توقعات أسعار الذهب في مصر.. وهل حان وقت البيع أم الشراء؟

شهدت أسعار الذهب في مصر تقلبات ملحوظة في الفترة الأخيرة، حيث وصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 4115 جنيهًا، متأثرا بعدة عوامل محلية وعالمية. 

أسعار الذهب في مصر 

أما على الصعيد العالمي، فقد شهدت أسعار الذهب انخفاضا من 2950 دولارا إلى 2885 دولارا للأوقية، ويعزى ذلك إلى هدوء الاضطرابات السياسية واقتراب انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، في المقابل، لا تزال منطقة الشرق الأوسط تشهد توترات جيوسياسية، مثل استمرار الصراعات في غزة وسوريا، مما يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن في هذه المناطق.

بنوك مركزية تزيد شهيتها من شراء الذهب | إنفوجراف

الذهب يتراجع بسبب ارتفاع الدولار

مع هذه التقلبات، يجد المستثمرون والمستهلكون أنفسهم أمام تساؤل مهم: هل الوقت الحالي مناسب لبيع أو شراء الذهب في مصر؟ في ظل المشهد الضبابي وتغيرات السياسات العالمية، يصبح اتخاذ قرار البيع أو الشراء تحديًا يتطلب دراسة متأنية للعوامل المؤثرة على السوق وتوقعات الخبراء للفترة المقبلة.

سبب انخفاض أسعار الذهب عالميا 

وقال المهندس لطفي المنيب، نائب رئيس شعبة الذهب، إن أسعار الذهب وصلت حاليا إلى 4115 جنيها، بينما بلغ سعر الأوقية عالميا 2885 دولارا، مشيرا إلى أن التراجع العالمي للذهب جاء بعد انخفاضه من 2950 دولارًا إلى 2885 دولارًا نتيجة لعدة عوامل، أبرزها هدوء الاضطرابات السياسية والاقتراب من إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

وأضاف "المنيب"، في تصريح خاص لـ بانكير، أن انخفاض سعر الذهب عالميا، جاء كرد فعل على التصريحات السياسية التي تشير إلى التهدئة، خاصة بعد إعلان أوكرانيا موافقتها على اتفاقية المعادن، مما عزز التوقعات بقرب انتهاء النزاع، وهو ما انعكس على الأسواق العالمية.

وأكد أن جميع المؤشرات تشير إلى اقتراب إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، الأمر الذي يعني استئناف تصدير الغاز إلى أوروبا وعودة حركة التجارة العالمية إلى طبيعتها، مما دفع المستثمرين إلى الاتجاه نحو الاستثمار المباشر بدلا من اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن، وهو ما أدى إلى انخفاض أسعاره عالميا.

سبب ارتفاع أسعار الذهب في مصر

أما فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، فقد أوضح "المنيب" أن التوترات الجيوسياسية لا تزال قائمة، حيث لم تنتهِ الحرب في غزة، كما برزت مؤشرات على اندلاع حرب أهلية في سوريا، مما يعني أن المنطقة لم تشهد تهدئة حقيقية بعد، لافتا إلى أن هذه الاضطرابات تسببت في ارتفاع أسعار الذهب محليا، في اتجاه معاكس تماما لما يحدث عالميا.

وأشار نائب رئيس شعبة الذهب، إلى أن استمرار الصراعات في المنطقة، إلى جانب حالة الركود التجاري، كانا السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار الذهب محليا، حيث أدى ذلك إلى زيادة الطلب عليه باعتباره ملاذا آمنا في ظل عدم الاستقرار.

نقص في السيولة بسبب كثرة عمليات بيع الذهب 

وأضاف "المنيب" أن الأسواق تشهد حاليا اتجاها قويا نحو بيع الذهب الادخاري، إما لتعويض الخسائر التي تكبدها البعض بعد شرائه في ذروته حين بلغ 4200 جنيه، أو لتحقيق أرباح مع الارتفاع الحالي في الأسعار، ونتيجة لذلك، تعاني الأسواق من نقص حاد في السيولة، حيث يكثر البائعون ولا توجد عمليات شراء.

بيع أم شراء الذهب الآن؟

وفيما يخص النصائح المتعلقة بالبيع أو الشراء، أوضح "المنيب" أنه من الصعب تقديم أي توصية في ظل المشهد الضبابي الحالي، حيث تتحكم السياسات العالمية في حركة الأسعار، موضحا أن أي تصريح سياسي، خاصة من الولايات المتحدة، قد يغير المشهد بالكامل، لافتا إلى أن تصريحا واحدا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد يؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض الأسعار بشكل مفاجئ.

واختتم المنيب حديثه قائلًا: "الأسواق تعيش حالة من عدم اليقين، وقد تتغير الأوضاع بين ليلة وضحاها، لذا لا يمكن الجزم ما إذا كان الوقت مناسبًا للشراء أو البيع في ظل هذه الظروف".