البنك المركزي الأوروبي يقترب من خفض الفائدة غدا وسط ركود اقتصادي في منطقة اليورو

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة على الودائع بمقدار 25 نقطة أساس (25 نقطة أساس) في اجتماعه غدا 6 مارس، مما يخفض السعر إلى 2.50٪، وهذا من شأنه أن يمثل خطوة أخرى في دورة تخفيف البنك المركزي الأوروبي في محاولته تقديم التحفيز للاقتصاد المتعثر في منطقة اليورو.
وعززت البيانات الاقتصادية الأخيرة الحجة لصالح استمرار التيسير النقدي، حيث لم يُظهِر اقتصاد منطقة اليورو أي نمو في الربع الرابع من عام 2024، ويأتي هذا الركود بعد فترة طويلة من الأداء الضعيف الذي ترك تعافي الكتلة متخلفًا بشكل كبير عن الاقتصادات الكبرى الأخرى.
أظهر قطاع الخدمات، وهو محرك نمو موثوق به عادةً، توسعًا ضئيلًا فقط في الأشهر الأخيرة، وفي الوقت نفسه، لا يزال قطاع التصنيع يعاني من الانكماش، مما يخلق خلفية اقتصادية صعبة لصناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي وهم يتداولون بشأن تدابير السياسة النقدية المناسبة.
وقام المشاركون في السوق بتسعير خفض أسعار الفائدة في مارس بالكامل، حيث تعكس تجارة النقد الأجنبي باليورو هذه التوقعات وواجهت العملة الموحدة ضغوطًا هبوطية قبل الاجتماع حيث يتوقع المتداولون اتساع الفارق في أسعار الفائدة مع الاقتصادات الكبرى الأخرى.
التضخم المستمر يعقد قرارات السياسة
وعلى الرغم من الحجة الاقتصادية الواضحة لتخفيف السياسة النقدية، يواجه البنك المركزي الأوروبي تعقيدات ناجمة عن الضغوط التضخمية المستمرة وبرز التضخم في قطاع الخدمات كمصدر قلق خاص، حيث ارتفعت الأسعار بأسرع وتيرة لها في عشرة أشهر وفقًا لأحدث البيانات.
إن هذا الثبات التضخمي يشكل معضلة كبيرة للبنك المركزي، الذي يتعين عليه أن يوازن بين تفويضه باستقرار الأسعار والمخاوف المتزايدة بشأن الركود الاقتصادي ويظل هدف البنك المركزي الأوروبي المتمثل في التضخم بنسبة 2% يشكل تحديًا لتحقيقه باستمرار في البيئة الحالية.
وظل نمو الأجور في جميع أنحاء منطقة اليورو قويًا نسبيًا، مما ساهم في استمرار ضغوط أسعار الخدمات، وقد سلط مسؤولو البنك المركزي الأوروبي الضوء مرارًا وتكرارًا على هذا العامل باعتباره اعتبارًا رئيسيًا في مداولاتهم بشأن الوتيرة المناسبة للتيسير النقدي.
يواجه البنك المركزي المهمة الدقيقة المتمثلة في معايرة استجابته السياسية لتوفير الدعم الاقتصادي دون المخاطرة بعودة التضخم على نطاق أوسع وقد أدى هذا التحدي إلى انقسامات داخل مجلس الإدارة حول كيفية خفض أسعار الفائدة بقوة حتى عام 2025.
توقعات السوق لمسار أسعار الفائدة في المستقبل
وبالنظر إلى ما هو أبعد من اجتماع مارس، تشير تسعيرات السوق إلى أن المتداولين يتوقعون سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة الإضافية طوال عام 2025، وتشير التوقعات الحالية إلى أن سعر الفائدة على الودائع قد يصل إلى نطاق يتراوح بين 1.75٪ و 2.00٪ بحلول نهاية العام، مما يعكس توقعًا للتحديات الاقتصادية المستمرة.
وتشير توقعات السوق هذه إلى أن المتداولين يتوقعون أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة واحدة تقريبًا كل ربع سنة طوال العام، ومع ذلك، قد تتسارع الوتيرة إذا تدهورت الظروف الاقتصادية بشكل أكبر أو أظهرت ضغوط التضخم علامات أكثر أهمية على التخفيف.
واتخذ المستثمرون موقفًا وفقًا لذلك، حيث حددت أسواق السندات أسعارها في هذا المسار المتوقع للتيسير النقدي، وانخفضت عائدات السندات السيادية الأوروبية تحسبًا لاستمرار السياسة التيسيرية.
ويظل مسار أسعار الفائدة المتوقع خاضعًا لعدم اليقين الكبير، خاصة بالنظر إلى نهج البنك المركزي الأوروبي المعتمد على البيانات وإن المؤشرات الاقتصادية الواردة وقراءات التضخم ستكون حاسمة في تشكيل قرارات البنك المركزي في الأشهر المقبلة.
وعلى الرغم من إجماع السوق على سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة، فإن المناقشات الداخلية داخل البنك المركزي الأوروبي تسلط الضوء على وجهات نظر متباينة بشأن استراتيجية السياسة النقدية المناسبة، وقد دعا بعض المسؤولين إلى اتباع نهج أكثر حذرا في التخفيف، مؤكدين على الحاجة إلى التقييم الدقيق للبيانات الاقتصادية.
وأثر التحول الحمائمي للبنك المركزي الأوروبي بالفعل على اليورو، الذي واجه رياحًا معاكسة ضد العملات الرئيسية مثل الدولار ويراقب متداولو الفوركس عن كثب اتصالات البنك المركزي الأوروبي بحثًا عن إشارات حول مسار أسعار الفائدة في المستقبل، حيث من المرجح أن يؤدي هذا إلى تحركات العملة.
وأظهرت الأسهم الأوروبية استجابة مختلطة لدورة التيسير المتوقعة من البنك المركزي الأوروبي. في حين تدعم تكاليف الاقتراض المنخفضة عمومًا تقييمات الأسهم، فإن المخاوف بشأن النمو الاقتصادي خففت من الحماس، وخاصة بالنسبة للقطاعات التي تعتمد بشكل كبير على الطلب المحلي في منطقة اليورو.
استجابت أسواق السندات بشكل أكثر حسمًا، مع انخفاض العائدات على الديون الحكومية في جميع أنحاء منطقة اليورو تحسبًا لاستمرار التيسير النقدي. اتسعت الفجوة بين عائدات السندات الأوروبية والأمريكية، مما يعكس توقعات متباينة للسياسة النقدية.
يتعامل المستثمرون الذين يتعاملون مع الأسواق الأوروبية مع هذه البيئة المعقدة بعناية، ويزنون الفرص المحتملة من التيسير النقدي على خلفية الأساسيات الاقتصادية الضعيفة باستمرار باستخدام الأدوات المتاحة من خلال منصات التداول المختلفة.