بنك تايلاند: تعريفات ترامب الجمركية لن تضطرنا لخفض أسعار الفائدة

دافع البنك المركزي التايلاندي عن موقفه من السياسة النقدية باعتباره "قويًا" بما يكفي لتحمل التقلبات الناجمة عن أحدث التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الشركاء التجاريين، مشيرًا إلى أنه قد يمتنع عن المزيد من التيسير بعد التخفيض المفاجئ الأسبوع الماضي.

وقال نائب محافظ بنك تايلاند بيتي ديسياتات في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج اليوم الثلاثاء في بانكوك: "تم معايرة أحدث تخفيض لدينا ليكون قويًا للعديد من السيناريوهات بما في ذلك تصعيد التعريفات الجمركية" .. و"بيتي" جزء من لجنة السياسة النقدية المكونة من سبعة أعضاء في بنك تايلاند.

وعلى الرغم من مضاعفة ترامب للتعريفات الجمركية المخطط لها على الصين إلى 20٪، فإن أحدث خفض لسعر الفائدة من قبل بنك تايلاند إلى 2٪ كافٍ لمعالجة أي تداعيات على الاقتصاد العالمي والمحلي، كما قال بيتي. 

وأضاف أن الجزء الأكبر من تأثير التعريفات الجمركية الأمريكية على الصين سيأتي من "الـ 10% الأولى" التي أشار إليها ترامب في البداية، ويبقى أن نرى ما قد تفعله الـ 10% الإضافية.

وقال بيتي: "في المستقبل المنظور، فإن الموقف الذي نتخذه قادر على استيعاب هذه الصدمات. وسوف يتطلب الأمر صدمة سلبية أخرى كبيرة جدًا حتى نعيد النظر في موقفنا".

فاجأ بنك تايلاند الأسبوع الماضي السوق بخفض أسعار الفائدة للمرة الثانية في أربعة أشهر فقط لدعم ثاني أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا. وجاء التخفيف بعد بيانات نمو مخيبة للآمال ومناشدة مباشرة من رئيس الوزراء بايتونجتارن شيناواترا، الذي دفعت إدارته إلى خفض تكاليف الاقتراض وهدف تضخم أعلى لتحفيز الاستهلاك والإقراض.

وفي حين لم يراجع البنك المركزي رسميًا توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.9٪ هذا العام، قال المسؤولون إن التوسع من المرجح أن يأتي بأكثر من 2.5٪. في عام 2024، نما الناتج المحلي الإجمالي في تايلاند بنسبة 2.5٪، وهو أقل من تقديرات خبراء الاقتصاد ونصف وتيرة إندونيسيا المجاورة.

في تقرير ردًا على تعليقات بيتي، وصف الخبير الاقتصادي في ستاندرد تشارترد تيم ليلهافان النبرة العامة لبنك تايلاند بأنها "محايدة إلى متساهلة" وكتب أنه يتوقع مراجعة التوقعات الاقتصادية إلى الأسفل في اجتماع أبريل، وبينما يتوقع أن ينتظر بنك تايلاند حتى يونيو لخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى 1.75٪، فإنه يرى أيضًا خطرًا يتمثل في إجراء الخفض في وقت مبكر من الشهر المقبل.

التأثيرات التجارية

قال محافظ بنك تايلاند سيثابوت سوتيوارتناروبوت الشهر الماضي إنه يعتبر التأثيرات غير المباشرة للسياسة التجارية التحدي الرئيسي للبنك المركزي، محذرًا من أنه "من الصعب بشكل خاص" التعامل مع الصدمات من جانب العرض. أعرب نائبه عن نفس المخاوف يوم الثلاثاء، بعد ساعات فقط من تصعيد ترامب لتهديداته بالرسوم الجمركية ضد الصين والمكسيك وكندا.

وقال بيتي: "إذا اشتدت حرب الأسعار، فهناك خطر من تكثيف الواردات من العديد من البلدان، بما في ذلك الصين".. وقد تتأثر تايلاند أيضًا بشكل غير مباشر بانخفاض الطلب على السلع الصينية لأن تايلاند جزء من سلسلة توريد الشحنات إلى الصين. وأضاف أن البنك المركزي يراقب قطاع التصنيع، وخاصة شركات صناعة السيارات، "عن كثب".

وحثت الحكومة البنك المركزي على ضمان بقاء البات تنافسيًا للمصدرين حيث تضع الدولة المعتمدة على التجارة خططًا لتعزيز النمو السنوي فوق 3٪. تقدمت العملة التايلاندية بأكثر من 5٪ مقابل الدولار في الأشهر الـ 12 الماضية، مما يهدد قطاعي التصدير والسياحة الرئيسيين في البلاد، في حين انخفضت عملات الدول المجاورة إندونيسيا والفلبين بأكثر من 3٪ خلال نفس الفترة.

وقال بيتي إن تحركات البات تعكس بشكل أساسي أساسيات تايلاند حتى الآن و"لا نرى مشاكل كبيرة مع مستوى سعر الصرف". وقال إن البنك المركزي سيواصل مراقبة أي تقلبات مفرطة قد تؤثر على التدفقات النقدية للشركات وتضخم الصدمات في الاقتصاد.

كان هناك نزاع مستمر بين الحكومة وبنك تايلاند حول أفضل طريقة لتعزيز الاقتصاد، مع الخلاف حول السياسة النقدية وهدف التضخم.

من المقرر أن تعين الأمة بيروقراطيًا سابقًا كرئيس جديد لبنك تايلاند. كان سومتشاي سوجابونجسي، 63 عامًا، يُنظر إليه على أنه مرشح تسوية بعد أن عارض المحافظون السابقون والاقتصاديون اختيار الحكومة الأول، وزير المالية السابق كيتيرات نا رانونج، علنًا واعتبر في النهاية غير مناسب بسبب صلاته بحزب فو تاي الحاكم.

قال بيتي إن بنك تايلاند "سعيد للغاية" بانتهاء عملية اختيار رئيس مجلس الإدارة الجديد وتتطلع الوكالة إلى العمل بشكل وثيق مع سومتشاي.

وتابع: "لقد كانت لدينا دائمًا علاقة عمل جيدة ولا يوجد سبب يمنع استمرار ذلك".