وزير المالية الباكستاني: الممرات التجارية الإقليمية ستكتسب أهمية متزايدة في الفترة المقبلة

قال وزير المالية الباكستاني محمد أورنجزيب، إن التجارة والاستثمار يلعبان دوراً محورياً في دعم النمو، وأن الممرات التجارية الإقليمية ستكتسب أهمية متزايدة في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن باكستان تولي اهتماما خاصا بمبادرة "الحزام والطريق" الصينية، إلى جانب تعزيز علاقاتها التجارية والاستثمارية مع دول الخليج.
وأضاف أورنجزيب، خلال مقابلة مع "الشرق بلومبرج"، أننا تتطلع الحكومة الباكستانية الجديدة لضخ زخم متجدد في المشاريع التي تندرج تحت مبادرة الحزام والطريق الصينية، في محاولة منها لإنعاش اقتصاد البلاد المتعثر.
حجم الصادرات الباكستانية
وتابع: تمتلك باكستان إمكانات تصديرية كبيرة، خاصة في قطاعات التعدين والزراعة وخدمات المعلوماتية، مشيراً إلى أن حجم الصادرات الباكستانية يبلغ حالياً 30 مليار دولار، وأن هناك خطة لرفع هذا الرقم بشكل ملحوظ.
مؤتمر العلا لاقتصادات الأسواق الناشئة
وأشار الوزير في المقابلة على هامش مشاركته في "مؤتمر العلا لاقتصادات الأسواق الناشئة"، إلى نجاح الحكومة في خفض التضخم وأسعار الفائدة وزيادة احتياطيات النقد الأجنبي واستقرار سعر العملة، حيث تسعى لخصخصة بعض المؤسسات الحكومية وتقليل حجم القطاع العام لتخفيف الأعباء المالية وتحقيق كفاءة أكبر في الإنفاق.
تعزيز الإصلاحات الهيكلية
وأضاف أن بلاده أحرزت تقدماً كبيراً في تحقيق الاستقرار الاقتصادي الكلي على مدى الأشهر الـ14 الماضية، وتتطلع للاستفادة من هذا الاستقرار لتعزيز الإصلاحات الهيكلية، خاصة في مجالات الضرائب والطاقة والشركات الحكومية.
استراتيجية جديدة للنمو في باكستان
حول استراتيجية تقليص حجم الحكومة لتخفيف التكاليف، أوضح أورنجزيب أن التركيز الرئيسي للحكومة يتمثل في ضمان نمو مستدام عبر إدارة حكيمة للمالية العامة، وتجنب العجز المزدوج الذي واجهته البلاد في الماضي.
أشار إلى أن بلاده حققت فائضاً في الحساب الجاري والرأسمالي، وتسعى الآن إلى تعزيز هذا الفائض وتوظيفه بشكل فعال لتحديد أولويات الإنفاق التي تدعم المستهدفات الاقتصادية المستقبلية.
وشدد على أن باكستان تركز على تطوير قطاعاتها التقليدية ذات القيمة المضافة، مثل صناعة النسيج، إلى جانب تعزيز الصادرات في مجالات جديدة مثل تكنولوجيا المعلومات، حيث تمتلك ثالث أكبر مجموعة عالمية من مزودي الخدمات الرقمية.
وأضاف أن الحكومة تعمل على تطوير بيئة داعمة لهذه القطاعات، مما يسهم في تنويع الاقتصاد وتعزيز قدرة باكستان على تحقيق نمو مستدام مدفوع بالتصدير.
تعزيز الاستثمارات مع السعودية والإمارات
فيما يتعلق بدور باكستان في المشاريع الاستثمارية الإقليمية، أشار الوزير إلى أن المنتدى شهد نقاشات متعمقة حول سبل تعزيز الاقتصادات الناشئة عبر التعاون المشترك، مشيرا إلى أن بلاده تعمل مع شركائها الإقليميين على زيادة حجم الاستثمارات، حيث تحظى بعلاقات متينة مع السعودية، متوقعا زيادة الاستثمارات مع المملكة خلال العام الجاري، إذ شهد العام الماضي استثمارات كبيرة بين الشركات الباكستانية والسعودية في قطاع النفط.
كما أشار أورنجزيب إلى تعاون متزايد مع الإمارات، لافتاً إلى الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الوزراء الباكستاني إلى أبوظبي في الأسبوع الماضي، حيث تم التباحث حول فرص استثمارية جديدة. وأعرب عن تفاؤله بأن 2025 سيكون عاماً واعداً من حيث التجارة والاستثمارات بين باكستان ودول المنطقة.
تسعى باكستان لتوسيع شراكاتها الاستثمارية والتجارية على المستويين الإقليمي والدولي، مع التركيز على تعزيز العلاقات مع دول الخليج، والمزيد من التعاون في البنية التحتية والمشاريع الكبرى التي تعزز التكامل الاقتصادي المشترك، بحسب أورنجزيب.