تعهدات ترامب في عامه الأول بالبيت الأبيض.. 5 متغيرات اقتصادية تشكل المشهد خلال 2025
أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعهدات اقتصادية سيتحدد مسارها ومصيرها من خلال قضايا محددة.
تعهدات دونالد ترامب الاقتصادية
وعد دونالد ترامب بنمو قوي، ورسوم جمركية مرتفعة، وخفض ضريبة الدخل، وحقول نفط مزدهرة، ولكن على الرغم من سوق العمل القوية ومعدل البطالة المنخفض (4.1%) يتعين عليه أن يتعامل مع الرياح المعاكسة مثل التضخم، وعجز الميزانية، والتوترات المتزايدة بشأن التجارة، والتداعيات المترتبة على خططه للحد من الهجرة وفجوة الثروة المستمرة.
ووفقا لتقرير وكالة "أسوشيتد برس" كل من هذه القضايا يمكن أن تساعد في تشكيل شعور الناخبين تجاه الرئيس الذي عاد إلى البيت الأبيض بهدف محدد لإصلاح الاقتصاد، كما ستحدد مسار ومصير ذلك الإصلاح.
خمس قضايا اقتصادية في عام ترامب الأول
وعرض التقرير خمس قضايا اقتصادية قد تشكل توجهات العام الأول من رئاسة ترامب.
الأسعار وارتفاعها بالأسواق
أولى هذه القضايا هي الأسعار التي لا تزال مرتفعة بالنسبة للناخبين، وفي استطلاع للرأي أجرته "أسوشيتد برس" قبل أشهر قليلة وصف 4 من كل 10 ناخبين التضخم بأنه "العامل الأكثر أهمية" في اختيارهم الرئيس، إذ صوت نحو ثلثي هذه المجموعة لصالح ترامب -علامة على أنه مدين بفوزه إلى حد كبير لارتفاع تكلفة البقالة والبنزين والإسكان والسيارات والسلع الأخرى.
وفي المستقبل ستكون التقارير الشهرية عن مؤشر أسعار المستهلك مقياسا واضحا لما إذا كان ترامب قادرا على الوفاء بوعوده أم لا، لكن التضخم ارتفع بالفعل في الأشهر الأخيرة.
ويقول خبراء الاقتصاد إن التضخم قد يزداد سوءا إذا فرض ترامب التعريفات الجمركية واستخدم تخفيضات ضريبة الدخل الممولة بالعجز.
وفي سياق متصل تأتي أسعار الإسكان التي لا يزال الناخبون محبطين بسبب ارتفاع أسعار الرهن العقاري وارتفاع الأسعار بسبب نقص العقارات، ويمثل السكن 37% من مؤشر أسعار المستهلك.
وتراجعت الزيادات في أسعار الإسكان، لكن تكاليف شراء المساكن لا تزال ترتفع بنسبة 4.6% سنويا، مقارنة بالزيادات السنوية التي بلغت في المتوسط 3.3% قبل الوباء.
التعريفات الجمركية الكبيرة
يقول ترامب إن التعريفات الجمركية بنسبة 25% قادمة على الواردات المكسيكية والكندية في أقرب وقت ممكن في الأول من فبراير.
كما تحدث عن تعريفات جمركية إضافية بنسبة 10% على السلع الصينية، وإن هدفه المعلن هو وقف المعابر الحدودية غير القانونية وتدفق المواد الكيميائية المستخدمة في صنع المخدرات مثل الفنتانيل.
وبالنسبة لترامب فإن التعريفات الجمركية وسيلة لجمع الإيرادات التي يزعم أنها قد تجلب تريليونات الدولارات إلى الخزانة، وزاد ترامب التعريفات الجمركية خلال ولايته الأولى، إذ تضاعف تحصيل الإيرادات إلى أكثر من الضعف بمعدل سنوي قدره 85.4 مليار دولار، وهو ما قد يبدو كثيرا ولكنه كان يعادل 0.4% فقط من الناتج المحلي الإجمالي.
لكن تحليلات متعددة أجراها مختبر الميزانية في جامعة ييل ومعهد بيترسون للاقتصاد الدولي، من بين أخرى، تقول إن التعريفات الجمركية المهددة من شأنها أن تزيد من التكاليف بالنسبة للأسرة.
الدين الوطني واغراق الاقتصاد الأمريكي
يحب ترامب إلقاء اللوم على التضخم والدين الوطني علي بايدن، قائلاً إن سياسات بايدن أغرقت الاقتصاد الأمريكي بمزيد من المال أكثر مما يمكنه استيعابه، لكن نحو 22% من إجمالي الدين المستحق البالغ 36 تريليون دولار نشأ عن سياسات فترة ولاية ترامب الأولى، وفقا للجنة الميزانية الفيدرالية المسؤولة، وهي هيئة مراقبة مالية.
والخطر هو أن ارتفاع تكاليف الاقتراض والديون يمكن أن يحد مما يفعله ترامب مع إبقاء تكاليف الاقتراض مرتفعة للمستهلكين، وقد نظر المشرعون في السابق إلى الدين باعتباره مشكلة ستحل بعد سنوات طويلة، وأصبحوا يرون فيه الآن شيئا يتعين معالجته.
المهاجرون وتخفيف العبء على النمو الاقتصادي
تمثل قضية المهاجرين بعداً آخر مهماً في سياسات ترامب الاقتصادية، وحملته الصارمة الواضحة على الهجرة قد تمثل عبئا على النمو الاقتصادي وتؤدي إلى تباطؤ مكاسب الوظائف الشهرية، وغالبا ما يضع ترامب الهجرة في إطار قضية جنائية وأمن وطني من خلال التركيز على الأشخاص الذين يعبرون الحدود بشكل غير قانوني.
لكن الاقتصادات التي لا تستطيع إضافة عدد كافٍ من العمال معرضة لخطر الركود، وسوق العمل الأمريكية في هذه المرحلة يحتاج إلى المهاجرين كجزء من مزيج الوظائف.
وقد جاء نحو 84% من صافي نمو سكان أمريكا العام الماضي من المهاجرين، وفقا لمكتب الإحصاء، وهذا يعني 2.8 مليون مهاجر.
فجوة الثروة وتحقيق التوازن
يتعين على ترامب أن يكتشف كيفية تحقيق التوازن بين مصالح المليارديرات ومصالح الناخبين من الطبقات الأدنى.
وقد ضمت فعاليات تنصيبه العديد من أغنى رجال العالم، وتبلغ ثروة كل منهم نحو 200 مليار دولار أو أكثر، وفقا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
وقال سكوت إليس، أحد أعضاء مجموعة المليونيرات الوطنيين، إنه من الجدير مراقبة مقدار الزيادة في ثرواتهم تحت حكم ترامب هذا العام.