الأربعاء 16 أبريل 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
تحليل

تبيع ولا تشتري.. هنقولك تعمل ايه لو معاك ذهب بعد ارتفاع الأسعار وتوقعات الفترة المقبلة

السبت 15/فبراير/2025 - 12:26 م
ماذا يفعل المواطن
ماذا يفعل المواطن بعد ارتفاع أسعار الذهب

يشهد الذهب موجة صعود تاريخية، وسط اضطرابات اقتصادية وسياسية تعيد تشكيل المشهد العالمي، فمع وصوله إلى مستويات قياسية، تتزايد التساؤلات حول مستقبله في ظل التقلبات الحادة التي يشهدها الاقتصاد الدولي.

التوترات الجيوسياسية، إلى جانب السياسات النقدية المتغيرة، دفعت العديد من الدول والمؤسسات المالية إلى تعزيز احتياطاتها من الذهب، باعتباره الملاذ الأكثر أمانًا في مواجهة الأزمات، كما أن العلاقة التقليدية بين الذهب والدولار تشهد تغيرات غير مسبوقة، حيث يرتفع المعدنان معًا، ما يعكس حالة عدم اليقين التي تخيم على الأسواق.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب عالمياً

أسعار الذهب

وفي ظل هذه الأوضاع، أصبح الذهب أحد أهم المؤشرات التي تعكس التوجهات الاقتصادية العالمية، حيث تتأثر أسعاره بقرارات كبرى الاقتصادات العالمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد مسار الأسواق. 

وبينما يرى البعض أن المعدن النفيس قد يواصل صعوده لمستويات غير مسبوقة، يتوقع آخرون أن تشهد الأسواق موجات تصحيح مفاجئة وفقًا لمستجدات السياسة النقدية والاقتصادية، وفي الحالتين، يبقى الذهب عنصرًا رئيسيًا في معادلة الاستثمار، حيث يتزايد الطلب عليه في فترات عدم الاستقرار، مما يجعل مستقبله مرتبطًا بشكل وثيق بالتطورات العالمية القادمة.

الحرب الاقتصادية تعيد تشكيل المشهد العالمي

وتعليقا على المشهد الحالي حول ارتفاع أسعار الذهب بشكل غير مسبوق عالمياً، قال المهندس لطفي المنيب، نائب رئيس شعبة الذهب، إن العالم يشهد مرحلة غير مسبوقة من التحولات الاقتصادية، في ظل مشهد ضبابي تُحركه صراعات تجارية وسياسية عالمية. 

المهندس لطفي المنيب، نائب رئيس شعبة الذهب

وأضاف نائب رئيس شعبة الذهب، في تصريحات خاصة لـ بانكير ، أن السياسات الاقتصادية التي تتبعها الولايات المتحدة، منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى الحكم في يناير 2025، تعيد رسم التوازنات الدولية، مما ينذر بحرب اقتصادية عالمية قد تكون ملامحها أكثر تأثيرًا من أي صراع تقليدي.

تفكيك التحالفات الاقتصادية الكبرى

وأشار المنيب إلى أن الإدارة الأمريكية تبنت استراتيجية هجومية تعتمد على فرض الضرائب التجارية، حيث فرضت واشنطن رسومًا على الصين وكندا والمكسيك، وهددت بفرض عقوبات مماثلة على الاتحاد الأوروبي، كما نجحت الولايات المتحدة في تفكيك تحالف "بريكس"، بعدما أبرمت اتفاقًا مع روسيا بشأن إنهاء الحرب مع أوكرانيا، وهو ما أدى إلى توتر العلاقات مع الصين وأضعف التكتل الاقتصادي المنافس للغرب.

وأكد المنيب أن هذه التغيرات الكبرى، إلى جانب الصراع الاقتصادي المحتدم، أسهمت في ارتفاع أسعار الذهب عالميًا، مع تصاعد المخاوف من اضطرابات الأسواق وعدم استقرار التحالفات الاقتصادية.

وضع استثنائي.. ارتفاع أسعار الدولار والذهب معًا

وأوضح المنيب أن ترامب اعتمد على مبدأ "فرّق تسد"، حيث اتخذ قرارات أدت إلى تفكك التحالفات الاقتصادية، وفقًا لمصالح كل دولة على حدة، مما انعكس على الأسواق العالمية، ونتيجة لذلك، ارتفعت قيمة الدولار بشكل كبير، لكن المثير للدهشة أن الذهب أيضًا ارتفع إلى مستويات قياسية، رغم أن العلاقة بينهما تقليديًا تكون عكسية.

وأشار نائب رئيس شعبة الذهب، إلى أن هذا الارتفاع المزدوج يمثل استثناءً اقتصادياً يعكس حالة عدم اليقين، حيث دفعت عودة الدولار لقوته العديد من البنوك المركزية حول العالم إلى تعزيز احتياطاتها من الذهب كملاذ آمن، مما ساهم في صعود أسعاره إلى مستويات غير مسبوقة بلغت لأول مرة 2900 دولار للأوقية.

سعر الذهب في مواجهة التقلبات الاقتصادية

أسعار الذهب

وأكد المنيب أن المشهد الاقتصادي الحالي يجعل من الصعب التنبؤ بمستقبل أسعار الذهب، خاصة في ظل قرارات ترامب المتغيرة، والتي قد ترفع الأسعار أكثر أو تؤدي إلى تراجعها، وفقًا لمصالح السياسة الأمريكية.

وأضاف أن الولايات المتحدة لم تتضرر من ارتفاع أسعار الذهب، بل على العكس، استفادت بشكل كبير، كونها من أكبر حائزي المعدن النفيس عالميًا، مما جعلها تحقق مكاسب مزدوجة من ارتفاع الذهب والدولار في الوقت نفسه.

بيع أم شراء الذهب.. ماذا يفعل المواطن؟

ووجه المنيب نصيحة للمواطنين بعدم شراء أو بيع الذهب بهدف تحقيق مكاسب سريعة، مشددًا على أن الذهب يُعد وعاءً ادخاريًا طويل الأجل، وليس وسيلة للمضاربة قصيرة المدى، نظرًا لطبيعة تحركاته التي تتأثر بالعوامل الجيوسياسية والاقتصادية العالمية.

واختتم نائب رئيس شعبة الذهب تصريحاته قائلا: "الوقت دا بنصح فيه المواطنين محدش بشري ذهب أو يبيع لأننا بنعيش في مشهد ضبابي، ولا يستطيع أحد أن يجزم بماذا سيحدث لأسعار الذهب في المستقبل".

ومع استمرار التقلبات الاقتصادية والصراعات الجيوسياسية، يظل الذهب في دائرة الاهتمام كملاذ آمن واستثمار استراتيجي، وبينما تتجه أسعاره نحو مستويات غير مسبوقة، يبقى السؤال الأهم: هل سيواصل المعدن النفيس صعوده القياسي، أم أن الأسواق ستشهد موجة تصحيح تعيد تشكيل خريطة الأسعار عالميًا؟ .. هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.