مصر تستعد لحدث عالمي في أكتوبر 2025.. مشروع القرن يدر على الدولة مليارات الدولارات
يمثل ميناء ومدينة جرجوب الصناعية نقلة نوعية في استراتيجية مصر لتعزيز موقعها كمركز تجاري عالمي على البحر المتوسط، حيث يقع المشروع على بعد 70 كيلومترًا غرب مرسى مطروح بمدينة النجيلة، ليكون بوابة اقتصادية تربط أوروبا بإفريقيا، مستفيدًا من موقعه الاستراتيجي القريب من سواحل القارة الأوروبية، ومن ارتباطه المباشر بشبكة الطرق القومية، خاصة الطريق الساحلي الدولي.
ميناء جرجوب.. متى يبدأ العمل؟
بدأ تنفيذ ميناء ومدينة جرجوب الصناعية في أكتوبر 2015 ضمن خطة طموحة لتعزيز مكانة مصر كمركز لوجيستي وتجاري عالمي على البحر المتوسط.
ويستهدف المشروع تحقيق تنمية اقتصادية متكاملة في شمال غرب مصر، من خلال إنشاء بنية تحتية متطورة تدعم التجارة والصناعة والسياحة، ومن المقرر الانتهاء من أعمال تطوير الميناء في أكتوبر 2025، ليصبح جاهزًا للتشغيل الكامل، مما يعزز حركة التجارة الدولية ويرسخ دور مصر كبوابة محورية تربط الأسواق الأوروبية والإفريقية.
يأتي مشروع ميناء جرجوب ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى تحويل شمال غرب مصر إلى قطب استثماري عالمي، حيث لا يقتصر دوره على تطوير البنية التحتية للنقل البحري، بل يمتد ليشمل إقامة مجتمع عمراني متكامل، يضم منطقة اقتصادية ولوجستية، وصناعات متطورة، وميناءً تجاريًا وسياحيًا عالميًا، ومناطق سكنية وترفيهية متكاملة، مع توفير أكثر من 30 ألف فرصة عمل، ما يسهم في تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة بالمنطقة.
قدرات ميناء جرجوب ومزاياه التنافسية
يمتد المشروع على مساحة 500 ألف متر مربع، تشمل أرصفة تجارية بطول إجمالي 7 كيلومترات، مع رصيف متخصص بطول 500 متر وعمق 17 مترًا، قادر على استقبال أضخم سفن الصب الجاف والغلال، مما يجعله من الموانئ القادرة على استيعاب حركة الملاحة العالمية بكفاءة عالية.
كما يشمل المشروع حاجزًا بحريًا بطول 3 كيلومترات لحماية الميناء من الأمواج، ومنطقة دوران للسفن بقطر 450 مترًا، لضمان سهولة مناولة البضائع وتيسير العمليات التشغيلية.
خطة تطوير شاملة تعزز مكانة مصر الاقتصادية
يمثل ميناء جرجوب جزءًا من رؤية مصر 2030، التي تستهدف تعزيز التجارة والاستثمار، من خلال إنشاء 15 مدينة جديدة على غرار مدينة العلمين، وتطوير مدينة رأس الحكمة بمواصفات عالمية، واستصلاح أكثر من 250 ألف فدان لدعم القطاع الزراعي.
كما تتضمن الخطة إقامة منطقة اقتصادية ولوجستية متكاملة، تستهدف جذب الاستثمارات الصناعية والتجارية، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للخدمات اللوجستية.
ميناء عالمي ووجهة سياحية
يتم تنفيذ المشروع وفق نظام B.O.T، حيث تمتلك مصر 51% من حصته، بينما يتم تنفيذه بالشراكة مع تحالف يضم 16 شركة عالمية متخصصة في تطوير الموانئ والبنية التحتية.
ويشمل الميناء أيضًا إنشاء ميناء عالمي للحاويات، يخدم المشروعات التجارية والصناعية الكبرى، إلى جانب فنادق ومنتجعات سياحية عالمية، ومناطق سكنية وخدمية، تضم مدارس وملاعب ومراكز استشفائية، مما يعزز جاذبية المنطقة كوجهة اقتصادية وسياحية متكاملة.
أهمية ميناء جرجوب الاقتصادية
يعكس مشروع جرجوب نموذجًا متكاملًا للتنمية، حيث يجمع بين التجارة، والصناعة، والسياحة، والخدمات اللوجستية، مما يجعله قاطرة جديدة للنمو الاقتصادي في مصر.
كما يسهم ميناء جرجوب في تعزيز حركة التجارة الدولية عبر البحر المتوسط، ويخلق مجتمعات عمرانية متطورة، توفر بيئة اقتصادية جاذبة للاستثمارات، ما يضع شمال غرب مصر على خريطة التنمية العالمية بقوة.
بهذا التصور، يتحول ميناء جرجوب من مجرد مشروع ميناء جديد، إلى ركيزة اقتصادية متكاملة، تعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للتجارة والاستثمار، وتفتح آفاقًا جديدة للتنمية الشاملة.
