بعض أقرب حلفاء الولايات المتحدة التقليديين رسومًا جمركية انتقامية، شعورًا بالصدمة لكلٍّ من الشركات والمستهلكين، الذين يقول الاقتصاديون إنهم سيدفعون الثمن من خلال رفع الأسعار.
وبدأت ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة بالتراجع مع بداية العام، سواءً للأسر أو الشركات، بسبب مخاوف التضخم والرسوم الجمركية ويبدو أن هذه المخاوف تتفاقم، وفقًا لمسح أولي أصدرته جامعة ميشيغان يوم الجمعة.
وانخفض مؤشر ثقة المستهلكين للشهر الثالث على التوالي، ويعزى ذلك في الغالب إلى المخاوف بشأن المستقبل.

وقال جو كافاتوني، كبير استراتيجيي السوق في مجلس الذهب العالمي، اليوم الجمعة، إنه وآخرين كانوا يتوقعون أحدث إنجاز للذهب منذ أشهر - مشيرًا إلى أن "التحديات والمخاطر العالمية التي تأتي مع إدارة الأموال اليوم" قد زادت من القلق وتسببت في لجوء المزيد والمزيد من الناس إلى الأصول باعتبارها "ملاذًا آمنًا".
وأضاف أن "هذا هو ما دفع الذهب إلى تحطيم الأرقام القياسية تلو الأخرى حتى الآن، ومع ارتفاع توقعات التضخم وانخفاض أسعار الفائدة واستمرار حالة عدم اليقين، فإننا نستمر في رؤية الدعم للذهب في المستقبل".
وعلى مدار العام الماضي، أشار المحللون أيضًا إلى الطلب القوي على الذهب من جانب البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم وسط التوترات الجيوسياسية، بما في ذلك الحروب في غزة وأوكرانيا.
هل الذهب يستحق الاستثمار؟
يُطلق مُؤيدو الاستثمار في الذهب عليه لقب "الملاذ الآمن"، مُجادلين بأن هذه السلعة يُمكن أن تُساعد على تنويع محفظة استثماراتك وتحقيق التوازن فيها، بالإضافة إلى الحد من المخاطر المُحتملة في المستقبل كما يُفضل البعض شراء شيء ملموس يُمكن أن تزيد قيمته مع مرور الوقت.
مع ذلك، يحذر الخبراء من وضع كل البيض في سلة واحدة ولا يتفق الجميع على أن الذهب استثمار جيد حيث يقول النقاد إن الذهب ليس دائمًا وسيلةً للتحوط من التضخم، كما يعتقد الكثيرون، وإن هناك طرقًا أكثر فعالية للحماية من خسارة رأس المال المحتملة، مثل الاستثمارات القائمة على المشتقات المالية.
وسبق لخبراء حذروا الناس من الاستثمار في الذهب حيث أن المعادن النفيسة قد تكون شديدة التقلب، وأن أسعارها ترتفع مع ارتفاع الطلب، ما يعني أنه "عندما يكون القلق الاقتصادي أو عدم الاستقرار مرتفعًا، فإن من يستفيدون عادةً من المعادن النفيسة هم البائعون.