البنك المركزي الصيني يوقف شراء السندات بسبب مخاوف الانكماش التي تسيطر على الاقتصاد
في إشارة واضحة إلى ركود الاقتصاد الصيني، أعلن البنك المركزي اليوم الجمعة أنه توقف مؤقتاً عن شراء السندات الحكومية.
ويهدف هذا الإجراء غير المتوقع من جانب البنك المركزي إلى كبح جماح التحول الأخير من جانب المستثمرين نحو شراء السندات مع تجنب الأصول الأكثر خطورة مثل الأسهم والعقارات وقد أدى هذا التحول إلى دفع أسعار الفائدة الطويلة الأجل في الصين إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.
وكان القرار بوقف شراء السندات الحكومية غير عادي بشكل خاص لأن أسعار الفائدة كانت ترتفع مؤخراً في أغلب أنحاء العالم، استجابة لمخاوف التضخم أما القلق بشأن الاقتصاد الصيني فهو العكس تماماً: التضخم المنخفض المزمن الذي يشكل السمة المميزة للركود.
وفي الصين، فقد الكثير من عامة الناس الثقة مع هبوط أسعار المساكن وأسواق الأسهم بشكل حاد وسعى الأسر إلى الأمان من خلال ضخ مبالغ قياسية من المال في الودائع في البنوك التجارية المملوكة للدولة في البلاد، على الرغم من كسب فائدة ضئيلة.
وبالتالي، كافحت البنوك لإقراض هذه الودائع للشركات والواقع أن العديد من الشركات، المتشائمة بشأن الاقتصاد، مترددة في الاقتراض. وبسبب تراكم الودائع المتزايدة باستمرار، استثمرت البنوك الأموال في السندات.
وقد أدى هذا إلى ارتفاع أسعار السندات، الأمر الذي أدى بدوره إلى خفض الفائدة التي تدرها السندات.
ومن خلال تعليق مشترياته من السندات الحكومية مؤقتا، يعمل البنك المركزي على إزالة أحد مصادر الطلب على السندات وقد يؤدي هذا إلى إبطاء ارتفاع أسعار السندات وانخفاض أسعار الفائدة.
وقال البنك المركزي: "سوف تستأنف العمليات في الوقت المناسب اعتمادا على ظروف العرض والطلب في سوق السندات الحكومية".
وكان قرار البنك المركزي، بنك الشعب الصيني، ملحوظا لأن البنوك المركزية التي تواجه ضعف النمو عادة ما تشتري السندات لضخ الأموال في الاقتصاد. وهذا ما فعله بنك الاحتياطي الفيدرالي أثناء الأزمة المالية العالمية قبل ستة عشر عاما والاضطرابات المالية الأخيرة الأخرى.
وكان بنك الشعب الصيني نفسه قال قبل ستة أيام إنه سوف يوفر قدرا كافيا من المال للنمو الاقتصادي.
