اليورو يرتفع قبل بيانات التضخم الأمريكية الحاسمة
ارتفع اليورو مقابل الدولار الأمريكي خلال يومي التداول الماضيين على خلفية أنباء تفيد بأن الرئيس الأمريكي المنتخب قد يفكر في وتيرة تدريجية لرفع التعريفات الجمركية. ومع ذلك، قد يكون الاتجاه عرضة لمؤشر أسعار المستهلك الأمريكي القادم، والذي من المتوقع أن يظل ثابتًا في ديسمبر.
وصعد اليورو أمام الدولار الأمريكي، EUR/USD، بعد أن سجل أدنى مستوى له في عامين عند 1.0176 يوم الاثنين وبحلول يوم الثلاثاء، مدد الزوج مكاسبه، وحافظ على مستويات أعلى من 1.03 في الساعات الأولى من جلسة الأربعاء الآسيوية.
كان عودة العملات الأخرى مقابل الدولار واسعة النطاق حيث تراجع الدولار بشكل حاد بعد تقرير بلومبرج بأن الفريق الاقتصادي القادم لدونالد ترامب يفكر في رفع التعريفات الجمركية تدريجيًا. وشهدت أسواق العملات أيضًا تحولًا في المواقف حيث ربما قام المتداولون بالتحوط قبل إصدار بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي.
وانخفض اليورو بنسبة 9% مقابل الدولار الأمريكي منذ سبتمبر، مدفوعًا بموقف السياسة المتشدد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي والتوترات السوقية المحيطة بفوز ترامب في الانتخابات. ومع ذلك، فإن الأخبار التي تفيد بأن الرئيس المنتخب قد يتبنى استراتيجية تعريفات جمركية ضيقة أو تدريجية دعمت اليورو.
وفي الأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن مساعدي ترامب كانوا يستكشفون خطة تعريفات جمركية أضيق، مع التركيز فقط على قطاعات حاسمة معينة. ومع ذلك، نفى الرئيس المنتخب التقرير على موقع Truth Social. ضعف الدولار في البداية قبل استعادة قوته وسط التحول الإخباري. قد يكون انتعاش اليورو قصير الأجل إذا أصدر ترامب نفيًا مماثلاً فيما يتعلق بتقرير بلومبرج.
لا تزال أساسيات السوق تفضل الدولار الأمريكي، بدعم من الاقتصاد الأمريكي المرن، ودورة تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي، والتحديات الاقتصادية والسياسية المستمرة في منطقة اليورو. يتوقع العديد من المحللين أن يصل اليورو إلى مستوى التكافؤ مع الدولار أو حتى ينخفض إلى ما دون هذا المستوى هذا العام.
وتتجه كل الأنظار الآن إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي، والتي ستوفر رؤى حاسمة حول الاتجاه المحتمل للسياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ومع ارتفاع أسعار المستهلك لمدة شهرين متتاليين حتى نوفمبر، فإن قراءة قوية أخرى للتضخم قد تقوض انتعاش اليورو.
وقد تدعم بيانات الوظائف القوية يوم الجمعة الماضي الإنفاق الاستهلاكي القوي وتبقي التضخم مرتفعًا وتشير الإجماع إلى أن مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي ربما ارتفع بنسبة 0.2% على أساس شهري و2.9% على أساس سنوي في ديسمبر ، مقارنة بنمو سنوي بلغ 2.7% في نوفمبر ومن المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلك الأساسي، الذي يستبعد أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة، بنسبة 0.3% شهرياً و3.3% سنوياً، وهو ما يطابق البيانات من الشهر السابق.
وعلى صعيد إيجابي، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة، وهو مؤشر أسعار الجملة، أقل من المتوقع في ديسمبر فقد ارتفع المؤشر بنسبة 0.2% على أساس شهري، مقارنة بتقديرات 0.4%.
ويعزى هذا التباطؤ إلى انخفاض أسعار البنزين، على الرغم من أن الارتفاع الأخير في أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي قد يعقد آفاق التضخم العالمية.
ووفقاً لأداة CME FedWatch، فإن الأسواق قد حددت احتمالاً بنسبة 97% بأن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعه القادم في 29 يناير.
في هذه الأثناء، من المقرر أن يعقد البنك المركزي الأوروبي اجتماعه للسياسات في 30 يناير ، حيث من المتوقع أن يخفض البنك أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس أخرى.
