الإثنين 10 مارس 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
اقتصاد مصر

انجاز حكومي نادر.. ايه اللي الحدث اللي كشفه مدبولي

الأحد 09/مارس/2025 - 08:00 ص
الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي

ايه الحدث المهم والتاريخي اللي حصل في مصر ومحدش ركز معاه من المصريين في زحمة رمضان .. وايه اللي قاله مدبولي ومخدناس بالنا منه.

مصر على مدار سنين طويلة جدا كان عندها أزمة في موارد الدولار ودا غالبا من الستينات بعد دخول مصر في حروب وتأثر الاقتصاد وزيادة الواردات وتباطؤ التصنيع المحلي ومع مرور الوقت والزيادة السكانية وطول مدة الحرب من 67 لغاية 73 واللي حصل بعدها استمرت أزمة الدولار في التفاهم وبقي صعب توفره وعشان كده أطلقوا عليه العملة الصعبة وكانت مشكلة مصر أن مصروفاتها كانت أكبر من مواردها يعني اللي جاي اقل من اللي رايح زي ما بيقول المصريين وطبعا الحكومة بتعوض الفجوة والفرق دا من الاستدانة والقروض وإجراءات تانية..

المفاجأة بقي أن  الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الحكومة صرح قريب إن لاول مرة في تاريخ الموازنة المصرية تتساوي الإيرادات الدولارية مع المصروفات وده معناه أن اللي جاي بقي على قد اللي رايح ودا إنجاز تاريخي ويحسب لحكومة الدكتور مدبولي..

 طيب دا معناه ايه في لغة أهل الاقتصاد؟

شوف حضرتك دا مؤشر إيجابي جدا وهيرفعك السكينة من على رقبة الجنيه بالبلدي كده بسبب كثرة الضغوط عليه مع العجز أمام الدولار وحسب خبراء الاقتصاد التوازن اللي حصل في ميزان الإيرادات والمصروفات ليه فوايد كتير جدا منها تحقيق الاستدامة المالية في السوق المصرفي ودا هيقلل من اعتماد مصر على التمويل الخارجي بالدولار وبالتالي تخفيف أعباء الديون والفوائد المستحقة عليها كمان وتاني حاجة أن الخطوة دي هتساعد في استقرار سعر الصرف لأنه لما إيرادات الدولة الدولارية تكون كافية لتغطية مصروفاتها دا بيقلل الضغط على الجنيه المصري طبعا ودا هيساهم في استقرار أو تحسن قيمته أمام العملات الأجنبية وخاصة الوحش الأخضر..

كمان توازن المصروفات مع الإيرادات لاول مرة في تاريخ الموازنة هيعزز الثقة في الاقتصاد المصري ودا لأن المستثمرين الأجانب والمؤسسات المالية الدولية هيعتبروه مؤشر على قوة الاقتصاد وبالتالي زيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر لمصر وكمان فيه حاجة مهمة جدا هتحصل بعد تصريحات مدبولي وهي  تحسن التصنيف الائتماني لأن الدول اللي بتحقق توازن بين إيراداتها ومصروفاتها الدولارية بتقل احتمالية تعرضها لأزمات ديون ودا طبعا هيرفع تصنيفها الائتماني وهيخفض تكلفة الاقتراض في المستقبل.

وفيه حاجة تانية مهمة جدا في تحقيق التوازن المالي الأخير وهي تقليل الضغوط التضخمية لأن الحكومة مش هتضطر تقترض بالعملات الأجنبية وبالتالي زيادة الأسعار ودا هيساعد في الحد من التضخم المرتبط بارتفاع أسعار السلع المستوردة.

ورغم كل الإيجابيات اللي قلناها عن تحقيق التوازن بين الإيرادات والمصروفات في الموازنة المصرية لكن فيه حاجة تانية أهم بكتير وهي إنه طالما مصر وصلت لمرحلة التوازن دي فأكيد في الأيام الجاية هتقدر تقلب الميزان القديم وتخلي لاول مرة بدرو الإيرادات اكتر من المصروفات بعد ما كانت العكس على مدار سنين ودا طبعا هيكون معناه إن مصر وصلت لمرحلة نهاية سطوة الدولار وعودة الجنيه من تاني.